الإحْسَان في واحة الشِّعر

منذ 2014-01-06
 

قال أبو الفتح البستي:


زيادةُ المرءِ في دنياه نقصانُ *** وربحُه غيرَ محضِ الخير خسرانُ

أَحْسِنْ إلى النَّاسِ تَسْتَعبِدْ قلوبَهم *** فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ

مَن جادَ بالمالِ مالَ النَّاسُ قاطبةً *** إليه والمالُ للإنسانِ فتَّانُ


أَحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرَةٌ *** فلن يدومَ على الإنسان إِمكانُ

حيَّاك مَن لم تكنْ ترجو تحيَّتَه *** لولا الدَّراهمُ ما حيَّاك إنسانُ


وقال أيضًا:


إن كنتَ تطلبُ رتبةَ الأشرافِ *** فعليك بالإحسانِ والإنصافِ

وإذا اعتدى خِلٌّ عليكَ فخلِّهِ *** والدَّهرَ فهو له مكافٍ كافِ


وقال المتنبي:


وللتَّرْك للإحسانِ خيرٌ لمحسنٍ *** إذا جَعَل الإحْسَانَ غيرَ ربيبِ

 

وقال أحمد الكيواني:


مَن يغرسِ الإحْسَانَ يجنِ محبَّةً *** دونَ المسيءِ المبعدِ المصرومِ

أقِلِ العثارَ تُـقَلْ ولا تحسدْ ولا *** تحقِدْ فليسَ المرءُ بالمعصومِ


وقال ابن زنجي:


لا تَحْقِرَنَّ مِن الإحسانِ محقرةً *** أحْسِنْ فعاقبةُ الإحسانِ حُسناه


وقال آخر:


واللهِ ما حُلي الإمامُ بحليةٍ *** أبهى مِن الإحْسَانِ والإنصافِ

فلسوفَ يلقَى في القيامةِ فِعْلَه *** ما كان مِن كدرٍ أتاه وصافي


وقال أبو العتاهية:


لا تمشِ في النَّاس إلَّا رحمةً لهمُ *** ولا تعاملْهم إلَّا بإنصافِ

واقطعْ قوَى كلِّ حقدٍ أنت مُضْمِرُه *** إن زلَّ ذو زلَّةٍ أو إن هفا هافِ


وارغبْ بنفسك عمَّا لا صلاحَ له *** وأوسِعِ النَّاسَ مِن بِرٍّ وإلطافِ

وإن يكنْ أحدٌ أولاك صالحةً *** فكافِهِ فوقَ ما أولى بأضعافِ

ولا تكشِّفْ مُسيئًا عن إساءتِه *** وصِل حبالَ أخيك القاطعِ الجافي

 

المصدر: الدرر السنية