يا ربّ أخي ظلمني!
حقوق وواجبات شرعها الدين وعظّمها ربّ العالمين، وأمر بها المسلمين، غفل عنها كثير من الناس، وتساهل فيها كثيرٌ من المسلمين، وأعرض عنها كثيرٌ من أبناء هذه الأمة.
الحمد لله الذي خلق خلقه أطوارًا، وصرَّفهم كيف شاء عِزّة واقتدارًا، وأرسل الرسل إلى الناس إعذارًا منه وإنذارًا، فأتم بهم نعمته السابغة، وأقام بهم حجته البالغة، فنصب الدليل، وأنار السبيل، وأقام الحجة، وأوضح المحجة، فسبحان من أفاض على عباده النعمة، وكتب على نفسه الرحمة.
أحمده والتوفيق للحمد من نعمه، وأشكره على مزيد فضله وكرمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة قامت بها الأرض والسموات، وفطر الله عليها جميع المخلوقات، وعليها أسست الملة، ونصبت القبلة، ولأجلها جردت سيوف الجهاد، وبها أمر الله سبحانه جميع العباد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله رحمة للعالمين، وقدوة للمتقين، وبشيرًا ونذيرًا للخلق أجمعين، أمده بملائكته المقربين، وأيده بنصره وبالمؤمنين، وأنزل عليه كتابه المبين، أفضل من صلى وصام وتعبّد لربه وقام، ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام.
أما بعد:
عباد الله: حقوق وواجبات شرعها الدين وعظّمها ربّ العالمين، وأمر بها المسلمين، غفل عنها كثير من الناس، وتساهل فيها كثيرٌ من المسلمين، وأعرض عنها كثيرٌ من أبناء هذه الأمة.
حقوق وواجبات ينبغي أن تكون من أعظم صفاتهم، وأبرز سلوكياتهم، لكنها تضيع بين الناس اليوم بسببِ خلافِ حول موقفِ سياسيٍ تافه، أو جدالٍ دنيويٍ عقيم، أو تعصُّبٍ مذهبي، أو حزبي، أو مناطقيٍ بغيض، وتضيع كثير من الأحيان، وتختفي وتتلاشى وتنعدم بين الناس، بسبب خلافٍ بسيط على متاع دنيوي زائل أو شهوة عابرة.
الأمر الذي أدّى إلى ظهور القطيعة والهجران والخلاف والشقاق، وسوء الأخلاق، وامتلأت القلوب بالضغائن والأحقاد، وساءت العلاقات، وقامت الحروب، وتفشى الظلم، وتأججت العداوات بين أفراد المجتمع المسلم.
هذه الحقوق والواجبات هي حق المسلم على المسلم وواجبات المسلم تجاه إخوانه المسلمين.
إنها حقوق الأخوة؛ هذه الخصلة العظيمة، والمرتبة الشريفة، في دين الإسلام، والتي قرنها الله سبحانه وتعالى بالإيمان، فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات من الآية:10].
وبها امتن على عباده، فقال: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران من الآية:103].
ولأهميتها وعظيم أجرها؛ فقد تولّى سبحانه وتعالى بنفسه يوم القيامة يوم العرض الأكبر، نداء المتحابين فيه، ليكرمهم ويجزيهم أعظم الجزاء؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » (رواه مسلم).
ولها منزلة عظيمة تطلع لوصول إليها الأنبياء والشهداء والصالحين، قال صلى الله عليه وسلم: « »، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قَالَ: « »، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (أخرجه أبو داود وصححه الألباني).
بل جعل سبحانه وتعالى الأخوة وسيلة لاكتساب حلاوة الإيمان، فقد قال صلى الله عليه وسلم: « » (البخاري ومسلم).
وهي طريق المؤمنين وسبيلهم إلى الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: « » (رواه مسلم).
عباد الله: الأخوة ليست شعاراً يردد، أو قصة تحكي، أو كلامًا يقال، بل هي دين وعبادة يقوم به المسلم طلبًا لمرضاة الله، وطمعًا لما عنده من أجر ومثوبة، وهي لا تقوم على أساس النسب والقرابة والطائفة والمذهب، والبلاد والعشيرة، بل أساسها الدين، فالمسلم أخو المسلم في أي بلاد ومكان، في أي عصر وزمان.
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة من الآية:101]، قال: فنحن نسأله إذ قال: «»، قال: وفي ناحية القوم أعرابي فجثا على ركبتيه، ورمى بيديه، ثم قال: حدثنا يا رسول الله عنهم، من هم؟ قال: فرأيت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم البِشر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « » (رواه أحمد والحاكم وصحّحه الذهبي).
لو كبرت في جموع الصين مئذنة *** سمعت في المغرب تهليل المصلين
إذا اشتكي مسلم في الهند أرَّقني *** وإن بكى مسلم في الصين أبكاني
أرى بُخَارَى بلادي وهي نائية *** وأستريح إلى ذكرى خُرَاسان
وأينما ذكر اسم الله في بلدٍ *** عددت ذاك الحمى من صُلْب أوطاني
شريعة الله لَمَّتْ شملنا *** وَبَنَتْ لنا معالم إحسان وإيمان
وللأخوة الصادقة حقوق؛ ينبغي على كل مسلم أن يقوم بها تجاه إخوانه، وإن أول هذه الحقوق: سلامة الصدر، فلا يحمل المسلم على أخيه المسلم شحناء ولا بغضاء ولا حسد، يقول الله سبحانه وتعالى وهو يصف عباده وهم يتضرعون إليه: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:9-10].
ومن حقوق الأخوة: القيام بالواجبات الحياتية واليومية والمعاشية تجاه إخوانك المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: « » (رواه البخاري ومسلم).
ومن هذه الحقوق: حسن الظن بأخيك المسلم، وسِتر عيوبه وتقديم النصح له، قال تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مّنَ ٱلظَّنّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنّ إِثْمٌ} [الحجرات من الآية:12].
وفي الحديث الصحيح الذي (رواه أحمد وأبو داود من حديث أبي برزة) أنه صلى الله عليه وسلم قال: « ».
ومن هذه الحقوق: زيارة المسلم لأخيه المسلم، وتفقُّد أحواله، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » (رواه مسلم).
يقول التابعي مالك بن دينار رحمه الله: "لم يبقَ من روح الدنيا إلا ثلاثة: لقاء الإخوان، والتهجُّد بالقرآن، وبيت خالٍ يذكر الله فيه".
وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إذا رزقكم الله عز وجل مودة امرئ مسلم فتشبثوا بها" (أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب: الإخوان، ص: [81]، ورجاله ثقات).
عباد الله: ومن حقوق الأخوة تقديم النفع لهم بالمال والجهد وإعانتهم بما تستطيع وقضاء حاجاتهم وقد قال صلى الله عليه وسلم يقول: « » (رواه أحمد؛ صحيح الجامع: [4321]).
وقال الإمام علي رضي الله عنه: "عشرون درهماً أُعطِيها أخي في الله، أحبُّ إليَّ من أن أتصدق بمائة درهم".
ولقد كان الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أُهدِيَ له شيء، قال: أخي فلان أحوج مني إليه، فبعث به إليه، فبعثه أخوه إلى آخر فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر، حتى يرجع إلى الأول".
وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله: "إني لألقم اللقمة أخاً من إخواني؛ فأجد طعمها في حلقي".
ومن حقوق المسلم على أخيه المسلم أن لا يهجره فوق ثلاثة أيام إذا تخاصما، فهذه فسحة من الوقت تكفي لبرود نار الغضب وزوال حمى الخلاف ثم يُحرَم على كل منها أن يهجر أخاه بعد هذه المدة ويدخلا جميعًا في حيِّز الإثم ودائرة المعصية - حتى إن أعمالهما لتُحبَس فلا تُعرَض على الله سبحانه لأجل ذلك، قال عليه الصلاة والسلام: « » (رواه مسلم: [8/9]).
وقال عليه الصلاة والسلام: « » [رواه مسلم؛ البر والصلة: [36]).
واليوم ماذا حل بالناس؟
لم يعد الهجر والتخاصم ثلاثة أيام أو أسبوع أو شهر؛ بل سنوات وربما العمر كله فكيف سنلقى الله بمثل هذه الأخلاق وبمثل هذا السلوك؟
ومن هذه الحقوق: إيثار المسلم أخاه وتقديم مصلحته على مصالحه؛ لأنه يبتغي بذلك وجه الله، وانظروا رحمكم الله إلى ذلك الضيف أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتِ رجل من الأنصار فماذا كان موقفه وزوجته؟ لقد قدَّما للضيف طعامهما وطعام أولادهما وناما بدون طعام حتى يشبع ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « -أو-: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}» (صحيح البخاري).
ومن هذه الحقوق: الدعاء له بظهر الغيب، الدعاء لهم بظهر الغيب، قال صلى الله عليه وسلم: « » (رواه مسلم: [2733]).
وإن من أعظم هذه الحقوق والواجبات أن يجتنب المسلم ظلم أخيه المسلم، أو يكون سببًا في ظلمه والتعدِّي على ماله وعرضه ودمه، وحسبك أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار أشرف البقاع، وأشرف الأيام، وتحيّن موقف الحاجة إلى الموعظة، لينبّه الناس إلى ذلك الأمر العظيم، لقد خطب الناس يوم النحر، فقال: « »، ثم قال: « » قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيُسمِّيه بغير اسمه، قال: « » قلنا: بلى، قال: « » قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيُسمِّيه بغير اسمه قال: « » والبلدة هي مكة البلد الحرام، قلنا: بلى، قال: « » قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيُسمِّيه بغير اسمه، قال: « » قلنا: بلى، قال: « » ثم قال: « » قلنا: نعم، قال: « » (متفقٌ عليه).
أيها المؤمنون عباد الله: عندما تختفي الأخوة والمحبة من حياة الناس، فإنه يحل محلَّها التقاطع والهجران، ويظهر الحسد، وتمتلئ القلوب بالأحقاد والضغائن، وينعدم الإحساس بحقوق الآخرين، قال تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ . إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاط . إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} [ص:21-23].
أيُ أنانيةٍ هذه، وأيُ أَثرةٍ هذه! يمتلكُ تسعاً وتسعين نعجة، وبدلاً من أن يتنازلَ لأخيه، عن بعض نعاجه يريد منه أن يأخذ نعجة أخيه الوحيدة التي يمتلكها في هذه الحياة وهكذا هي حياة كثير من الناس اليوم لا يتعامل مع إخوانه إلا وفق مصلحته وما تمليه عليه نفسه، بل هناك ما هو أعظم من هذا الظلم الذي يمارسه الأخ على أخيه فهناك من يتجرأ على الدماء المعصومة والأرواح المصونة دون وجه حق وإنما ظلم وعدوان وعلى أتفه الأسباب، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « » [رواه أحمد: [1840]، وصحّحه الألباني في صحيح ابن ماجة).
يا له من موقف رهيب يأتي المقتول وجروحه تنزف دمًا، وقد أمسك بالقاتل وأخذ يجره إلى ميدان القضاء العادل، أمام ربّ العالمين، ويقول ياربّ: سل هذا لم قتلني ماذا فعلت؟ لماذا سوّلت له نفسه ذلك؟
وهكذا بين يدي الله يقف الناس جميعًا بين يدي الله، يسأل أحدهم أخاه أمام ربّ العالمين: ياربّ لم قتلني؟ ياربّ أخي ظلمني؟ ياربّ سله لم جحد حقي؟ يارب لم هجرني؟ عند ذلك يقضي سبحانه بين العباد، وقَالَ جُنْدَبٌ رضي الله عنه: حَدَّثَنِي فُلانٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «
أي قتلته من أجل ملك فلان، ومنصب فلان، ومال فلان، فكيف هو القتل اليوم في بلاد المسلمين أليس من أجل فلان وعلان يقتل أفراد وتباد أسر، وتزهق أرواح، وتهتك أعراض، وتدمر ممتلكات، فاتقوا ذلك، وراقبوا من لا يغفل ولا ينام، ويقتص لعباده في يوم لا ينفع الندم، ولا تقبل الأعطيات، ولا تجزئ الشفاعات والوساطات. » قَالَ جُنْدَبٌ: فَاتَّقِهَا (رواه النسائي: [3933]، وصحّحه الألباني في صحيح النسائي).
اللهم ألِّف على الخير بين قلوبنا، واجمع ما تفرَّق من أمرنا قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية:
عباد الله: لقد جاء الإسلام ليُهذِّب النفوس ويربيها، ويجعل من الحب والمودة والإخاء سلوك المجتمع المسلم، وسببًا لسعادته، فما أحوج الأمة اليوم أفرادًا وشعوبًا حكامًا ومحكومين أحزابًا وجماعات إلى هذه الأخوة، في زمن كثرة فيه المشاكل وتنوَّعت فيه الخلافات على مستوى القطر الواحد، بل وبين الدول مع بعضها البعض، ويا ليتها كانت خلافات من أجل الدين، والحق والقيم العظيمة والتنافس من أجل ازدهار الأمة ورفاهية الشعوب، بل كانت من أجل دنيا فانية، ولذة عابرة.
ولتكن الإخوة الإيمانية رابطة كل مسلم مع إخوانه، وليسعى كل مسلم لجعلها سلوكًا عمليًا في الحياة، يرضي بها ربه، ويقوي بها صفه، ويحفظ بها أُمَّته ومجتمعه ووطنه.
واحذروا الظلم والتقاطع والحسد والغل، وسوء الظن تجاه إخوانكم المسلمين؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «-ويشير إلى صدره ثلاث مرات- » (رواه مسلم).
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، وقاعدين، ولا تُشمِت بنا الأعداء الحاسدين، وقوي أُخوَّتنا ووحِّد صفِّنا وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين.
هذا، وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].
حسان أحمد العماري
- التصنيف:
- المصدر: