رأس الوطن هو المستهدف
كل شيء في اليمن يترقب المستقبل.. كل شيء يعيش متوترًا حالمًا خائفًا يتحسس نفسه من غدر نفسه وخيانة تأتيه من وراء البحر أو خلف الأسوار أو من داخل الحديقة وتحت المسامات، يحتاج الأمر إلى بسالة واتحاد لجسم التغير والثورة وحب لهذا الوطن لكي يتجاوز المحنة والعقبات والصخور التي تُرمى تباعًا أمام قطار الحياة والحرية وما أكثرها.
كل شيء في اليمن يترقب المستقبل.. كل شيء يعيش متوترًا حالمًا خائفًا يتحسس نفسه من غدر نفسه وخيانة تأتيه من وراء البحر أو خلف الأسوار أو من داخل الحديقة وتحت المسامات، يحتاج الأمر إلى بسالة واتحاد لجسم التغير والثورة وحب لهذا الوطن لكي يتجاوز المحنة والعقبات والصخور التي تُرمى تباعًا أمام قطار الحياة والحرية وما أكثرها.
هي همٌ وغمٌ وثانٍ وثالث وعاشرٌ، تتكاثر مثل النمل وتهرول مثل الفيلة والضباع لدق عنق الوطن الذي يقاوم كل عتاة الزمن وكل أمواج الكراهية والحقد.. التي لم يعد لها معالم ولا حدود ولا دين ولا إنسانية ولا حتى حيوانية تجاوزت كل شي وأخذت تقتل من أجل القتل النساء والمرضى والأطباء... الطبيب في مشرحة العملية من أجل إنقاذ حياة إنسان مريض، يموت ألف مرة حتى لا يخطئ فيهدد حياة إنسان بين يديه وتحت مراقبة الخالق ورحمته يقتل ويقتل مريضه؟ أي بشر هؤلاء الذين يتابعون ممرضة تهرب إلى ثلاجة الموتى فيسحبوها مثل دجاجة مفجوعة ليذبحوها بكل برود؟ أي أرواح شريرة هذه التي تستعرض قوتها لتتبع ممرضة كانت تجتهد لإنقاذ مريض فرت مذعورة إلى الحمام ليلحقوها مع زخات رصاص تكفي لقتل كتبية؟ يُقتل قاضٍ وزوجته جاء إلى ملائكة الرحمة يستغيثون فوجدوا شياطين العذاب...
العسكر يقتلوننا يا ولدي هذا آخر ما قالته زوجة القاضي النعمان قبل أن تخترق رقبتها رصاصة ليست طائشة وإنما متعمدة لقتل الأبرياء....
هذه الظاهرة التي حدثت في مستشفى العرضي وحدها تحتاج إلى دراسة ودراسات، فهي بعيدة عن الإنسانية وعن الوحوش حتى الوحوش لا تفترس إلا بحدود حاجتها فقط وصيدها المطلوب، فما لهؤلاء؟ وكيف تم برمجتهم؟
اقتلوا كل من تجدوه أمامكم؟ حتى لا يهرب الصيد المطلوب قتله بثوب امرأة أو ببدلة طبيب أو بسرير مريض بعملية جراحية هكذا يفسر البعض هذه الجريمة باعتبار أن الرئيس هادي كان موجودًا في المستشفى بحسب معلوماتهم. ربما هذا تبرير يعكس حرص السباع على اصطياد الرئيس واغتياله ليس لشخصه وإنما المطلوب رقبة اليمن المتعافي... اليمن الحر اليمن الجديد... تتابع الأخبار فتصاب بالذهول عندما تجد البعض يشحذ سكينا أخرى لإبعاد الرئيس الانتقالي الذي توافق عليه اليمنيون قبل أن يهدأ غبار المجزرة وضجيج محاولة الاغتيال والانقلاب وذلك لإنهاء فترة بالغة السواد.
سكين البحث بعد دفاتر دستورية مثلا تقول بأن الرئيس بعد انتهاء السنتين غير شرعي والشرعية ليحيى الراعي بما يحمله هذا الراعي من روح الذئب ودماء الشهداء المسكوبة تحت (الكولة) وخلف (الكولة) وفي كل منعطف في الوطن الجريح. الذهول من الجريمة يجب أن لا يستمر بل يجب أن يتكاتف كل أبناء اليمن وراء مشروعهم الوطني لمواجهة المشاريع الحقيرة والصغيرة ليصطفوا حول المشروع الوطني لمواجهة فريق الماضي فريق الاغتيالات والاختطافات والتفجيرات والتقطعات والمشاريع الصغيرة التي تستفيد من كل قطرة دم وتوظف كل جريمة وكل مصيبة لعل مشروعها ينتعش ويعود.
من المضحك المبكي أن تجدهم يستغلون هذه الجريمة والانقلاب الذي يحكي عن أصحابه وأطرافه العديدون الذين يمتلكون إمكانيات دولة ومعلومات دولة وأحقاد ملك ضاع ليصرخوا مثلا إن السبب هو هيكلة الجيش؟ وهي التي لم تكتمل أصلًا.. هم يريدون أن يحققوا مبتغاهم سواء بانقلاب عسكري أو فوضى أو حتى باستغلال الجراح النازفة والكوارث.. كل ما نعلمه نحن أن على الرئيس هادي أن يتخذ قرارات حازمة وجادة تضمن التغيير وتأمين سفينة الوطن وفي المقدمة الجيش والأمن الذي ما زال مفخخًا.. هم يريدون إيقاف الهيكلة، والقرار الصائب والرد الحاسم استكمال الهيكلة والتغير قبل أن تجف الدماء ويذهب الذهول لأننا لا نريد أن نستعد لذهول قادم ما لم تدك كل الأوكار وكل الكهوف المظلمة.
أحمد عثمان المصري
إمام مسجد الكوثر بحي زهراء المعادي – القاهرة.
- التصنيف:
- المصدر: