انتصارات السرداب!

منذ 2013-11-29

خامنئي انتصر! على من انتصر خامنئي؟ هنا يبدأ الهمس ويأتي الجواب بصوت مبحوح: على (الشيطان الأكبر) سابقًا!


خامنئي انتصر!
على من انتصر خامنئي؟
هنا يبدأ الهمس ويأتي الجواب بصوت مبحوح: على (الشيطان الأكبر) سابقًا!
لكنكم لم تحاربوا أمريكا أبدًا حتى عندما ضربت لكم ناقلات نفط وأسقطت طائرة مدنية؟
كيف يجرؤ حزب الشيطان الأكبر على محاربة ولي صاحب الزمان عجل الله فرجه والإمام سلام الله عليه هو ولي الله؟
جميل.. ما دمتم هزمتم أمريكا بلا حرب ومرغتم أنفها بالتراب فلمَ لا يظهر (مهديكم) ويغادر سردابه؟
أنت منافق ناصبي من أتباع الشيطان الأكبر ومستاء من انتصارنا على سيدك!

واضحٌ لكل عاقل أن ما سبق ليس حوارًا جرى فعلًا، لكنه تعبير تقريبي لحال ملالي قم في هذه الأيام، وفضح لعرسهم المهزلة الذي ينخرط فيه القطيع الأحمق مغسول الأدمغة، كما يتم فرضه على المترددين والمشككين في خرافة الولي الفقيه بل وفي خرافته المسردبة أصلًا.. فلن يعجز الكهنة عن تزوير نصر لا وجود له، وهم الذين افتروا أسطورة شخص لا وجود له، ثم أقاموا فوقها دينًا عجيبًا، استمر منذ اثني عشر قرنًا لأسباب يعلمها كل من يتعمق في عقائد القوم ويتبصر في بنية المجوسية التي تخفت وراء قناع محبة آل البيت لتدمير الإسلام من داخله ولتمزيق أمته بشعار يمكن الترويج له في بيئات الجهل والغفلة والفقر، على غرار حلفائهم المنصرين تمامًا.. وكيف لا (ينجح) أحبار النار في بناء قبة على كذبة، وهم يجزمون بأن الكذب تسعة أعشار دينهم؟

نحن لدينا قراءة تختلف جذريًا عن مجمل الخطاب الإعلامي السطحي السائد، وقد عبرنا عنها مرات ومرات منذ سنوات، لكننا اليوم سنغض النظر عن تلك الحقائق بالرغم من انكشاف كثير منها بحسب ما كنا نؤكد، وسوف نقرأ صفقة الملف النووي الإيراني قبل أيام بحسب التضليل الصفوي ذاته، لكي يتبين مدى (الصدق) في الدعاوى الإيرانية..

في ما يشبه تقاسم أدوار، انتهت مفاوضات مجموعة وملالي قم (المجموعة المذكورة تضم الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا!!) انتهت بتصريحين متناقضين: أمريكا تقول بلسان وزير خارجيتها جون كيري: طهران لن تخصب اليورانيوم، وطهران تقول عن طريق رئيس وفدها المفاوض ثم رئيس الجمهورية حسن روحاني ثم خامنئي شخصيًا: أقر العالم بحقنا في التخصيب داخل أراضينا!

فمن نصدق وكلا الطرفين لا يرى في الكذب بأسًا: الغرب يبيح الكذب إذا كان فيه (منفعة) للبلد، والمجوس الجدد يتقربون بالكذب بسبب وبلا سبب..

التجربة تقضي بأننا مضطرون إلى تصديق مبيح الكذب وليس من يوجبه، ليس بالتشهي، وإنما لأن الكذب المسموح به في ثقافة الغرب الذرائعية هو الكذب على الأمم الأخرى، ولا مانع منه في البلاد نفسها ما لم يكن عليه دليل يورط صاحبه قضائيًا.. لذلك فإن كيري لن يكذب ليس عن عفة وإنما لئلا يقضي بيديه على حاضره ومستقبله السياسي..

وأما في دولة المجوس الجدد فإن خامنئي (معصوم) ينوب عن (معصوم) فأي مجنون سيجرؤ على رفع صوته بسؤال؛ فكيف بمناقشة أو محاججة أو تشكيك في كلام خامنئي؟ ألم يفرض (فوز) نجاد في انتخابات 2009م من عنده؟

لقد ترك الشيطان الأكبر لملالي قم أن يقيموا الأعراس وأن يتشدقوا بانتصار تاريخي، فالغرب لا يعنيه إلا ما يحصده وأما ضجيج العملاء فلا يشغل باله.. وما المشكلة إذا تطلبت مصالح الغرب المتحققة السماح لوكلائهم المحليين بفخر مفتعل لا يسمن ولا يغني من جوع؟ بل إن تأريخ الغرب في هذا المضمار يتيح للعميل أن يشتم (سيده) الغربي ويهجوه ابتداء من (ثورة يوليو الأمريكية) بحسب تسمية صاحب القلم الرائع محمد جلال كشك، وانتهاء ببشار الأسد!!

إن اللعبة الغربية الخبيثة هنا قامت على التلاعب بالمصطلحات، فهم تركوا للملالي إمكان التخصيب بمعدلات تتراوح بين 3، 5 و5 %، وهي معدلات مقبولة من البداية...

والمثير للسخرية أن واشنطن -بحسب التصريحات- سبق لها أن عرضت على طهران من قبل صفقة أفضل من هذه التي أُبْرِمَتْ في جنيف أخيرًا..

بالطبع سوف يتوقف البعض عند المأتم الذي يصطنعه اليهود بزعامة نتنياهو، إذ يتظاهرون برفض الصفقة ويزعمون أن إيران حققت ما تريد وأن الغرب فشل في لجم أطماعها!! وهذا العبث المسرحي متعمد لأنه يعطي (انتصار) خامنئي وجاهة لدى القطعان التي تسير وراءه مغمضة العينين مغلولة اليدين!!