الفرانكو

منذ 2013-11-29

اللغة ليست مجرد وسيلة للمخاطبة ولكنها عنوان للهوية، للتراث، عنوان لأصل الإنسان؛ فمن يتحدث الألمانية مثلًا نعلم منذ الوهلة الأولى أننا نتحدث إلى شخص ألماني، وهكذا بالنسبة لباقي اللغات ولكن اللغة العربية ليست مجرد لغة للتحاور أو للتعرف على جنسية من يتحدثها ولكنها تتعدى إلى أبعد من ذلك بكثير فهي تحمل بين طيات حروفها تاريخ عريق ونهضة مشرفة وتراث عظيم للأسف نهدمه بتخلينا عنها.


اللغة ليست مجرد وسيلة للمخاطبة ولكنها عنوان للهوية، للتراث، عنوان لأصل الإنسان؛ فمن يتحدث الألمانية مثلًا نعلم منذ الوهلة الأولى أننا نتحدث إلى شخص ألماني، وهكذا بالنسبة لباقي اللغات ولكن اللغة العربية ليست مجرد لغة للتحاور أو للتعرف على جنسية من يتحدثها ولكنها تتعدى إلى أبعد من ذلك بكثير فهي تحمل بين طيات حروفها تاريخ عريق ونهضة مشرفة وتراث عظيم للأسف نهدمه بتخلينا عنها.

واستخدام طريقة (الفرانكو) في المحادثة لا أدري صراحة ماذا أطلق عليها فهي ليست لغة بل مجرد حالة أصابتنا لنظهر أكثر تحضرًا وللتعبير عن (الروشنة) ولكن ما هي العلاقة التي تربط بين (الروشنة) وبين (الفرانكو)؟ هل تتطلب (الروشنة) التخلي عن هويتنا أن ننسى الماضي بكل ما يحمله من انتصارات وانكسارات فلا نعرف الحاضر ولا نتنبأ بالمستقبل؟

اللغة العربية ليست عارًا كي نتخلى عنها ونستبدلها بلغة أخرى، لغة الضاد من أصعب وأشرف اللغات في العالم يكفينا فخرًا أن القرآن باللغة العربية، وأن رسولنا عربي {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} [الزخرف: 3].

أنا لا أجبر أحدًا على استخدام العربية في تعاملاته الكتابية والكلامية ولكني أطلب منكم الاختيار؛ فمن يريد الهوية العربية فليختار لغة الضاد، ومن يريد الهوية الغربية فليختار لغة أوروبية، ومن يريد أن يكون بلا هوية ولا يدري إلى أي أرض ينتمي ولا يعرف كيف يتحدث فليختار الفرانكو,


علي حسين السعدني