قابليني على النت!
حاولي أن تنظمي وقتك جيدا بين العمل الاجتماعي النافع، واكتساب الخبرات الحياتية من خلال العلاقات الاجتماعية المتبادلة وليس صداقة الشات والإنترنت والتي تجعلك تتحدثين مع أشخاص وهميين يرتدون أقنعه ملونة تخفي ورائها أكاذيب، لن أقول لك لا تستخدمي الكمبيوتر ولا تتعاملي مع الإنترنت، ولكن أقول لك تعاملي معه كأي وسيلة من وسائل التكنولوجيا الحديثة، تعاملي معه من أجل الأغراض الأساسية التي شرع لها وهي الاستفادة من هذه التقنية في التوصل إلى معلومة مفيدة للبشرية، وكوسيلة للتعليم الحديث عن بعد، ولقضاء الأعمال، وغيرها.
بعد انتهائي من إحدى الدورات التدريبية وعند خروجي من قاعة الندوات سمعت إحدى الفتيات المتدربات تقول لزميلتها: "قابليني على النت"!
تعجبت كثيرا لهذه المقولة، فيما مضى كنت أنا وصديقاتي نتفق على أن نتقابل في منزل إحدانا، أو نتقابل في إحد النوادي أو المنتزهات العامة، فماذا حدث في هذه الأيام؟! فعندما أسير بالقرب من نوادي الإنترنت أجد فيها من الفتيات ما يزيد عن عدد الشباب، فهل تغير تفكير الفتيات وتغيرت عاداتهن، فأصبحن يفضلن الجلوس أمام الجهاز العجيب بدلا من الخروج ولقاء الصديقات؟!
أصبحت الشاشات الإلكترونية أكثر جذبا لانتباههن عن صفحات الكتب والجرائد والمجلات، حتى الألعاب صارت إلكترونية أيا كانت الألعاب، لقد أصبح جهاز الكمبيوتر بشكل عام والإنترنت بشكل خاص هو الأساس في حياة كل فتاة، تصحو من النوم لتضغط على جهاز التشغيل وتغلقه حينما تخلد للنوم، وكأنه صار الهواء الذي تحيا به طوال اليوم، فهل ما وصلت إليه بناتنا وأخواتنا من إفراط في استخدام شبكة الإنترنت جدير بأن يطلق عليه لفظ (إدمان)؟ هل أصبح هذا الاستخدام المفرط يرقى إلى مرتبة إدمان السجائر والمخدرات؟ وهل هناك طريق يمكننا من التخلص من سيطرة هذا الجهاز على عقول فتياتنا؟
تزايدت في الآونة الأخيرة البحوث النفسية التي تؤكد على أن الاستخدام المبالغ فيه لشبكة الإنترنت يسبب إدمانا نفسياً يشبه نوعاً ما في طبيعته الإدمان الذي يسببه التعاطي الزائد عن الحد للمخدرات والكحوليات، ويذكر أن (إدمان الإنترنت) لم يصنف بعد ضمن قائمة الأمراض النفسية المعروفة، حيث ما زال الغموض يحيط بهذه الظاهرة، إذ لم يتفق أطباء النفس جميعاً على وجود "إدمان الإنترنت" كمرض قائم بذاته، حيث يعتبر البعض أنه اشتقاق من حالات إدمان أخرى مثل الإدمان على الشراء أو المقامرة أو إدمان المواقع الإباحية.
هل أنتي مصابة بمرض إدمان الإنترنت؟
أعراض الإصابة بمرض إدمان الإنترنت:
1- الشعور بالوحدة.
2- الإحباط الدائم نتيجة الفشل في الدراسة أو العمل، وذلك بسبب قضاء وقت طويل جدا أمام جهاز الكمبيوتر وإهمال ما دون ذلك من أشياء أخرى.
3- فقدان العلاقات الأسرية والاجتماعية، مثل قضاء وقت غير كاف مع الأسرة والأصدقاء.
4- التفكير الدائم في الإنترنت حتى في أثناء بعدك عن الكمبيوتر.
5- الرغبة الدائمة في زيادة عدد ساعات دخولك لاستخدام الإنترنت.
6- التوتر في حالة عدم استطاعتك لاستخدام الإنترنت.
7- الكذب على من حولك لأجل التفرغ للمزيد من استخدام الإنترنت.
فهل تشعرين بأي من تلك الأعراض؟ فإذا كانت إجابتك بنعم عليكِ أن تسارعي بالعلاج، فعلاج إدمان الإنترنت لم يعد مستحيلا رغم انه صعب ويحتاج منك إلى رغبة أكيدة في العلاج، كما يمكنك الاستعانة إما بطبيب نفسي أو احد المقربين لك من أفراد أسرتك.
نصيحة لك أختي:
إذا ما وجدتي نفسك متورطة في مثل هذا النوع من الإدمان، فلا تخفى عن من حولك تورطك مع الشبكة ألعنكبوتيه، وذلك حتى يستطيعوا مساعدتك على التغلب على الأضرار النفسية الموجودة والناتجة من الإسراف في استخدام الإنترنت كالقلق والاكتئاب.
كيف تعالجين نفسك من إدمان الإنترنت ؟
إن إدمان الإنترنت ليس في أغلب الحالات من أنواع الإدمان التي يصعب الخلاص منها أو علاجها، فلا تنطبق عليه مقولة أنه داء بلا دواء، وهناك عدة طرق للعلاج منها:
1- تغيير الوقت الذي تدخلين فيه إلى الإنترنت أو تقومين بتأجيله وتقومين بأي عمل آخر يمكنك أن تتفقي عليه مع أحد من أفراد أسرتك، كالقيام بالتنزة أو ترتيب المنزل أو شراء بعض المستلزمات من خارج البيت.
2- قومي بضبط ساعة منبهة بحيث إذا ما دخلتي على الإنترنت وتعديتي الوقت المحدد لكي فإن هذه الساعة تعمل على تنبيهك بذلك.
3- قومي بتقليل عدد ساعات استخدامك للإنترنت فإذا كنتي تدخلين على الإنترنت لمدة 40 ساعة أسبوعيا، فاعملي على إيصالها إلى 20 ساعة، مع توزيعها على أيام الأسبوع وذلك على شكل عدد ساعات محددة من اليوم بحيث لا تتعدى الجدول المحدد.
4- تعليق لوحة بجوار الكمبيوتر مكتوب فيها مساوئ الاستخدام المفرط للإنترنت، وكذلك كتابة فوائد الحد من استخدام الإنترنت.
5- إذا ما كنتي مصابة بهذا النوع من الإدمان ومعكِ مجموعة من صديقاتك فيمكن أن تكونوا مجموعة لدعم بعضكن البعض وتستخدمن الحوار فيما بينكن مع وجود أفراد من أسرة كل فتاة وذلك لمزيد من الدعم.
6 - عمل قائمة بالأنشطة الشخصية اليومية أو الأسبوعية، التي أهملتيها نتيجة إدمانك للإنترنت ووضعها أمام نظرك، فوضع قائمة بهذه الأنشطة والاهتمامات المهملة يساعد على إحيائها مرة أخرى.
حتى لا تعودي للإدمان مرة أخرى عليكي حبيبتي بالآتي:
1- احرصي على كسب الصديقات، وبخاصة الفضليات منهن، والتعرف على أناس جدد.
2- أهتمي بمجال العمل الاجتماعي والعمل التطوعي في أي لجنة تشعرين أنها بنفس تفكيرك، سواء في حلقات التحفيظ وتربية الأطفال ومساعدة كبار السن أو مساعدة الفقراء والمساكين وكوني إيجابية، واسعي لتحقيق السعادة للناس.
3- احرصي على تعلم فنون إدارة المنزل، مثل: فن الطهي فيمكنك البدء بمساعدة والدتك، وهناك من الكتب والقنوات التليفزيونية التي سوف تعطيكِ وصفات ومقترحات جيدة، كما يمكنك تعلم فن تدبير المعيشة والخياطة والتطريز وتربية الأبناء وغيرها من الفنون.
4- أخذ دورات تدريبية متخصصة في علوم الحاسب الآلي، أو دورات في لغة من اللغات الأجنبية، أو تتعمقي في مجال دراستك.
حاولي أن تنظمي وقتك جيدا بين العمل الاجتماعي النافع، واكتساب الخبرات الحياتية من خلال العلاقات الاجتماعية المتبادلة وليس صداقة الشات والإنترنت والتي تجعلك تتحدثين مع أشخاص وهميين يرتدون أقنعه ملونة تخفي ورائها أكاذيب، لن أقول لك لا تستخدمي الكمبيوتر ولا تتعاملي مع الإنترنت، ولكن أقول لك تعاملي معه كأي وسيلة من وسائل التكنولوجيا الحديثة، تعاملي معه من أجل الأغراض الأساسية التي شرع لها وهي الاستفادة من هذه التقنية في التوصل إلى معلومة مفيدة للبشرية، وكوسيلة للتعليم الحديث عن بعد، ولقضاء الأعمال، وغيرها من أغراض الإنترنت غير المحدودة والواسعة، فحاولن أن تستفدن من هذا الاختراع العظيم واعملن على تجنب مساؤه الخطيرة.
هدى محمد نبيه
- التصنيف:
- المصدر: