بداية وأسباب انفجار الأزمة في دماج

منذ 2014-01-25

تأسست حركة التمرد الحوثي في صعدة شمال اليمن، عام 1992 على يد محمد عزان، وعبد الكريم جدبان وافتتحت مراكز صيفية واستقطبت ما يقارب 15000 طالب، حيث انشقت عن المذهب الزيدي، وتسير على نمط حزب الله في لبنان دينياً وسياسياً، في محاولة الهيمنة والسيطرة على الدولة، يعتنقون أفكار وعقائد الرافضة الاثنى عشرية. ويقود التمرد حالياً عبد الملك الحوثي الذي ولد في صعدة عام 1979م.

 

تأسست حركة التمرد الحوثي في صعدة شمال اليمن، عام 1992 على يد محمد عزان، وعبد الكريم جدبان وافتتحت مراكز صيفية واستقطبت ما يقارب 15000 طالب، حيث انشقت عن المذهب الزيدي، وتسير على نمط حزب الله في لبنان دينياً وسياسياً، في محاولة الهيمنة والسيطرة على الدولة، يعتنقون أفكار وعقائد الرافضة الاثنى عشرية. ويقود التمرد حالياً عبد الملك الحوثي الذي ولد في صعدة عام 1979م.



عقيدة الحوثيين:



تتبنى حركة الحوثي الفكر الرافضي الاثنى عشري، ومن أبرز ما تدعو إليه:



* الدعوة إلى "الإمامة" أي: إحياء فكرة الوصية للإمام علي رضي الله عنه، وأن الحكم لا يصح إلا في أبناء علي بن أبي طالب.


* الترويج لفكرة الخروج، والإعداد لمواجهة نظام الحكم.


* التحريض على لجم "السُّنيِّة" ومرادهم أهل السنة؛ لأنهم يوالون أبا بكر وعمر ويقدمونهما على علي كرم الله وجهه.


* تمجيد الثورة الخمينية، وحزب الله في لبنان، واعتبارهما المثال الذي يجب أن يحتذى.


* التبرؤ من الخلفاء الراشدين الثلاثة خصوصاً، والصحابة عموماً.


* قال بدر الدين الحوثي: "أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم (أي: الصحابة)، كونهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله".


* وهم يدعون إلى سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويلعنون أمهات المؤمنين.


* يكنون عداءً خاصاً لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الذي أطفأ الله على يديه نار المجوس.



عقيدة فاسدة:



وكان لهذه العقيدة الفاسدة وسبهم للصحابة الكرام رضوان الله عنهم، أن امتلأت قلوب أهل السنة بغضا وكرها لهم، بسبب بغيهم وظلمهم وتماديهم في الطغيان، والسباب للصحب الكرام، لآلئ هذه الأمة وقادتها، الذين قال عنهم رسول الله صلى الله وسلم: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".



مخطط الحوثيين:



يسعى الحوثيون ويخططون للسيطرة على شمال اليمن بالكامل؛ لتكون نقطة الانطلاق لاحتلال اليمن، والهيمنة على مقدرات الدولة، لنشر الفكر الشيعي الاثنى عشري، بدعم وتمويل من إيران، وما السلاح الثقيل الذي تتباهى به هذه الحركة إلا مصدره الأساس والوحيد وهو إيران، ولولا الدعم الإيراني لانتهت حركة الحوثي منذ زمن بعيد.



شوكة دمّاج:



وجد الحوثيون أن دمّاج معقل السلفية، تمثل حجر عثرة أمام مخططهم، في الهيمنة والسيطرة على صعدة بالكامل.


كانت دمّاج، التي يقصدها طلاب العلوم الشرعية والحديث، بمثابة الشوكة في حلق الحوثيين، التي تعوق مخططهم للسيطرة على كامل صعدة، والانطلاق لتنفيذ مخططهم الخبيث، ومن هنا بدأت المواجهات بين الحوثيين الشيعة، وبين أهل السنة والسلفيين في دمّاج، وهذا ما يفسر الهجوم المتكرر، من الحوثيين على بلدة دمّاج، وحصارهم لأهل السنة هناك.



بداية الأزمة:



عادت مأساة دمّاج في شمال اليمن إلى الواجهة، بعد هدوء نسبي استمر حوالي عامين، إثر نجاح لجنة وساطة برئاسة الشيخ حسين الأحمر، في أواخر سنة 2011م، في وقف الصراع المسلح وإنهاء الحصار الحوثي على دمّاج، وترتب على تلك الوساطة تشكيل لجنة قبَلية، برئاسة الشيخ شطاب الغولي، للرقابة والإشراف على تنفيذ بنود الصلح بين الحوثيين والسلفيين، إلا إن وجود اللجنة لم يحُل دون تجدد الصراع، وعودة الحوثيين إلى فرض الحصار على دمّاج، وقصف المنطقة بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.


وكانت بعض وسائل الإعلام، قد ذكرت أن اللجنة واجهت صعوبات أعاقت أداءها، فقد نقل موقع (مأرب برس)، يوم 7 أبريل الماضي، عن مصادر في لجنة الرقابة والإشراف، تحذيرها من أن اللجنة قد لا تستطيع مواصلة عملها، حيث تعيش أوضاعًا صعبة، قد تجبرها على الانسحاب في أية لحظة، إن لم يتم تدارك ذلك، وقالت المصادر: "إن الدعم الذي كانت تتلقاه اللجنة، انقطع عنها تماماً منذ نحو تسعة أشهر..".


وبرزت أزمة دمّاج بشكل قوي في موسم الحج إلى البيت الحرام، حيث أدى الحصار الحوثي، في موسم 1432هـ، إلى منع أبناء دمّاج وطلاب مركز دار الحديث السلفي، من التوجه إلى بيت الله الحرام. كذلك الحال تكرر في هذه السنة بسبب الحصار الشامل.


وبدأت تظهر مؤشرات العدوان الحوثي بقوة ضد دمّاج، في يونيو الماضي، حيث قالت المصادر: إن الحوثيين عسكروا في جبل الجميمة المطل على دمّاج، واستحدثوا فيه متاريس، ونقلوا إليه أسلحة وعتادا.


من جانبه قال الناطق باسم مركز دار الحديث بدمّاج، سرور الوادعي، في بيان له في ذلك التوقيت: إن مسلحي الحوثي قاموا عصر يوم 25 يونيو، بالصعود إلى جبل الجميمة المطلّ على دار الحديث بدمّاج، واستحدثوا متاريس ومواقع جديدة لهم في هذا الجبل، بالإضافة إلى محاولة استفزاز طلاب دار دمّاج، واستعراضهم بالأسلحة الثقيلة.


وأشار سرور إلى أن بعض طلاب دار الحديث بدمّاج، صعدوا إلى مسلحي الحوثي الذين عسكروا في جبل الجميمة، وذلك لغرض تذكيرهم بالصلح الذي بينهم، والاتفاقات السابقة، وأنه ليس من صالح الجميع نقضها، مؤكداً أن مسلحي الحوثي، وقبل وصول الطلاب إليهم، أطلقوا عليهم النار مباشرة وبمعدلات وعيارات ثقيلة، وهو ما اضطر طلاب دار الحديث إلى التراجع والعودة إلى مساكنهم".


وأكد الناطق باسم مركز دار الحديث أن مسلحي الحوثي عادوا إلى موقع الأحرش، الواقع أمام جبل البراقة المطل على مساكن الطلاب، مشيراً إلى أن هذا الموقع، من ضمن المواقع المتفق على إخلائها من المتاريس، ومنوهاً بأن مسلحي الحوثي استحدثوا نقاطاً جديدة، على الطريق المؤدية إلى دمّاج.


ويواصل سرور حديثه قائلاً: إن مسلحي الحوثي استخدموا مكبرات الصوت التي وجهوها إلى منطقة دمّاج، وبثوا عبرها محاضرات عديدة، كلها سب وشتم للصحابة رضوان الله عليهم، ولأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وأغلب العلماء، بمن فيهم الشيخ السلفي المتوفى مقبل الوادعي.


وفي 12 يوليو الماضي، اتهم الناطقُ باسم دار الحديث بدمّاج، الحوثيين بنقض كل اتفاق يحصل معهم بين حين وآخر، مشيراً إلى أن آخر نقض لتلك الاتفاقات، ما حصل في أول أيام شهر رمضان المبارك (1434هـ)، حيث لم يلتزموا بإخلاء مدرسة الخانق من جميع المسلحين، بل زادوا تمترساً فيها.



وبحسب بيان سلفيي دمّاج، فإن مخالفات الحوثيين لشروط الهدنة تتمثل في التالي:



1 أن الحوثيين ما يزالون في بعض مناطق دمّاج كالرابية والزيلة والمحجر والصمعات والمدوروهو ما يخالف الصلح المتفق عليه.


2 استحداث بعض المتاريس في عدة مواقع، في جبال الصمعات والمدور والجميمة والأحرش.


3 قاموا بالتفجيرات والتلغيمات في جبل الصمعات؛ وهذا ما أدى إلى إزعاج الآمنين.


4 الاستعراض بالأسلحة، التي استولوا عليها من الدولة، في الطرقات؛ لإرهاب المواطنين.


5 مضايقة الزوار والقادمين إلى دمّاج بالتفتيشات؛ بحجج وهمية.


6 استحداث نقطة جديدة في طريق صعدة دمّاج تحت منطقة السنارة.


7 مضايقة طلاب العلم في محافظة صعدة، سواء من منطقة العبدين أو غراز أو غيرها، ومنعهم من الدخول إلى دمّاج لطلب العلم، ومنعهم من استقدام الخطباء من دمّاج.


8 التحريض الإعلامي، في المساجد التي استولوا عليها في المنطقة، من خلال سب الصحابة وعلماء المسلمين المتقدمين والمتأخرين، عبر المكبرات الصوتية.


كانت تلك الممارسات والخطاب العدائي والحشد، والاعتداء على أهل السنة في دمّاج، من أهم أسباب تفجر الأزمة بين الحوثيين وأهل السنة في اليمن، تلك الأزمة التي تهدد بحرق الأخضر واليابس في اليمن.

أحمد عبد الظاهر