يسقط يسقط حكم العسكر.. (نظرة تحليلية)

منذ 2013-11-27

لماذا يفكر الأمريكان عادة في الرهان على الشخصيات العسكرية؟


لماذا يفكر الأمريكان عادة في الرهان على الشخصيات العسكرية؟
الإجابة ببساطة: لأن الشخصية العسكرية هي النموذجية بالنسبة لهم من منطق الخضوع الفطري للأعلى؛ قوة، أو رتبة، أو أقدمية. وأن الرجل العسكري ارتسمت تركيبته النفسية على تلقي الأوامر من الأعلى درجة وتمريرها إلى الأقل درجة مهما علت الرتبة، إلى أن يصل إلى القيادة العامة التي من المفترض أن تتلقى الأوامر من قيادة أعلى خارج تلك المنظومة الهرمية والنفسية.

والأصل أن تكون قيادة سياسية منتخبة أو مؤهلة لقيادة البلاد، وطبعا يكون بديهيا منصب الرئيس الذي يكون خارج تلك الدائرة المغلقة. لذا إذا جاء الرئيس من ذوي التركيبة العسكرية سيبحث تلقائيا عن قيادة أعلى يتلقى منها الأوامر، وبما أن أمريكا أصبحت القوة العظمى في العالم بعد الحرب الباردة ومصدر التسليح ومصدر العلوم التكنولوجية والعسكرية للمنطقة، ومكان التدريب الفني- أصبح العسكريون يوالون بشكل فطري ونفسي قيادات البنتاجون.

وهذا ليس تقليلا من شأن الشخصية العسكرية إطلاقا؛ بل على العكس هذا ما يميزها ما دامت تعمل داخل النطاق الخاص بها، وبالتالي تكون تلك التركيبة الهرمية والنفسية تمثل الانضباط العسكري والطاعة الإيجابية نظرا لحساسية تركيبة المؤسسة ومهامها. لذا مهما حاول البعض وإن كان حتى على أعلى مستوى من الإخلاص والوطنية من داخل تلك المؤسسة سيفشل تماما بل وسيجر البلاد لا محالة إلى التبعية على عكس ما قد يتخيل الناس؛ إلا إذا تمت إعادة معالجته نفسيا عبر مراحل تستلزم الكثير من الوقت والبرامج والمتخصصين.

لكن للأسف جملة (يسقط يسقط حكم العسكر) اقترنت فقط بالخشية من استخدام العسكر القمع والقوة والبطش.. بالتأكيد هذا وارد بشدة أيضا لطبيعة العمل العسكري؛ إلا أنه ليس هو العامل الأخطر في المسألة. بمعنى إذا تولى شخصية عسكرية ترسم صورة ذهنية تعلمها أمريكا وتحدث عنها (مايلز كوبلاند) رئيس الاستخبارات الأمريكية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر حيث قال إن الرئيس الذي يحظى بالدعم الأمريكي ويحصل على أعلى الدرجات التقيمية الأمريكية هو ذلك الرجل الذي لديه كاريزما تخوله لتمرير قرارات ضد رغبات الشعوب؛ أي يتلقى أوامر من الأعلى ويمررها إلى الأقل؛ لتكون الصورة كالتالي:

الولايات المتحدة هي القائد الأعلى.
الرئيس يمثل القائد العام.
الشعوب تمثل باقي الفصائل والكتائب العسكرية المنفذة للأوامر دون مناقشة.

وهذا ما حدث فعلا تاريخيا في المنطقة بعد جلاء الاحتلال وظهور حركات التحرر التي أتت كلها بمثل تلك الشخصيات بدءا بعبد الناصر، وليس نهاية بالفريق عبد الفتاح السيسي أو من على شاكلته.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام