هل سلم منك أخوك؟

منذ 2013-12-15

قال سفيان بن حسين: "ذكرت رجلًا بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال: أغزوت الروم؟ قلت: لا، قال: فالسند والهند والترك؟ قلت: لا، قال: أفتسلم منك الروم والسند والهند والترك، ولم يسلم منك أخوك المسلم؟! قال: فلم أعد بعدها"


1. قال سفيان بن حسين: "ذكرت رجلًا بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال: أغزوت الروم؟ قلت: لا، قال: فالسند والهند والترك؟ قلت: لا، قال: أفتسلم منك الروم والسند والهند والترك، ولم يسلم منك أخوك المسلم؟! قال: فلم أعد بعدها" (البداية والنهاية لابن كثير: 13/121).

2. عن أبي قِلابة؛ قال: "إذا بَلَغَكَ عن أخيك شيءٌ تكرهُهُ؛ فالتمِس له العُذْرَ جَهْدَك؛ فإنْ لم تجدْ له عُذْرًا؛ فقُل في نفسِك: لعلَّ لأخِي عُذرًا لا أعلمُهُ؟!"

3. قال يحي بن معاذ: ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه (جامع العلوم والحكم 2 / 283).

4. قال بكر بن عبد الله: "إذا رأيتم الرجل موكلًا بعيوب النَّاس، ناسيًا لعيبه، فاعلموا أنَّه قد مُكِرَ به" (صفة الصفوة 3/249).

5. روى الميانجي بأماليه: عن الإمام أحمد قال: "ما رأيت أحدًا تكلم في الناس وعابهم إلا سقط".

6. قال الماوردي رحمه الله: "من حق الإخوان أن تغفر هفوتهم وتستر زلتهم؛ لأن من رام بريئًا من الهفوات، سليمًا من الزلات رام أمرًا مُعوِزًا واقترح وصفًا معجزًا" (أدب الدنيا والدين ص179).

7. قال عمر رضي اللّه عنه: "عليكم بذكر اللّه تعالى؛ فإنّه شفاء. وإيّاكم وذكر النّاس فإنّه داء" (رواه أحمد في الزهد ص 151).

8. قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: أدركت بهذه البلدة -يعني المدينة- أقوامًا لم تكن لهم عيوب، فعابوا الناس؛ فصارت لهم عيوب. وأدركت بها أقوامًا لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس؛ فنُسيت عيوبهم (مجموع أجزاء الحديث).

9. عن سعيد بن عبد العزيز رحمه الله قال: "رأى أبو الدّرداء رضي اللّه عنه امرأة سليطة اللّسان، فقال: لو كانت هذه خرساء، كان خيرا لها" (الإحياء: (3/ 125)).

10. قال ابن حبان البستي: "الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه؛ فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يُتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه" (روضة العقلاء: ص: 131).

11. ذكر الأبشيهيّ في مستطرفه: أنّ رجلا سبّ رجلا وقال له: إيّاك أعني، فقال الآخر وعنك أعرض.

12. قيل لبشر بن الحارث رحمه الله: يقولون: إنك لا تحفظ الحديث، فقال: أنا أحفظ حديثًا واحدًا إذا عملت به فقد حفظت الحديث، قال النبي: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" حتى أفعل هذا، وأحفظ الحديث! (المنتخب من كتاب الزهد والرقائق ص81).

13. قال طوق بن وهب: دخلت على محمد بن سيرين وقد اشتكيت. فقال: كأني أراك شاكيًا. قلت: أجل. قال: اذهب إلى فلان الطبيب فاستوصفه، ثم قال: اذهب إلى فلان فإنه أطب منه. ثم قال: استغفر الله أراني قد اغتبته! (صفة الصفوة).

14. قال الذهبي رحمه الله: قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا حرملة، سمعت ابن وهب يقول: "نذرت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أصوم يومًا، فأجهدني فكنت أغتاب، وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم، فمنْ حُبِ الدراهم تركتُ الغيبة". قلت (الذهبي): هكذا والله كان العلماء؛ وهذا هو ثمرة العلم النافع (سير أعلام النبلاء (9/228)).

15. قال القرطبي رحمه الله: فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينا ووجه منبسطا طلقا مع البر والفاجر والسني والمبتدع، مداهنة أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضي مذهبه، لأن الله تعالى قال لموسى وهارون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا} [طه: 44]. فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، وقد أمرهما الله تعالى باللين معه (الجامع لأحكام القرآن (16/2)).

16. قال طلحة بن عمر قلت لعطاء: إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة وأنا رجل في حدة فأقول لهم بعض القول الغليظ، فقال: لا تفعل، يقول الله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]. فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى فكيف بالحنيفي؟ (الجامع لأحكام القرآن (16/2).

17. قال بعضهم: أدركنا السّلف وهم لا يرون العبادة في الصّوم ولا في الصّلاة، ولكن في الكفّ عن أعراض النّاس (إحياء علوم الدين (3/ 152)).

18. وقيل شعرًا:

إِذَا مَا ذَكَرْتَ النَّاسَ فَاتْرُكْ عُيُوبَهُم *** فَلاَ عَيْبَ إِلاَّ دُوُنَ مَا مِنَكَ يُذْكَرُ
فَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي فِيْكَ مِثْلُهُ *** فَكَيْفَ يَعِيْبُ العَوْرَ مَنْ هُوْ أَعْوَرُ
وَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي هُوَ فِيْهِمُ *** فَذَلِكَ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ مُنْكَرُ

وقيل:

شر الورى بمساوي الناس مشتغل *** مثل الذباب يراعي موضع العلل
وَأُكْرِرُ نَفْسِي عَنْ جَزَاءِ بِغِيبَةٍ *** وَكُلُّ اغْتِيَابٍِ جُهْدُ مَا لا لَهُ جُهْدُ

وقيل:

إِيَّاكَ إيَّاكَ أَعْرَاضَ الرِّجَالِ فَإِنْ *** رَاقَتْ بِفِيْكَ فَإِنَّ السُّمَ فِي الدَّسَم

وقيل:

إِذَا مَا ذَكَرْتَ النَّاسَ فَاتْرُكْ عُيُوبِهُمْ *** فَلا عَيْبَ إلا دُونَ مَا مِنْكَ يُذْكَرُ
فَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالذي هُوَ فِيهَمْ *** فَذَلِكَ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ مُنْكَرُ


19. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خطبته: "لا يعجبنكم من الرجل طفطفته ولكن من أدى الأمانة، وكف عن أعراض الناس فهو الرجل". وقال أيضًا: "كفى بالمرء عيبًا أن يستبين له من الناس ما يخفى عليه من نفسه ويمقت الناس على ما يأتي". وقال بعض العلماء: "اعلم أن الغيبة مع تحريمها شرعًا وعقلًا هي عين العجز ونفس اللؤم ودليل النقص تأباها العقول الكاملة والنفوس الفاضلة لما فيها من انحطاط الرتبة وانخفاض المنزلة". قال علي بن الحسين: "الغيبة إدام كلاب الناس". وقال الحسن: "يا ابن آدم لن تنال حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك وتبدأ بذلك العيب من نفسك فتصلحه فما تصلح عيبا إلا ترى عيبا آخر فيكون شغلك في خاصة نفسك". وقيل لربيع بن خيثم: "ما نراك تعيب أحدًا ولا تذمه فقال: ما أنا على نفسي براض فأتفرغ من عيبها إلى غيرها" (موارد الظمآن لدروس الزمان) (1/377)).

20. أنشد أحدهم:


عَيْبِي لهمُ بالظن مِنّي بَدَا *** وَلَسْتَ مِنْ عَيْبِي فِي رَيْبِ
إِنْ كَانَ عَيْبِي غَابَ عَنْهُمْ فَقَدْ *** أَحْصَى عُيوبِي عَالم الغَيْبِ

وآخر:


أَرَى كُلَّ إنْسَانٍ يَرَى عَيْبَ غَيْره *** وَيَعْمَى عَنْ العَيب الذي هو فيه
وما خَيْرُ مَنْ تَخْفَى عَلَيْهِ عُيُوبُهُ *** وَيَبْدُو لَهُ العَيْبُ الذي بَأَخِيهِ
وَكَيْفَ أَرَى عَيْبًا وَعَيْبِي ظَاهِرٌ *** وَمَا يَعْرِفُ السَّوْءاتِ غَيْرُ سَفِيهِ


وآخر:


تَغتابَني عِنْدَ أَقْوَامٍ وَتَمْدَحُنِي *** في آخَرينَ وَكُلٌّ عَنْكَ يَأتِينِي
هَذَانِ أَمْرَانِ شَتَّى الْبَوْنُ بَينَهُمَا *** فَاِكفُف لِسَانَك عَن ذمِّي وَتَزَينِي

وآخر:


عَلَيْكَ نَفْسَكَ فَتِّشْ عَنْ مَعَائِبِهَا *** وَخَلِّ مِنْ عَثَرَاتِ النَّاسِ لِلنَّاسِ


21. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره، مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون، أو فيه بعض ما يقولون، لكن يري أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه، فيري موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة، وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم‏. ‏ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتي‏،‏ تارة في قالب ديانة وصلاح، فيقول‏: ‏ ليس لي عادة أن أذكر أحدًا إلا بخير، ولا أحب الغيبة ولا الكذب، وإنما أخبركم بأحواله‏. ويقول‏: ‏والله إنه مسكين، أو رجل جيد؛ ولكن فيه كيت وكيت‏. وربما يقول‏: ‏دعونا منه، الله يغفر لنا وله، وإنما قصده استنقاصه وهضمًا لجنابه‏. ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة، يخادعون الله بذلك، كما يخادعون مخلوقًا، وقد رأينا منهم ألوانًا كثيرة من هذا وأشباهه‏. ‏ومنهم من يرفع غيره رياء فيرفع نفسه، فيقول‏: ‏لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان، لما بلغني عنه كيت وكيت، ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده‏. ‏أو يقول‏: ‏فلان بليد الذهن قليل الفهم، وقصده مدح نفسه، وإثبات معرفته، وأنه أفضل منه‏. ‏ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين‏: ‏ الغيبة، والحسد‏. ‏وإذا أثني على شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح، أو في قالب حسد وفجور وقدح؛ ليسقط ذلك عنه‏. ‏ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب، ليضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به‏. ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب، فيقول‏: تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت‏؟! ‏ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت‏؟ ‏ وكيف فعل كيت وكيت‏؟ ‏ فيخرج اسمه في معرض تعجبه‏. ‏ومنهم من يخرج الاغتنام، فيقول‏: ‏مسكين فلان، غمني ما جري له وما تم له، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف وقلبه منطو على التشفي به، ولو قدر لزاد على ما به، وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به‏. ‏وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه‏. ‏ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر، فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول، وقصده غير ما أظهر‏، والله المستعان (مجموع الفتاوى (28/237)).

22. قال الفضيل بن عياض: سمعت الثوريّ يقول: لو رميت رجلًا بسهم كان أحبّ إليّ من أن أرميه بلساني، لأنّ رمي اللّسان لا يكاد يخطئ (المنتقى من مكارم الأخلاق للخرائطي (137/ 141)).

23. قال الرّبيع بن خيثم رحمه الله: ما أنا براض عن نفسي فكيف أذمّ النّاس (مساوئ الأخلاق ومذمومها للخرائطي (32)).

24. قال الفضيل بن عياض توفي سنة (187 هـ) رحمه الله: إذا ظهرت الغيبة ارتفعت الأخوة في الله إنما مثلكم في ذلك الزمان مثل شيء مطلي بالذهب والفضة داخله خشب وخارجه حسن (حلية الأولياء: 8/96). قلت: كان هذا في زمانه!! رحمه الله... فكيف به لو أدرك زماننا!؟

25. قال الربيع بن خثيم رحمه الله: النّاس رجلان: مؤمن فلا تؤذه، وجاهل فلا تجاهله (آداب العشرة (15)).

26. قال يحي بن معين رحمه الله: أخطأ عفان في نيف وعشرين حديثا، ما أعلمت بها أحدًا، وأعلمته فيما بيني وبينه، ولقد طلب إلي خلف بن سالم، فقال: قل لي: أي شيء هي؟ فما قلت له. وما رأيت على أحد خطأ الا سترته، وأحببت أن أزين أمره، وما استقبلت رجلا في وجهه بأمر يكرهه. ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه (طبقات الحنابلة (1/405)).

27. قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ويل لكل جماع فاغر فاه كأنه مجنون يرى ما عند الناس ولا يرى ما عنده ولو يستطيع لوصل الليل بالنهار ويله من حساب غليظ وعذاب شديد (الحلية: 1/217).

28. سمع ابن سيرين رحمه الله رجلا يسب الحجاج، فقال: مه أيها الرجل إنك لو وافيت الآخرة كان أصغر ذنب عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجاج واعلم أن الله عز وجل حكم عدل إن أخذ من الحجاج لمن ظلمه شيئًا فشيئًا أخذ للحجاج ممن ظلمه فلا تشغلن نفسك بسب أحد (شعب الإيمان: 5/287).

29. قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: لو قال لي فرعون بارك الله فيك لقلت وفيك! (حلية الأولياء: 1/322).

30.

أقللْ كلامك واستعذ من شره *** إن البلاء ببعضه مقرونُ
واحفظ لسانك واحتفظ من غَيّه *** حتى يكون كأنه مسجون
وَكِّل فؤادَك باللسان، وقل له *** إن الكلام عليكما موزون
فزِنَاهُ ولْيَكُ مْحكَما ذا قِلَّةٍ *** إن البلاغة في القليل تكون


31.

لسان الفتى حتف الفتى حين يجهل *** و كل امرئ ما بين فكيه مقتل
إذا ما لسان المرء أكثر هذره *** فذاك لسان بالبلاء موكل
وكم فاتح أبواب شر لنفسه *** إذا لم يكن قفل على فيه مقفل
كذا من رمى يومًا شرارات لفظه *** تلقته نيران الجوابات تشعل
ومن لم يقيد لفظه متجملًا *** سيطلق فيه كل ما ليس يجمل
ومن لم يكن فيه ماء صيانة *** فمن وجهه غصن المهابة يذبل
فلا تحسبن الفضل في الحلم وحده *** بل الجهل في بعض الأحايين أفضل
ومن ينتصر ممن بغى فهو ما بغى *** وشر المسيئين الذي هو أول
وقد أوجب الله القصاص بعدله *** ولله حكم في العقوبات منزل
فإن كان قول قد أصاب مقاتلًا *** فإن جواب القول أدهى و أقتل
وقد قيل في حفظ اللسان وخزنه *** مسائل من كل الفضائل أكمل
ومن لم تقربه سلامة غيبه *** فقربانه في الوجه لا يتقبل
ومن يتخذ سوء التخلف عادة *** فليس عليه في عتاب معول
ومن كثرت منه الوقيعة طالبًا *** بها غرة فهو المهين المذلل
وعدل مكافأة المسيء بفعله *** فماذا على من في القضية يعدل
ولا فضل في الحسى إلى من يحسها *** بلى عند من يزكو لديه التفضل
ومن جعل التعريض محصول مزحه *** فذاك على المقت المصرح يحصل
ومن أمن الآفات عجبًا برأيه *** أحاطت به الآفات من حيث يجهل
أعلمكم ما علمتني تجاربي *** وقد قال قبلي قائل متمثل:
إذا قلت قولًا كنت رهن جوابه *** فحاذر جواب السوء إن كنت تعقل
إذا شئت أن تحيا سعيدًا مسلمًا *** فدبر وميز ما تقول وتفعل



32. قال مخلد بن الحسين رحمه الله: إن أبا السوار العدوي أقبل عليه رجل بالأذى فسكت. حتى إذا بلغ منزله أو دخل قال: حسبك إن شئت (حلية الأولياء: 2/250).

33. قال الأصمعي رحمه الله: بلغني أن رجلا قال لآخر: والله! لئن قلت لي واحدة لتسمعن عشرا. قال: لكنك لو قلت عشرا؛ لم تسمع واحدة (المجالسة وجواهر العلم: 8/28).

34. كان شريح رحمه الله: إذا مات لأهله سنور-هرة- أمر بها فألقيت في جوف داره، ولم يكن لها مثغب شارع إلا في جوف داره اتقاء لأذى المسلم (حلية الأولياء: 4/135).

35. قال ابن القيم رحمه الله: ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرم، وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه! حتى يرى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالًا ينزل منها أبعد ما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، لا يبالي ما يقول (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ص (54)).

36. قال إبراهيم التيمي رحمه الله: "إن كان الرجل من الحي ليجيء فيسب الحارث بن سويد فيسكت، فإذا سكت قام فنفض رداءه ودخل؟!" (حلية الأولياء: 4/126).

37. قال جرير بن حازم رحمه الله: سمعت محمد بن سيرين وقال لي رأيت ذلك الرجل الأسود ثم قال: أستغفر الله ما أرانا إلا قد اغتبناه (حلية الأولياء: 2/268).

38. قال شيخ الإسلام رحمه الله: إنَّ بعض الناس لا تراه إلا مُنتقدًا داءً، يَنسى حسنات الطوائف والأجناس ويذكر مثالبهم، فهو مثل الذباب يترك مواضع البرد والسلامة، ويقع على الجرح والأذى، وهذا من رداءة النفوس وفساد المزاج.


جهاد حلس
 

المصدر: مجلة البيان