واثقون مستبشرون
واثقون، ثابتون، صامدون، صابرون، محتسبون، مستبشرون، آملون بنصرٍ قريبٍ وفجرٍ وليدٍ لعدالة قضيتنا، واتصالها بالسماء. فمن أجلها خُلِق الإنسان وكُلِّفَ وامتُحِن واختُبِر، ومن أجلها أُرسِل الأنبياء والرسل ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
واثقون، ثابتون، صامدون، صابرون، محتسبون، مستبشرون، آملون بنصرٍ قريبٍ وفجرٍ وليدٍ لعدالة قضيتنا، واتصالها بالسماء. فمن أجلها خُلِق الإنسان وكُلِّفَ وامتُحِن واختُبِر، ومن أجلها أُرسِل الأنبياء والرسل ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فالصراع بين الحق والباطل سُنةَ الله في أرضه إلى قيام الساعة، ولا راحة إلا في الجنة، والله الوكيل جل وعلا يختار لعباده ما يصلح شأنهم بلطفٍ منه ورحمةٍ وحكمةٍ لما يحفظهم ويُسعِدهم في الدارين الدنيا والآخرة.
فـ {اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف من الآية:128]، فما بعد العُسر إلا اليُسر، وما بعد الضيق إلا السعة، وما بعد الكرب إلا الفرج.
فارفعوا أكف الضراعة إلى من بيده الأمر فيقول له: {كُنْ فَيَكُون}، وارفعوا السبابة واهتفوا:
الله الله غايتنا
ونهج الرحمن ومحمدٌ قدوتنا
وقرآننا دستورنا
وجهادنا سبيلنا
والشهادة منيتنا
وجهادك يا دعوتنا عِزةً لنا
ورَفرِفوا براياتِ النصر، وأبشِروا بفرجٍ قريب، فالسماء تُمطِرنا بالبشريات: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف:49].
فيا أيها الأحرار الثابتون الصابرون الآملون بنصر الله:
إن قوة دعوتكم في ذاتها، وفي تأييد الله لها متى شاء، وفي قلوب المؤمنين بها، وفي حاجة العالم الحُرّ إليها. والكثيرون اليوم يتساقطون على الطريق، ولا يثبت إلا الصفوة الذين يُثبِّتهم الله فلا تقطعوا صلتكم بالله، ففي أيديكم أنتم -لا غيركم- قارورة الدواء من وحي السماء، وردِّدوا مع نبيكم صلى الله عليه وسلم: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة من الآية:40]، وكما قال موسى عليه السلام: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء من الآية:62].
وأبشروا بنصرٍ قريبٍ وفتحٍ مبين: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون بِنَصْرِ اللَّهِ. يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم من الآية:4-5].
{وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الروم:6].
ماهر إبراهيم جعوان
- التصنيف: