عدنان الدليمي لــ(البيان): العالم الإسلامي ترك سنة العراق ضحية لجرائم الصليبيين والإيرانيين

منذ 2013-12-15

البيان تحاور د. عدنان الدليمي أجرى الحوار: أ. عز الدين المشهداني


الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، نرحب بالدكتور عدنان الدليمي رئيس ديوان الوقف السني سابقاً وعضو في البرلمان السابق ورئيس جبهة التوافق العراقية في مجلس النواب سابقاً، يسعدنا أن نلتقي بحضرتك في مجلة البيان، فقد مرت على العراق ظروف صعبة للغاية تشابكت فيه الأمور والتبس على المواطن كثيرا منها. راجين من سيادتكم إماطة اللثام عما خفي وما مر من تحت الطاولة ولكم الشكر.

البيان: ما معنى الطائفية السياسية؟ وما مدى استخدام العنصر الطائفي في العملية السياسية في العراق؟
معنى الطائفية السياسية هو استغلال السياسة لمصلحة طائفة معينة، وهذا الحاصل الآن في العراق، فقد استغل الشيعة السياسة، ومن ورائها الحكم لتنفيذ أغراضهم الطائفية في تثبيت المذهب الشيعي في العراق، وإقصاء السنة وتهميشهم بل القضاء عليهم بالقتل والاعتقال والتهجير، فاستغلوا قرار اجتثاث البعث الذي أصدره الحاكم الأمريكي برايمر، فطبقوا هذا القرار الجائر على رجالات السنة من علماء وأكاديميين وعسكريين ورجال أعمال فعمدوا على إقصائهم فأدى ذلك إلى هجرة كثير من رموز السنة إلى خارج العراق، بسبب حرمانهم من وظائفهم وأعمالهم، فاضطروا للهجرة من أجل العيش والعمل لإعالة أسرهم التي حرمت من موارد الحياة.

البيان: دكتور هل نعتبر الطائفية هي حجر الأساس للتقسيم في العراق؟
نعم الطائفية المقيتة هي الحجر الأساس لتقسيم العراق، وهو الآن مقسم فعلاً، فلا يمكن لأي سني أن يعيش في المناطق الشيعية، والعكس صحيح، ولا يمكن لشيعي أن ينتخب أي سني، حتى لو كان موالياً للحكومة الشيعية، كما أن السني العادي لا يمكن أن ينتخب شيعياً، وإن كان هذا الأمر ليس حكماً عاماً عند أبناء السنة، فما يزال كثير من أهل السنة يحسنون الظن بقسم من الشيعة العلمانيين وخير مثال على ذلك اعتبار عامة السنة للشيعي الدكتور إياد علاوي مخلصاً لهم من ظلم الشيعة، ولهذا تبنوا قائمته الانتخابية (القائمة العراقية) فاندفعوا لتأييدها في الانتخابات الماضية سنة 2010م ولكن خاب ظنهم فيه وفي قائمته.

البيان: كيف تقيم الوضع الحالي في العراق؟ وهل هناك ضوءُ يلوحُ في نهاية نفقه المظلم؟
الوضع في العراق سيء جدا، ولم يمر العراق في هذه الحالة منذ تأسيس الدولة العراقية بعد الحرب العالمية الأولى، فالأمن مضطرب، والاستقرار معدوم، والفساد المالي والإداري بلغ منتهاه، والبنية التحتية متردية والقضاء فقد كل مستلزمات النزاهة، والعدل والإنصاف وأهل السنة يعانون أبشع أنواع الظلم والقهر وقد تسلطت المليشيات الطائفية على أبناء السنة بالقتل والتهجير والأجهزة الحكومية تقف من ورائهم وأصبح أهل السنة في حالة من الذل والمهانة وفقدوا الأمن وهم مهددون من قبل المليشيات والأحزاب الشيعية ولم يبد أي أمل لإنقاذهم وإنقاذ العراق من هذه الكارثة التي حلت بهم وبالعراق وأصبح الناس في حيرة من أمرهم والجميع يفتشون عن حل، وأرى أن الحل العسكري متعذر لفقدان التوازن في العراق ويبقى أمامنا الحل السياسي وهذا يتطلب أولا: وحدة القادة السنة من سياسيين وعلماء شرعيين ورؤساء عشائر وتجار وأصحاب أعمال ولهذا أدعو إلى عقد مؤتمر موسع لقادة السنة يعقد في أي بلد محايد ليضع هذا المؤتمر خطة سياسية لإنقاذ أبناء السنة ومن ثم إنقاذ العراق ولا بد من وجود دولة سنية ترعى تحقيق الأهداف التي ينتهي إليها هذا المؤتمر. والعراقيون قادمون على انتخابات برلمانية بعد بضعة أشهر، فلا بد من خوض هذه الانتخابات بقائمة سنية موحدة يختارها رجال قادرون عن الدفاع عن أهل السنة، ولا بد من حث أبناء السنة للمشاركة بهذه الانتخابات المصيرية وتقع هذه المسؤولية في أعناق أئمة المساجد وخطباء الجمعة والمثقفين وخاصة المسؤولون عن التعليم في كل مراحله وعلى رؤساء العشائر، ولا بد من عقد الندوات التثقيفية لتوعية الجماهير واستغلال الإعلام والفضائيات لدفع الجمهور للمشاركة بالانتخابات، وقمع كل صوت يدعو إلى مقاطعة الانتخابات. والله الموفق لذلك الحل.

البيان: ما هو وضع الوقف السني بعد هيمنة حكومة المالكي الذي أصبحت يتدخل في كل قراراته؟
وضع الوقف السني سيء وهو يواجه هجمة طائفية شيعية لسلبه والاستحواذ عليه والحكومة الطائفية مساندة لكل من يريد أن يستحوذ على هذا الموقف والشيعة قبل الاحتلال قد وضعوا خطة للاستيلاء على هذا الوقف، ولا بد لعلماء أهل السنة من الوقوف في وجه الشيعة بقوة للحفاظ على هذا الوقف كما أدعو الساسة السنة وأعضاء مجلس النواب ولجنة الأوقاف في البرلمان أن يقفوا بالمرصاد لكل من يريد أن يسلب هذا الوقف والله المستعان على تحقيق هذا الأمر.

البيان: من المعروف عدم وجود أوقاف شيعية، كيف تفسرون سيطرة الشيعة على جزء من الأوقاف السنية واستمرارهم في هذه التجاوزات التي تبدأ بالسيطرة على الجوامع وكل الأوقاف السنية الأخرى وما هو الحل لإيقاف هذه التجاوزات؟؟
الشيعة مصممون على السيطرة على العراق كله، والأوقاف السنية جزء من ذلك، وهم من أول يوم الاحتلال سيطروا على أكثر من ثمانين مسجدا، وعلى الرغم من مطالبة الوقف السني باسترداد هذه المساجد. ولكنه لم يفلح إلا يسيرا، والآن اتسعت هذه الهجمة فبلغت المساجد السنية المستحوذة عليها المئات وقسم من هذه المساجد تتبعها أوقاف مهمة، فلا من وقفة قوية من قبل ديوان الوقف السني ومن علماء أهل السنة وقادتهم السياسيين في وجه هذه الهجمة الشرسة أو إيقافها عند حدها. ثم أدعوهم إلى استرداد ما نهب منها، ولعل من المجدي تحويل هذه القضية إلى المحافل الدولية وإلى مجلس الأمن وجمعيات حقوق الإنسان، وهذا الأمر يقع أولا على عاتق ديوان الوقف السني لأنه هو المسؤول عن هذه الأوقاف ومن ثم يقع على العلماء الشرعيين والقادة والسياسيين من أبناء السنة.

البيان: ما هو حجم الأضرار التي لحقت بالوقف السني منذ الاحتلال الأمريكي الصفوي عام 2003 إلى الآن؟ هل توجد إحصائيات بهذا الخصوص؟؟
حجم الأضرار التي لحقت بالوقف السني منذ أول يوم للاحتلال الاأمريكي كبير، ويشمل ذلك بالسيطرة على كثير من مساجد أهل السنة خاصة في بغداد وفي المحافظات الوسطى والجنوبية، فضلا عن سيطرتهم على كثير من العمارات التابعة للوقف السني، وديوان الوقف السني في بغداد هو الجهة التي تستطيع أن تزودكم بإحصاء ذلك، وبإمكانكم الاتصال بهذا الديوان عن أي رسمي أو غير رسمي وهو سيزودكم بالإحصاء الدقيق لذلك.

البيان: ما هو خطر استفحال المد الإيراني الفارسي الصفوي في العراق وامتداده إلى الدول العربية الأخرى والخليج العربي بشكل خاص؟؟
خطر المد الإيراني الصفوي على العراق كبير، وهم يخططون من أمد بعيد للسيطرة على العراق وتحويله إلى بلد شيعي تابع لإيران الصفوية، وهذا الخطر لا محالة سيمتد إلى الدول العربية، السعودية ودول الخليج وإلى كل أنحاء العالم، لأنهم مصممون على التغلغل في جميع البلدان الإسلامية من إندونيسيا إلى أعماق إفريقيا، يبذلون في ذلك أموالا طائلة، وينشرون الكتب التي تسعى إلى مذهبهم المنحرف، وينشرون الحسينيات في البلاد السنية، وينشرون مؤسسات ظاهرها خيرية وفي حقيقة أمرها مراكز للتشيع، والحكومات السنية غافلة عن ذلك ومتساهلة، ولا توجد مؤسسات فاعلة لردع هذا التوجه الذي سيقضي على الإسلام الصحيح المتمثل بالمذهب السني المستند على القرآن والسنة وآراء العلماء السنة، ولا ندري إلى متى يبقى حكام المسلمين السنة غافلين عن هذا الخطر الذي دهم العراق السني، وإننا لنأسف أشد الأسف لتخلي الدول الإسلامية السنية عن مؤازرة إخواننا في العراق، وهو البوابة الشرقية التي كان من الممكن أن تقف في وجه هذه الهجمة الشيعية الشرسة، وإنا لله وانا اليه راجعون.

البيان: هل لديك اتصالات داخل العراق وما هو مدى تأثيرها؟؟
أنا وغيري من أبناء السنة الغيورين على مذهب أهل السنة والجماعة لنا اتصالات بإخواننا الصامدين داخل العراق ونتعاون معهم بطرق للوقوف في وجه الشيعة، فنصدر البيانات ونتكلم في الفضائيات وننشر المقالات في الصحف ونتصل بالمسؤولين من أبناء السنة من وزراء ونواب في البرلمان ورؤساء عشائر، ونعقد مجالس تشاورية يحضرها جمع من العلماء والأكاديميين والسياسيين والإعلاميين تدرس وضع أهل السنة في العراق، ونضع الحلول الناجحة لدفع الخطر عنهم، وينقصنا العون المالي، وخاصة أننا نقدم مساعدات شهرية للعوائل المتعففة والمعتقلين والجمعيات الخيرية، ولم نتلقى أي دعم من أي جهة عربية إسلامية، وكثير من الدول العربية لا تسمح لنا بزيارتها وأنا شخصيا ممنوع من دخول عدة دول خليجية، وقد سعيت منذ مدة لزيارة كثير من هذه الدول ولم أحصل على تأشيرة رسمية لدخولها مع أنها تستقبل قادة الشيعة من أمثال مقتدى الصدر وعمار الحكيم وغيرهم.

البيان: ما هو جديد الثورة العراقية و ما هو مستقبل الحراك الشعبي؟؟
ليست هناك ثورة في العراق، وإنما هناك انتفاضة في محافظاتنا السنية، كان لها في بادئ الأمر تأثير كبير في رفع معنويات أهل السنة لا سيما في بغداد ومحيطها ولكن هذا التأثير بدأ يخفت، لأن الحراك الشعبي السني بدأ يخفت ولكنه والحمد لله لم يمت فما زالت جذوته مستعرة وما زال قائما، والحكومة لم تستجب إلى مطالب الجماهير السنية السلمية، وقد ماطلت كثيرا وستماطل وقادة هذا الحراك المبارك معرضون للاعتقال والقتل ولكنهم صامدون وصابرون، وصدورهم العارية معرضة لنيران الجيش والقوات الأمنية الشيعية، وقد استهدف كثير من قادة هذا الحراك بالاعتقال والقتل، والعلم العربي والإسلامي واقف كالمتفرج، ولا بد لهذا الحراك أن يؤتي أكله عاجلا أم أجلا والأمر كله لله تعالى، منه نستمد القوة والعون.

البيان: تقوم حكومة المالكي بحملة إعدامات منذ عدة سنوات ولا زالت مستمرة غير مهتمة بتصاعد التنديد الدولي بهذه الإعدامات التي طالت شخصيات وطنية سياسية ودينية وعسكرية مهمة بل تعداه إلى تنفيذ أحكام الإعدام بحق مواطنين أبرياء دون ما ذنب اقترفوه؟
إن حملة الإعدامات نعم مستمرة، وهي جزء من المخطط الشيعي لسحق السنة والقضاء عليهم، وهي وسيلة فاعلة في ردع المنتفضين ضدهم من أبناء السنة، فماذا نفعل وخصمنا هو حاكمنا وبيده القوة، والقضاء بيده، والعالم كله واقف كالمتفرج على ذبح أبناء السنة والحكومات السنية العربية والإسلامية واقفة مكتوفة الأيدي لا تتحرك، وحتى لا تندد بهذه الإعدامات التي نالت كثيرا من أبناء السنة الأبرياء، وقد طالبنا وطالب الحراك السني الشعبي بتحقيق العدل في المحاكم وإلغاء المخبر السري والمادة أربعة إرهاب التي بموجبه نفذت كل هذه الإعدامات، ولكن الحكومة لم تستجب إلى هذه المطالب، لأنها عامدة على القضاء على أهل السنة وخاصة الشباب منهم.

البيان: دكتور ما هو موقف الأكراد من وحدة العراق؟
الأكراد كلهم سنة، ويتعاطفون مع إخوانهم العرب السنة، ونحن على اتصال بقياداتهم السياسية والحزبية إسلامية وغير إسلامية ونتشاور معهم لإيجاد حل لمشكلة أهل السنة في العراق، ونقوم بزيارات متكررة لإقليم كردستان ونتصل بالقادة الحكوميين والشعبيين والعلماء، ونحثهم على مساندة إخوانهم العرب السنة ونجد منهم كل التعاطف ولا بد لإخواننا في البرلمان العراقي مع عقد صفقات مع النواب الكرد من أجل ايقاف الهجمة الشيعية، وسنبذل أقصى ما نستطيع من تحقيق ملف إستراتيجي مع إخواننا الكرد للوقوف في وجه الشيعة بعون الله تعالى.

البيان: دكتور ألا تعتقدون أن السياسي هو الملام الأول في عدم تحقيق السلام في العراق؟
كلا، بل الملام الأول في عدم تحقيق السلام في العراق هم الشيعة سياسييهم ومراجعهم الدينية ومليشياتهم، هم المسؤولون عن كل ما يحدث في العراق من صراع وقتال وتدمير، وإيران هي التي تدفعهم لذلك ثأراً لهزيمتها في الحرب على يد الجيش العراقي، فضلاً عن أطماعها التاريخية في العراق. وحقدها الصفوي على سنة العراق وعلى سنة العالم، متأثرة بالحقد التاريخي على رجال الإسلام الذين قوضوا إمبراطورية فارس منذ زمن سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين.

البيان: هل نعتبر ثورة الشارع العراقي اليوم هي ثورة جياع؟
الدكتور عدنان الدليمي: كلا، إن ثورة الشارع السني خصوصاً ليست ثورة جياع. بل ثورة كرامة، ثورة ضد الظلم الذي أصاب أهل السنة. إنها ثورة تطالب بتحقيق العدل والإنصاف وتطالب بإيقاف تهجير أبناء السنة وتحقيق التوازن الحقيقي، وإلغاء المادة أربعة إرهاب، وإلغاء كل القوانين الداعية إلى إقصاء أهل السنة، وخاصة قانون اجتثاث البعث.

البيان: هل ستكون تظاهرات العراقيين هي نتاج لحمل كاذب؟
كلا، إن تظاهرات الشعب العراقي ضد الحكومة الطائفية ليست هي حملا كاذبا، أنها ثورة شعبية حقيقية ستؤتي أكلها عاجلا أم لاحقا. إنها ثورة حقيقية، ثورة صادقة، رفعت رأس السنة خاصة في بغداد وأعادت لهم عزتهم وكرامتهم، وأذهلت الطائفيين الذين ظنوا أن أبناء السنة قد استكانوا لظلمهم وقهرهم، وخضعوا لجبروتهم وطغيانهم. وأقلقتهم وهزتهم، وأقضت مضاجعهم، وأخذوا يفكرون بالخطر ويحسبون له أكبر حساب. ولا بد أن يستجيبوا لمطالب أهل السنة.

البيان: مر العراق بقادة أنزلوه إلى الدرك الأسفل، هل تعتبرون السياسي العراقي فاسداً؟
نحن لا يمكن أن نعتبر الساسة العراقيون كلهم فاسدين ففيهم رجال أخيار وغيورون على مصلحة البلاد، ولكن هؤلاء الساسة ليس بيدهم شيء، فالحكم والتشريع والقضاء والأجهزة الأمنية ليست بأيديهم، وأنما بأيدي شرذمة فاسدة من حكام وقضاة ونواب، تتحكم بهم أهوائهم الطائفية الفاسدة، الحقيقة فلا زال هناك ساسة عراقيون صالحون ومصلحون وخاصة في صفوف الساسة السنة، وما زالت أصواتهم عالية في البرلمان والحكومة، يطالبون بالعدل ورفع الظلم وتحقيق التوازن بين مكونات الشعب العراقي، ولا بد أن تثمر جهودهم إن شاء الله في تحقيق المصلحة العامة والأمن والاستقرار والتقدم للشعب العراقي.

البيان: دكتور هل تعتبر نفسك سياسياً نقياً؟
الإنسان لا يستطيع أن يقوم نفسه بنفسه، فمن مدح نفسه يعد من الكاذبين، ولكن الذي يحكم علي هم جمهور أهل السنة، وتاريخي معلوم منذ أن كنت شاباً إلى أن شخت وهرمت، مارست التعليم إحدى وخمسين سنة في كل مراحل التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي في الدراسات الأولية والعليا وأشرفت وناقشت عشرات الرسائل الجامعية وطلابي وزملائي في التدريس هم الذين يقومون وعملت في الدعوة الاسلامية أكثر من ستين سنة ومن عملت معهم يعرفون من عدنان؟ ثم احتل العراق من قبل الأمريكيين واختارني قادة السنة لأن أكون رئيس ديوان الوقف السني، ومارست هذه المهمة ما يقرب من سنتين ثم أقصيت منها لمواقفي المدافعة عن أبناء السنة، وجرت انتخابات مجلس النواب وخضت الانتخابات على رأس قائمة التوافق العراقية، ودخلنا مجلس النواب العراقي والعلم كله يشهد من عدنان؟ وكان صوتي هو الصوت الأقوى في العراق من بين جميع الساسة العراقيين هذا أنا عدنان الدليمي، والحمد لله رب العالمين.

البيان: هل أنتم مع الفيدرالية ولماذا؟
نعم نحن مع الفيدرالية، والدستور العراقي معنا وواقع العراق معنا وإلا لماذا أقام إقليم كردستان؟ في تحقيق الفيدرالية إنقاذ لأهل السنة من الظلم الذي أحاط بهم، وإنقاذ العراق من التقسيم والصراع والأحزاب، والذين يقفون في وجه الأقاليم الفيدرالية من أبناء السنة يظنون أن الفيدرالية تقسيم وهي في الحقيقة هي التي تحفظ وحدة العراق، لأنها ستعيد للعراقيين توازنهم بتقليلها من سيطرة المركز الذي تشبع بالروح الطائفية والذي يريد أن يقضي على أبناء السنة.

البيان: كيف تقيمون إدارة المالكي في رئاسة الوزراء؟
إن حكومة المالكي فشلت في تحقيق الأمن والاستقرار وفشلت في معالجة البنى التحتية وفشلت في محاربة الفساد المالي والإداري، وأسهمت إسهاماً كبيراً في محاربة أبناء السنة بالقتل والاعتقال والتهجير، وسرقت أوقاف أهل السنة، وسيست القضاء العراقي، وأسهمت في تردي التعليم وهبوطه، وسعت إلى تغيير المناهج لتتفق مع منهجها الطائفي، فماذا بقي لها من معالم الصلاح يا ترى؟ وها هي جماهير أهل السنة في محافظاتنا المنتفضة الست قد مضى عليها ما يقارب السنة وهي تطالب بالإصلاح ولا مجيب لها، وحتى وثيقة الشرف كل مواثيق المصالحة الوطنية قد ذهبت أدراج الرياح بفعل هذه الحكومة الفاشلة، وليس هناك أي بوادر للإصلاح أو إنقاذ العراق من الهوة السحيقة التي وصلت إليها البلاد، حتى وصل اليأس بأبنائه وخاصة أهل السنة وإنا لله وإنا إليه راجعون.

البيان: هناك الكثير من الأحزاب والكتل خرجت للساحة السياسية بتمويل غير عراقي هل تؤيدون ذلك؟ ومن هم؟
التمويل السياسي ظاهرة عالمية، سواء أكان هذا التمويل محلياً أم اقليمياً أو عالمياً ولا يمكن صده، وحتى في الدول المتقدمة ديمقراطياً للمال السياسي تأثير في نجاح الأحزاب أو الأفراد في المعترك السياسي. وظاهرة التمويل السياسي الإقليمي أصبحت ظاهرة معلومة في العراق ونحن لا نؤيدها ولا نقف معها، ولكننا بكل صراحة وصدق لا نستطيع أن نمنعها وإن كنا كذلك فهل نستطيع أن نوجهها لاختيار الممثلين الأنقياء والصالحين والسياسيين المتحزبين أو المستقلين؟ لا أظن ذلك، والأمر لله من قبل ومن بعد.

البيان: كيف تقرؤون الموقف الكردي من بغداد؟
السؤال غير دقيق. فالكرد عندهم قضية وهم شعب موحد يريد أن يحقق آماله في نيل حقوقه وقد نجحوا أيما نجاح في إقامة إقليمهم، فساده الأمن والاستقرار والتقدم والعمران ونجحت العملية السياسية الديمقراطية إلى حد كبير، وارتفعت الحالة المعيشية، وأصبح إقليم كردستان مأوى للمهجرين المطلوبين من قبل الحكومة الطائفية الجائرة في بغداد، واطمأن الشعب الكردي، وهو يأمل بمستقبل باهر.

البيان: السيد طارق الهاشمي أين كان خطأه وهل أنتم مع القضاء العراقي في معاقبة الهاشمي؟
الأستاذ طارق الهاشمي لم يرتكب خطأ يحاسبه القانون العراقي، والقضاء العراقي مسيس ولم يكن عادلا في معاقبته للأستاذ طارق، وكل جريمته أنه وقف في صف المعتقلين وكل التهم الموجهة له تهم باطلة ولا أساس لها من الصحة.

البيان: من هم أعداء الدكتور عدنان الدليمي؟
أعداء الدكتور عدنان هم أعداء السنة من الأحزاب الشيعية والحكومة الشيعية، لأنني وقفت بقوة في وجه أعداء السنة، وكان صوتي عالياً وقوياً في المناداة بحقوق أهل السنة، وكان خطابي في إسطنبول سنة 2006م الشرارة التي أثارت الحرب علي في البرلمان وفي الشارع الشيعي فضلاً عن رد حمايتي في حي العدل هجمات المليشيات الشيعية التي أرادت أن تكتسح كثيرا من مناطق أهل السنة في بغداد.

البيان: من هو الموجه لحركة الدفة في السياسة العراقية؟
إن الموجه لدفة السياسة العراقية: المرجعيات والأحزاب الشيعية والذين تقف من ورائهم إيران ويجدون سنداً خفياً من الأمريكان، لأن الذين قاوموهم في العراق هم أبناء السنة، ولهذا هم يساندون الحكومة الشيعية للتصدي لأهل السنة.

البيان: هل نعتبر شعب العراق مثقف سياسياً؟
الشعب العراقي مثقف سياسياً إلى حد ما، ولكن الهجمة الشيعية الشرسة إضافة إلى الهجمة الأمريكية أفقدت الشعب العراقي لا سيما السنة توازنهم، وأصبحوا مذهولين من هول الصدمة التي واجهتهم إثر الاحتلال الأمريكي القائم. وهم بحاجة إلى عدة سنوات حتى يستعيدوا تماسكهم وتوازنهم، ويستكملوا أسباب النجاح السياسي، ومع هذا فيقع على المثقفين والواعين والملمين بالثقافة العلمية السياسية أن يبذلوا قصارى جهودهم في زيادة الوعي السياسي، ويقع على وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمشاهد القسط الأكبر في ذلك، كما يجب على الأحزاب السياسية أن تبذل أكبر الجهد في نشر الوعي السياسي بين أفراد الشعب العراقي.

البيان: البرلمان العراقي برلمان أعرج لماذا؟
نعم البرلمان العراقي برلمان أعرج، لأنه يخوض في تجربة جديدة في العراق، ولا تستكمل هذه التجربة إلا بعد مخاضات عسيرة، وجهود كبيرة، وينبغي أن نملأ قلوبنا وعقولنا بالأمل في النجاح في تحقيق برلمان قوي وسليم وقادر على فرض قوته التشريعية والرقابية.

البيان: ما هي كبوات التيار الصدري في دهليز العراق؟
التيار الصدري تيار شيعي متطرف، تتبعه مليشيات جيش المهدي، وهو أول حركة شيعية تولى قتل أبناء السنة وحرق مساجدهم وهجرهم من مناطق كثيرة خاصة في جانب الرصافة في مدينة الثورة التي سميت مدينة الصدر واستولى على أكثر من عشرة مساجد في هذه المدينة، وهجر أبناء السنة منها ومن مدينة الشعب والكمالية والعبيدي والمشتل وقتل في يوم واحد أكثر من ألف من أبناء السنة بعد تفجير مرقد الإمامين في سامراء، فهو قد فاق في استهداف أبناء السنة فيلق بدر الذي تأسس قبل الاحتلال في إيران، فلا يمكن لنا أن نحسن الظن بهذا التيار الذي تقوده عصابة حاقدة على أبناء السنة مهما أظهروا من بوادر للتوافق ضد حكومة المالكي.

البيان: هل تهيأت الظروف لإخماد بركان العراق بعد الذي حصل؟ من أين تتوقعون أن يأتي الحل؟
لم تتهيأ الظروف لإخماد بركان العراق، والحل لا يأتي إلا إذا توحد قادة السنة من علماء دين وسياسيين ورجال أعمال ومثقفين ورؤساء عشائر وتنظف القادة من الأغراض الشخصية والركض وراء المنافع المالية، وخلا صفهم من المنافقين الذين لا تهمهم إلا دنياهم الرخيصة الفانية والحل الأنجح والأخير وهو صمام الأمان لأهل السنة ألا وهو إقامة الإقليم العربي السني على غرار إقليم كردستان فهو موئل الأمان لهم في هذا الظرف الشائك المضطرب الذي يعيشه العراق.

البيان: هل تعتبرون العراق ملفاً تختص به إيران ولماذا؟
نعم يعتبر العراق ملفاً اختصت به إيران المتحالفة مع الصليبيين ضد أبناء السنة، وأطماع إيران بالعراق قديمة قبل الإسلام، وهي تعتبر العراق مستعمرة لها منذ كانت مدينة المدائن وطاق كسرى تحت سيطرتها ومركز حكمها، الذي قوضه الإسلام و قيادته المؤمنة، بقيادة فاروق الإسلام سيدنا عمر بن الخطاب، فحقدهم على الإسلام وأتباعه أبناء السنة متجذر في أعماق قلوبهم، ولهم إسناد خفي من القوى الصليبية الحاقدة على الإسلام والمسلمين. وهم (الصليبيون) يريدون أن يمكنوا إيران الجمهورية لتحل مكان إيران الشاه ولتكون مثله شرطية الغرب في المنطقة.

البيان: ألا تعتبرون حكومة العراق مقصرة إزاء الشعب السوري وأزمته؟
حكومة العراق الحالية ليست مقصرة في حق الشعب السوري فقط بل ممعنة في القضاء على ثورته ضد بشار الأسد، لأنهم يؤمنون إيمانا قاطعاً إذا انتصر أبناء سورية الأحرار ستنتقل المعركة إلى العراق، وقد صرح زعماؤهم بذلك، فقالوا إن المعركة ستنتقل إلى أسوار بغداد وكربلاء وأعلنوا ذلك في الفضائيات، فهل انتبه قادة وحكام السنة لهذا السيناريو أم ما زالوا غافلين، اللهم أيقظهم من غفلتهم ونجنا من الشيعة وحقدهم على السنة في كل مكان في العراق وغيره آمين يارب العالمين.

البيان: استشرى الفساد في الحكومة العراقية ووصل إلى رئاسة الوزراء والوزراء أنفسهم الذين تلاعبوا بالمال العام ومع هذا فأن رئيس دولة القانون نوري المالكي لم يطبق القانون لإيقاف تجاوزاتهم الذي لا تغطيه عين الشمس؟
لقد عم الفساد المالي والإداري في العراق، وأصبح المال العراقي لقمة سائغة للمفسدين الحكوميين، ولم يكن الفساد المالي مختصرا على الحكام الشيعية بل تعداهم إلى المسؤولين الحكوميين من وزراء ورؤساء دوائر من السنة مع شديد الأسف، والحكومة غير جادة بل غير قادرة على إيقاف هذا الفساد بل قد تشجعه، وتتغاضى عنه، وقد سرى هذا الفساد إلى القضاء وإلى مسؤولي التحقيق في المحاكم ومراكز الشرطة وعمدوا إلى ابتزاز المعتقلين حتى الذين تبرأ ساحاتهم لا يخرجون من سجونهم ومعتقلاتهم إلا بعد أن يدفعوا الإتاوات والرشاوي للمسؤولين في أجهزة الأمن والمحققين، وهذا مخطط الهدف منه إفقار أبناء السنة واستغناء ما بأيديهم من حال. اللهم بك نستجير من هذا الفساد والظلم الذي عم أبناء السنة في العراق ولا مخلص لهم إلا قدرتك على القضاء على هذه الحكومة المفسدة المملوءة حقداً على أهل السنة.

البيان: دكتور هل تعتقدون أن سوريا ستكون جبهة مفتوحة لتصدير ثورتها إلى العراق في ظل الحكومة السورية الجديدة؟
أملنا كان كبيرا بالثورة السورية، لأن نجاحها سيفتح على أهل السنة في العراق باب الخلاص من هذا الحكم الطائفي الظالم. وكل أبناء السنة يضعون آمالهم على نجاح الثورة السورية، ويأملون من الشعب السوري والحكومة القادمة كل العون والمدد، والشيعة حكومة ومرجعيات وأحزاب ومليشيات كل يتوجسون الخوف من انتصار الثورة السورية السنية، ولهذا عمدوا إلى إسناد حكومة بشار بكل ما أوتو من قوة، فدعموها بالمال والسلاح والرجال وحزب الله الشيعي في مقدمة من يتصدون للثورة السورية وتقف من ورائهم إيران والحكومة الروسية عدوة الإسلام والمسلمين.

البيان: ما هو موقف الأكراد من وحدة العراق؟
الكرد أصحاب قضية، وهم شعب مسلم سني، وبرز منهم علماء عظماء، لا سيما كرد العراق، والعلم كله يعرف الشيخ أمجد الزهاوي والعراقيون كلهم يعرفون الشيخ عبد الكريم بيارة المدرس، وكلاهما كرديان ويسعدنا نحن السنة العرب أن نرى إقليم كردستان مزدهراً، نعم لقد تفوق الكرد السنة على عرب العراق بإقامتهم إقليمهم الذي أتاح لهم أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم وأن يديروا شؤونهم بعيدا عن قبضة الحكومة المركزية الطائفية، فأدى ذلك إلى تحقيق أهم الأمور التي ينشدها أي شعب في العالم وهو الأمن والاستقرار والحياة المعيشية المريحة والسوق التجارية المستقرة والعمران السائد في كل مناطق الإقليم، وأصبح إقليم كردستان ملاذا لكل المهجرين من أبناء السنة والخائفين من بطش الحكومة الطائفية الظالمة. والكرد ليسوا أعداء العرب السنة وتربطهم بهم روابط قوية، ونحن نؤمن بضرورة أن يتفق العرب السنة مع الكرد للوقوف في وجه هذه الحكومة الطائفية الظالمة، ومما يقوي هذه الوحدة هو الكرد كل سنة ويشعرون بالخطر الشيعي. فينبغي على العرب السنة أن يسعوا إلى الاتفاق مع الكرد وفي ذلك إنقاذ العراق من الهيمنة الطائفية الشيعية، فمتى يدرك قادة العرب السنة إلى هذه الحقيقة إلى هذه الحقيقة؟ اللهم وفقنا لذلك.

البيان: نرى هذه الأيام استهداف واضح لعلماء ومساجد أهل السنة فما هي رؤيتكم لتلافي هذه الأحداث ومن تتهمون بتنفيذ هذه الأعمال؟؟
إذا أردنا أن نقف في وجه هذه الهجمة الشرسة على أبناء السنة في العراق، فعلى قادة السنة من سياسيين وعلماء وأئمة مساجد أن يتحدوا ويوحدوا صفوفهم ويضعوا خطة محكمة من أجل الدفاع عن أبناء السنة وإلا فإن أبناء السنة معرضون للسحق والتهجير والقتل والاضطهاد والبعد، وسيتحول العراق من دولة آمنة مستقرة إلى دولة مضطربة يسودها القتل والاعتقال والتهجير وكل هذه الأمور إنما هي موجهة ضد أبناء السنة في العراق وأدعو البلاد العربية والإسلامية أن تقف مع إخوانهم في العراق ويدافعوا عنهم ويرفعوا الضيم والذل والمهانة عنهم وهذا واجب يحتمه الشرع الإسلامي على جميع قادة العرب والمسلمين من أبناء السنة، وهذه العمليات تقف ورائها الأحزاب والمرجعيات والمليشيات الشيعية وتساندهم في ذلك إيران وتقف من ورائهم أيضا مساندة لهم الولايات المتحدة الأمريكية لأنها تعتقد إن أبناء السنة هم الذين دحروها في العراق وهم الذين يقفون في وجههم وفي وجه أطماعهم في جميع أنحاء البلاد الإسلامية.

البيان: دكتور أنت كنت رئيس الوقف السني سابقا ما سر انتقالك للعملية السياسية؟ وهل كان قرار الانتقال صائبا؟
أنا لم أترك الوقف السني بإرادتي، وإنما ابتعدت عن الوقف السني لأن الوقف السني لما كنت رئيسا له كان هو موئل أهل السنة ووثابة لأهل السنة، ينادي بإنصافهم وينادي بالعدل بهم وبحقوقهم وكان صوتي عاليا وقويا آنذاك فعمدت الحكومة الطائفية الشيعية برئاسة الدكتور إبراهيم الجعفري لإقصائي وإبعادي عن الوقف السني، وأن التحاقي بالعمل السياسي هو تكملة لما كنت أقوم به في الوقف السني للدعوى لإنصاف أهل السنة وإلى البعد عن التنكيل بهم وقتلهم وتهديم مساجدهم واغتصابها من قبل الشيعة، وعملي الآن هو في الحقيقة امتداد لعملي في الوقف السني ولم يختلف عملي السياسي عن عملي حينما كنت رئيسا للوقف السني. وأكرر إنني لم أخرج من الوقف السني بإرادتي وإنما الحكومة هي التي أبعدتني وكل العراقيين المخلصين من أبناء السنة سياسيين أو غير سياسيين يعلمون ذلك.

البيان: كيف تقيم الإسلام السياسي في العراق؟
ماذا تعني بالإسلام السياسي؟ الآن في العراق لا يوجد إسلام سياسي، يوجد أدعياء للإسلام السياسي والإسلام السياسي المتمثل بالأحزاب الشيعية الطائفية هل تعتبره هذا إسلاما سياسيا؟ هناك حزب إسلامي سني منتشر في المناطق السنية يدافع عن أبناء السنة ويدعو إلى تحقيق مطالبهم وهذا الحزب لا تأثير له في الحكومة والأثر للحكومة لأن الحكومة هي التي تدير شؤون البلد ونتمنى لإخواننا المتمسكين بالإسلام من السياسيين أن يعملوا بكل جد وإخلاص ويوحدوا صفوفهم لتحقيق المطالب الشرعية التي يطالب بها أبناء السنة في العراق.

البيان: دكتور هل نجحت إيران في تصدير ثورة الخميني إلى العراق؟
نعم، نجحت إيران في تصدير الثورة الخمينية إلى العراق، وقد سعت منذ مدة طويلة لتحقيق هذا الأمر وهي الآن متمكنة لأنها هي التي تدير العراق وتوجه الساسة الطائفيين المسيطرين على الحكومة العراقية وهم يأتمرون بأمرها ولا يقومون بأي عمل إلا بعد موافقتها، ولذلك تراهم يذهبون إلى إيران بين الحين والحين الأخر ليأخذوا موافقتها وليستلموا التعليمات منها، وإيران لها أطماع في العراق قديمة ليس الآن وإنما أطماعها في العراق حتى قبل الإسلام، ووضعوا خطة الآن للهيمنة على العراق واستطاعوا أن يحققوا ذلك بالتعاون مع الأحزاب والمليشيات والمرجعيات الشيعية في العراق.

البيان: كيف ترى التعاون بين الحكومة العراقية والحكومة السورية؟
التعاون بين الحكومة العراقية والحكومة السورية وثيق وهو ليس بخافٍ على ذي بصيرة وملم بالأمور السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولولا العون بين الحكومة السورية والحكومة العراقية والحكومة الإيرانية لما استطاع أن يقف بشار الأسد ومن معه في وجه هذه الانتفاضة إلا أيام معدودة ولكنه تلقى دعما واسعا من العراق ومن إيران ومن حزب الله في لبنان واستطاع أن يصد هذه الانتفاضة المباركة التي بدأت من أكثر من سنتين، وإذا رفع العراق وإيران وحزب الله والمليشيات الشيعية العراقية وغير العراقية عن دعمها للنظام السوري فإن النظام السوري سيسقط في أقرب وقت إن شاء الله.

البيان: دكتور ما هي رسالتك إلى العالم الإسلامي؟
رسالتي إلى العالم الإسلامي فلينتبه إلى الخطر الشيعي الذي يداهمه ويساندوا إخوانهم أبناء السنة في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي كل المناطق التي تتعرض إلى الخطر الشيعي، يساندوهم إعلاميا وماديا ومعنويا ويتصلوا بهم من أجل تقويتهم ومن أجل توحيد صفوفهم.
وأهم مسألة عندي أنا هي وحدة قادة أبناء السنة من سياسيين وعلماء ورجال عشائر ورجال أعمال وتجار من أجل الوقوف في وجه هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها أبناء السنة في العراق.
 

المصدر: مجلة البيان