حديث المرارة والألم: الإعلام الإسلامي الغائب إلى متى؟

منذ 2013-11-27

كم من معركة خسرناها بسبب الإعلام، وكم من قضية عادلة عجزنا عن الدفاع عنها وانتظرنا من خصومنا أن ينتصروا لها! معظم معاركنا خسرناها قبل أن تبدأ بسبب الإعلام. خسائرنا التي نعيشها اليوم نتيجة لخسارتنا في الساحة الإعلامية فانهارت حصوننا التقليدية رغم ما نملكه من رسالة.

 


رغم أن الإسلاميين هم محور ما يدور في العالم، فإنهم لم يأخذوا بالأسباب، وكأنهم أدمنوا الخسارة ولا يريدوا أن يتعلموا. الصحافة والإعلام من أهم الأسلحة التي يتعامل معها الإسلاميون باستهانة وعدم تقدير.

كم من معركة خسرناها بسبب الإعلام، وكم من قضية عادلة عجزنا عن الدفاع عنها وانتظرنا من خصومنا أن ينتصروا لها! معظم معاركنا خسرناها قبل أن تبدأ بسبب الإعلام. خسائرنا التي نعيشها اليوم نتيجة لخسارتنا في الساحة الإعلامية فانهارت حصوننا التقليدية رغم ما نملكه من رسالة.

خصومنا من كل الملل والنحل ينفقون على الإعلام ببذخ، ويفرخون لنا أجيالا من الإعلاميين الموجهين ضد أمتهم، ويشترون المزيد من وسائل الإعلام القائمة بمن فيها لكسب معركة العقول. وفي المقابل ينفق الإسلاميون والوطنيون المخلصون على كل شيء إلا الإعلام، وعندما يفكر بعضهم في تأسيس منبر إعلامي لا يبحثون عن الرؤية والخبرة وإنما يعتمدون على أهل الثقة حتى وإن افتقدوا الخبرة، فنجد أمامنا تجارب متواضعة سرعان ما تفشل وتتبخر. وبعض المبادرات التي كانت واعدة توقفت بسبب غياب التمويل.

المشكلة ليست في الكفاءات، فهناك العشرات من الإعلاميين والصحفيين والكتاب الإسلاميين والوطنيين في بيوتهم يعانون من البطالة، ولا يجدوا الفرصة لمواجهة الهجمة على ثوابتنا. مشكلة الإعلام الإسلامي سببها عدم تلاقي العناصر الأساسية اللازمة لتأسيس إعلام متميز وهي:

1- التمويل الذي لا ينتظر الربح على المدى القصير.
2-الإدارة الواعية صاحبة الرؤية.
3-الأداء المهني المتميز.
والتجارب التي فشلت يعود معظمها لعدم توافر هذه العناصر في تجربة واحدة.

أتمنى أن يستوعب الإسلاميون أهمية الإعلام كأداة للدفاع عن قضاياهم والحفاظ على رسالتهم، ثم الانتقال من مقعد المتفرج والمتلقي إلى التأثير في المجتمعات المحيطة.