الدعوة الإسلامية في أنغولا

منذ 2014-01-01

هذا تقرير موجز عن دولة أنغولا، وحال الإسلام فيها، وبيان السبل المقترحة لدعم الدعوة الإسلامية فيها، والتحذير من هجمات التنصير ودعوات التشيع.

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:



هذا تقرير موجز عن دولة أنغولا، وحال الإسلام فيها، وبيان السبل المقترحة لدعم الدعوة الإسلامية فيها، والتحذير من هجمات التنصير ودعوات التشيع.



أنغولا التي تصل مساحتها إلى 1.246 مليون متر مربع يعيش فيها 17 مليون نسمة وتقع في إفريقيا جنوب الصحراء، وبالتحديد في الطرف الغربي عند نهاية الوسط وبداية الجنوب. ويتحدث السكان عدة لغات منها "بانتو" "كينبوندو" "كيكونغو"، لكن اللغة الرسمية هي البرتغالية.



خضعت دولة أنغولا للاستعمار البرتغالي لمدة خمسة قرون (500 عام) ولم تحصل على الاستقلال إلا سنة 1975م، وبعد حصولها على الاستقلال مباشرة تورّطت في الحرب الأهلية التي من أهم أسبابها تحريش الدول المتقدِّمة وكثرة الثروات الطبيعية كالبترول والماس والذهب وغيرها، واستمرت الحروب مدة 28 عاماً وانتهت سنة 2003م بموت زعيم المعارضة جوناس سافيمبي jonas savimbe.



وبحكم كون البرتغال الدولة المستعمرة لأنغولا فلها علاقات سياسية واقتصادية معها.



واتخذت أنغولا النظام الشيوعي في السياسية، وارتبطت بسبب ذلك بِكثير من الدول الشيوعية مثل روسيا والصين وكوبا... إلخ.



هذا؛ ونظراً للموارد الطبيعية في أنغولا وثروتها المعدنية فلها علاقات اقتصادية متينة مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني (الجدير بالذكر أن الكيان الصهيوني أعدَّ منهجاً للمرحلة الإبتدائية ويُشوِّه صورة الإسلام وألزم حكومة البلاد بتدريسه للطلاب).



الإسلام في أنغولا:



سيطر البرتغال على أنغولا أثناء التفاتهم حول القارة الإفريقية في محاولة لتطويق المسلمين؛ الأمر الذي أدّى إلى تأخُّر دخول الإسلام في أنغولا.



وبعد استقلال أنغولا عام 1975م؛ رجع بعض اللاجئين الأنغوليين الذين فرّوا من حرب التحرير ضدّ الاستعمار البرتغالي، وقد عاد بعض هؤلاء اللاجئين يحملون الإسلام وعقيدته السمحة.



ومع ذلك لم يتمكّن الإسلام من الانتشار في هذا البلد في ذلك الظرف التاريخي العصيب لعدة عوامل، من أهمها:



1- أُمِّيَّة هؤلاء وجهالتهم بالإسلام؛ مما جعلهم غير مؤهلين لتبليغ رسالة هذا الدين إلى مواطنيهم.



2- هيمنة النظام الشيوعي على السلطة في ذلك الحين يُكمّم الأفواه، ويُحارِب الأفكار والعقائد.



ومع ذلك بقيت جذوة الإٍسلام متَّقدة في هذا البلد بقدرة الله تعالى.



وفي عقد الثمانينات والتسعينات شاء الله لهذه الجذوة أن تتوهّج من جديد ممثّلة في شكل هجرة كثيفة لجاليات إسلامية جاءت للتجارة، وقدِمت أكثر هذه الجاليات من بلدان غرب إفريقيا الإسلامية مثل السنغال ومالي وغينيا وغامبيا وموريتانيا بالإضافة إلى جاليات عربية من لبنان ومصر وفلسطين، وكذلك بعض التُجَّار الباكستانيين والهنود.



واستطاعوا عام 1991م بناء أول مسجد في حي بلانكا، ونشر الإسلام عن طريق دعوة الشباب العاملين في المحلات التجارية والجيران، وقد أسلم على أيديهم مجموعات من السكان الأصليين، وكذلك حملات الحج والتي بدأت فعليا عام 1994م، وبدء المسلمون في عقد الدروس والكلمات والمحاضرات في المساجد، وكان لتواجد لجنة مسلمي أفريقيا في السابق وكفالة وزارة الشؤؤن الإسلامية في المملكة العربية السعودية للداعيتين "عثمان باه" و"محمد سانغو"؛ وحماسَ إخواننا من الجالية الغرب أفريقيا وعلى رأسهم الشيخ آدم جاكيتي الأثر الإيجابي في انتشار الإسلام ودخول غير المسلمين في الإسلام.



إلا أن عامة المسلمين في أنغولا -ومنهم كثير- ممن يرمز لهم بالدعاة ينقصهم كثيراً من العلم الشرعي؛ وسببه ضعف التحصيل العلمي والانشغال في طلب الرزق وعدم وجود علماء وخريجين كثر من جامعات المملكة فالبلاد لا يوجد فيها من يحمل الماجستير أو الدكتوراة في العلوم الشرعية، بل حتى خريجي الجامعة الوطنية الحكومية ذات التخصصات العلمية نسبة المسلمين قليلة جداً، ولا يوجد في الجامعة الوطنية إلا أساتذ واحد فقط من المسلمين.



أما في المجال النسائي فالأمر أضعف حالاً؛ إذ لا يوجد متخرِّجة من الدول العربية إلا الشيخة عائشة حيث تخرَّجت من جامعة أفريقيا العالمية عام 1430هـ، حيث تجوب المساجد وتُلقي الدروس والمحاضرات (فهي في الحقيقية امرأة بأُمَّة).



العقائد الإسلامية الموجودة في الساحة الأنغولية:

رغم نشاط أصحاب العقيدة الصحيحة -الذين هم على طريقة أهل السنة والجماعة-؛ إلا أنّ أنغولا لم تسلم من بعض الطوائف المبتدِعة التي تروّج للباطل، وعلى رأس هؤلاء الشيعة الذين قدِموا للتجارة من إيران ودورهم أصبح ضعيفاً وسبب الضعف هو طرد الحكومة الأنغولية للممول الأول لهم وهو لبناني من حزب الله حيث اتهم بالارهاب وتفريق صف المسلمين، مما أدّى إلى ضعفهم وليس القضاء عليهم في نشر التشيع ولله الحمد، كما يوجد بها بعض أصحاب الطرق الصوفية كالتجانية ونحوها، جاء بها بعض المغاربة وبعض مسلمي غرب إفريقيا.

المؤسسات الإسلامية في أنغولا:



لا تكاد توجد في الساحة الأنغولية مؤسسات إسلامية ذات شأنٍ كبيرٍ نظراً لقلة المسلمين وتضييق الحكومة عليهم وضعف العلاقة مع الدول العربية.



والمؤسسات الحاضرة هي: 

- "المؤسسة الإسلامية الأنغولية" أسَّسها مسلمو غرب إفريقيا الموجودون بها، وأنشطتها محدودة جدّاً، وهي التي تُدير المسجد الرئيسي في أنغولا، وترعى أحوال المسلمين الجدد. ومن جهودها تنظيم رحلة الحج كل عام ويتحمّلون تذكرة ثلاثة أفراد أو أربعة من المسلمين الجدد من سكان أنغولا الأصليين.



- ومؤسسة "أَيْدَا" أما بقية الجمعيات فهي تتبع المساجد.



وعلى الخلاف من ذلك تماماً فإن جهود النصارى في أنغولا كبيرة هائلة حيث يقومون ببناء المستشفيات والجامعات وإنشاء الجمعيات الخيرية ودعوة الوثنيين إلى الديانة النصرانية.



المساجد في أنغولا:
  • المسجد الإمام الحي الجالية.
  • مسجد بدر الدين ابراهيم جلو لوندا سول السنغال - غيناكوناكري.
  • مسجد السلام محمد درامي مارترس (مالي، السنغال، جامبيا، غينيا بيساوي).
  • مسجد سنزلا أبو بكر محمود باري فينا - الكنغو الديمقراطي.
  • مسجد الرحمن عبد الرحمن جلو كازينكا غيناكوناكري - غينيا بيساو.
  • مسجد النور إبراهيم سوماري اوجايندى غيناكوناكري.
  • مسجد أبو بكر الصديق محمد أبو بكر اوجا يندى غيناكوناكري.
  • مسجد بلانكا وهو أقدم مسجد في العاصمة بُنِيَ عام 1991م، الإمام يعقوب بياي وعدد الأئمة 7 منهم خميس وهو من خريجي الجامعة بلانكا الكنغو والانغوليين.

أثاب الله إخواننا تُجَّار غرب إفريقيا خير الجزاء؛ حيث قاموا ببناء بضع مساجد في العاصمة (لواندا LOUNDA).



أما بقية المناطق فرغم أنها لم تحظ بكثرة المساجد؛ إلا أنّ بعضها مساجد قليلة، وعلى الرغم من ذلك فبعض الأقاليم تحتاج إلى مساجد، نظراً إلى أنّ المسلمين يجتمعون في بيوت بعض الإخوة لصلاة الجماعة والجمعة وفي بعض الأحيان لا يُصلّون الجمعة لعدم وجود الخطيب.



(بعض مساجد العاصمة لواندا وهي ذات بناء جميل ومكونة من دورين).



حال الطلاب الأنغوليين في الجامعة الإسلامية:

إنّ طلاب أنغولا في الجامعة الإسلامية لعام 1433هـ ستة طلاّب وفي الطريق خمسة طلاب، وقد كان العدد أكثر من ذلك إلا أنه طُوِي قيد بعضهم نظراً لضعف مستواهم التعليمي؛ ذلك أنّهم يأتون من أنغولا بدون أي مستوى يُذكَر وأكثرهم حديثو عهدٍ بالإسلام فيلتحقون بمعهد اللغة العربية فإذا تعرَّضوا للرسوب أكثر من مرة طُوِي قيدهم بناءً على الأنظمة المتَّبعة، مع أنّ المرونة في هذا الباب مطلوبٌ نظراً للنتائج السيئة التي قد تحصل من هذا الفعل حيث إنّ بعضهم إذا تعرّض لِمِثل هذه المعاملة ثم رجع إلى البلاد زهّد غيره في الالتحاق بالجامعة الإسلامية، بل وأخطر من ذلك أنّ بعضهم تشيَّعوا وواصلوا دراستهم في إيران، وبعضهم قد يرتد عن الإسلام إذا فُصل من الجامعة.



الأديان التي لها وجود في أنغولا:

يوجد في أنغولاَ ديانات سماوية وأخرى وثنية، وذلك كما يلي:



1- أصحاب الديانات التقليدية والوثنية نسبة 47% من عدد السكان.



2- نصارى الكاثوليك الرومانية 37%.



3- البروتستانت 14%.



4- فيما لا يزيد نسبة المسلمين عن 2% من حيث الجملة.



5- "أوني فرسيل" وهي قادمة من البرازيل وتُعتبَر أشهر الديانات وأكثرها انتشاراً وأتباعاً، ولها كليات ومستوصفات وقناة وإذاعة وعدد كبير من الكنائس ذات البناء المتميز والمواقع المتميز.



6- "جوفا" وتهتم بالجانب الروحاني لذا تجدهم يكرهون العسكر وكل ماله علاقة بالعنف ولبساهم جميل والسنتنهم أحلى من العسل ومن إبرز أعمالهم توزيع الكتب والأشرطة والسيديات، إضافة إلى اختيار أجمل  النساء والرجال لتبليغ رسالتهم فتجدهم أثناء التجوال كل رجل وامرأة يُمثِّلون مجموعة والابتسامة لا تفارقهم.



الوضع الاقتصادي:

تتمتّع دولة أنغولا بمميزات متعدّدة أكسبتها أهمية كبيرة، كما جعلتها موطن الصراع بين القوى العالمية المختلفة، حيث دار فيها الحروب الأهلية مدة خمسة وعشرين عاماً.



وبعد هذه الحروب صارت أنغولا قِبلةً للمستثمرين من أوروبا وأمريكا، وآسيا.



وتتجلّى أهمية الدولة الاقتصادية فيما حباها الله من ثروات متنوعة: زراعية، وحيوانية، ومعدنية.



1- الثروات الزراعية:



توجد في أنغولا أراضي زراعية واسعة، وغابات كبرى، وأراضي السفانا، وصحراء، وتتمتع الدولة بمناخ مُتنوِّع حيث يوجد فيها المناخ الاستوائي، والمناخ الموسمي، والمناخ المعتدل الدافئ.



2- الثروات الحيوانية.



3- الثروات المعدنية:



دولة أنغولا غنيّة بمعادنه المستغلَّة وغير المستغلَّة، والاحتياطات المعدنية، وأهمها:



أ- البترول، والغاز الطبيعي.


  


ب- الماس بجميع أنواعه.



ج- الذهب.


  


د- الزئبق MERCURE ولم يستثمر منه سوى 10%.



هـ- الكروم، والحديد، وغيرها من المعادن حيث يوجد عندهم 48 نوع من المعادن.



والبلاد تتجه إلى النمو الاقتصادي الكبير وبناء المدن النموذجية والعمائر الفخمة.



التحديات التي تواجه الإسلام في أنغولا



تحديان كبيران يواجهان المسلمين في أنغولا:



الأول:



تسجيل الإٍسلام رسمياً لدى الدولة الأنغولية التي لم تعترف بالإسلام رسمياً حتى الآن؛ لذا فإنّ الإسلام يواجه في الدوائر الرسمية بعدم الشرعية، وبالتالي عدم شرعية مساجدهم، فيُغلَق بعضها أحياناً، ويُهدّد بعضها بالهدم تارة أخرى.



ومن هذا المنطلق ندعو الدول الإسلامية والمنظمات والهيئات الإسلامية الرسمية بممارسة الضغط على الحكومة الأنغولية للاعتراف بالإسلام لاسيما المملكة العربية السعودية لما لها من مكانة كبيرة في العالم أجمع، ولما لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من مكانة كبيرة لدى رئيس دولة أنغولا.



الثاني: الجهل وقلة العلم الشرعي الذي يواجهه المسلمون.



الحلول المقترحة لدعم الدعوة الإسلامية في أنغولا:



1- الضغط الدولي على الحكومة الأنغولية للاعتراف بالإسلام لا سيما أن من أعضاء الحكومة من يؤد ذلك منهم وكيل رئيس الدولة والدكتور موشيز من كبار موظفي الاستخبارات في البلاد والمكلَّف من قبل الدولة بملف المسلمين والمسؤل عن تأشيرات الدخول للبلاد.



2- إنشاء مركز إسلامي ضخم، يضم الجامع، ومدرسة نموذجية للمراحل الثلاث، ومسرح وغرف للضيافة، وصالات معارض، وقاعات لتعليم اللغة العربية والدورات الشرعية.



3- استقطاب الطلاب المسلمين إلى جامعات المملكة العربية السعودية بمعدَّل 30 طلاباً في كل عام وكذلك منح الحكومة الأنغولية مقاعد للطلاب في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، حيث سيكون لهذا أثراً إيجابياً على المسلمين في المستقبل القريب والبعيد.



4- زيارة وفد رفيع المستوى من المملكة العربية السعودية لتفقد أحوال المسلمين على أن يكون من ضمن الوفد أحد أئمة الحرمين الشريفين وذلك لرفع معنويات المسلمين.



5- إرسال الطلاب المسلمين إلى الجامعات العربية مثل جامعة أفريقيا العالمية بالسودان والأزهر، لتوسيع دائرة المتعلمين الشرعيين في البلاد.



6- إنشاء المدارس الإسلامية التي تَجمع بين المنهج الحكومي والعلوم الشرعية .



7- إقامة الدورات الشرعية في المساجد، وتنظيم القوافل الدعوية إلى الأقاليم.



8- إقامة المخيمات الطبية المشاركة في الخدمات الاجتماعية: كتأسيس المستشفيات، وحفر الآبار، ورعاية الأيتام، والأسر الفقيرة.



9- إقامة الأنشطة الموسمية: كإفطار الصائم، وتوزيع لحوم الأضاحي، وتحمل تكاليف حج المسلمين الجدد.



10- تسيير القوافل الدعوية في القرى والأرياف؛ لنشر الإسلام وتعليم المسلمين.



11- الاهتمام بالطلاب الدارسين في الجامعة الإسلامية؛ بتقديم دروس تقوية لهم في الفترة المسائية -وخاصةً في اللغة العربية- حتى يتمكن من اجتياز اختبارات معهد اللغة العربية.



12- إنشاء إذاعة محلية تبثُ برامج متنوعة، ومنها الثقافة الإسلامية والتعريف بالإسلام.
 

 

المصدر: مجلة البيان