منع المسلمين من مساجدهم
الشعائر هي أعلام الدين الظاهرة، وهي تُبشِّر الناس بالإسلام، وتدعوهم إليه، وتدلَّهم عليه، وهي السبب الأهم لحفظ الدين وبقائه؛ لأن المسلمين يتناقلون هذه الشعائر جيلاً عن جيل، وأمة عن أمة، وقرناً بعد قرن.
والنبي عليه الصلاة والسلام كان يقصد إظهار شعائر الدين؛ لإعلاء الملة، وإعزاز الشريعة، ومراغمة الكفر وأهله.
ومن أعظم الظلم منع المسلمين من مساجدهم، وأعظم منه هدمها أو حرقها أو تخريبها {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة:114]، وتعطيل المساجد عن الصلاة وإظهار شعائر الإسلام فيها خراب لها، حتى المرأة لا تُمنَع من المسجد إن أرادت الصلاة فيه، ولو كانت صلاتها في بيتها خيراً لها من صلاتها في المسجد، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « » (متفقٌ عليه).
وهذا يدل على عِظم جريمة منع المسلمين من مساجدهم بهدمها أو حرقها أو إغلاقها أو الحيلولة بينهم وبينها، حتى كان ذلك من أعظم الظلم عند الله تعالى، ومن أكبر الفساد في الأرض.
فانصروا مساجد الله تعالى، وانصروا رُوَّادها من المصلين ينصركم الله تعالى، ويرفع ذكركم، ويُعلي قدركم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ . وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:7-9].
وصلوا وسلموا على نبيكم...
- التصنيف: