سلام وتحية للمغرب وأهله

منذ 2013-11-19

مغاربةٌ أصلاءٌ أوفياء، يغيبون ويبتعدون، لكنهم إلى فلسطين يعودون، وإلى القدس يرجعون، وأمانتها يحملون، ومسؤوليتها يتحملون، فلا ينسون ولا يهملون، فلسطين عندهم هي القلب، وهي الأساس، تعيش معهم، وتكبر مع أجيالهم، حاضرةً دوماً، وباقيةً أبداً، يعرف تفاصيلها الكبار، ويحفظ عناوينها الصغار، ويتمنى زيارتها النساء قبل الرجال، مغاربةٌ بالقدس يعتزون، وبحارتهم العتيقة فيها يفتخرون، وإليها وإلى الحرم يتطلعون.

 

مغربٌ يتقد بقضايا الشرق، ويشع نوراً وأملاً للشرق والغرب معاً، قصيٌ لكنه قريب ويقترب، صغيرٌ لكنه كبيرٌ ويتسع، فقيرٌ لكنه غنيٌ، سخي اليد جواد النفس، قويٌ بأبنائه، قادرٌ بأهله، سامي برسالته، ربانيٌ بإسلامه، الحق وجهته، والعدل سجيته، وعيون أبنائه تتعلق بهموم العرب، وتعيش مآسي الأمة، وأحزان الشعوب، وأزمات البلاد، وابتلاءات الأوطان، فلسطين في القلب، وجرح سوريا في الكف، وتيه الأمة في العقل.

قلوبهم تضطرب على مصر، ومن أجلها تقلق، وتضامناً معها تجتمع وتلتقي، إنهم حزنى على ما أصابها، وغاضبين على المتآمرين عليها، ثائرين لها ومن أجلها، يبكون الدماء النازفة، والضحايا الساقطة، والآمال الضائعة، والأهداف المفقودة، شارتهم رابعة، صفراءُ فاقعة، وقبضات أيديهم لها رافعة، وبها تلوح، ولها تهتف، يقولون بعالي الصوت، دون خوفٍ أو وجل، ولا تردد ولا وهن، الحق إلى أهله سيعود، والراية إلى أصحابها سترجع، ومرسي سيكون هو الرئيس، والظالمون بجريمتهم سيبوؤون وسيخسرون، والسيسي ستصليه الأمة سقر، وسيهوي إلى حفرةٍ ليس لها قاعٌ ولا قعر.

مغاربةٌ أصلاءٌ أوفياء، يغيبون ويبتعدون، لكنهم إلى فلسطين يعودون، وإلى القدس يرجعون، وأمانتها يحملون، ومسؤوليتها يتحملون، فلا ينسون ولا يهملون، فلسطين عندهم هي القلب، وهي الأساس، تعيش معهم، وتكبر مع أجيالهم، حاضرةً دوماً، وباقيةً أبداً، يعرف تفاصيلها الكبار، ويحفظ عناوينها الصغار، ويتمنى زيارتها النساء قبل الرجال، مغاربةٌ بالقدس يعتزون، وبحارتهم العتيقة فيها يفتخرون، وإليها وإلى الحرم يتطلعون، رحلوا إليها يوماً فزرعوا فيها أجساد أجدادهم، وبقايا أهلهم، فكانت حارة المغاربة عنواناً ونبراساً، وكانت قبلةً وصفحة، وشارعاً ووطناً، وأمانةً ومسؤولية، وواجباً وقضية، وهي عندهم إسراءً ومعراجاً، ونوراً وهداية، وهي وقفاً وأحباساً، وفيئاً وعطاءً، صبغوا أرضها بعبق المغرب العتيق، وزينوها بعقيقهم القديم، وبقوا إلى يومهم هذا يساندون ويساعدون، لا يتأخرون ولا يبخلون، ولا يملون ولا يتعبون، ولا يتراجعون ولا يتقهقرون، ولا يمنعون ولا يحبسون.

لك أيها المغرب الجميل كل تحية وتقدير، ولشبابك الصادق البهي كل محبةٍ واحترام، ولشبية العدالة والتنمية، بالأصالة عن نفسها، ونيابةً عن شباب المغرب كله، شبابه وشاباته، من فلسطين تحية، ومن أهلها شكر، ومن بيوتها تقدير، ومن مساجدها دعوة، ومن أقصاها عرفاناً، قد شرفنا بالحضور بينكم، وسعدنا بالحديث إليكم، والله نسأل أن يجمعنا بكم وأهلكم في فلسطين وقد تحررت، وفي ساحات الأقصى وربوع القدس وقد تطهرت.
 

 

مصطفى يوسف اللداوي