زنديق.. لكنه طائفي حتى النخاع

منذ 2014-03-11

أثار معارضون سوريون كثر علامات استفهام حول نيوف وظروف اعتقاله التي يدَّعيها، إلى درجة اتهامه من بعضهم بأنه صنيعة من صنائع الاستخبارات الأسدية، أو -في الأقل- محسوب على أحد أجنحة النظام في مرحلة الصراع على وراثة مؤسس النظام المقبور حافظ قبل حسمها لمصلحة ابنه المعتوه الساديّ بشار...

من خلال تجربة طويلة ومتابعة جادة على مدى ثلث قرن من الزمن، خلصتُ إلى قناعة راسخة خلاصتها أن العلمانيين العرب صنفان: صنف يضم المنحدرين من جذور مسلِمة (سنية) وفيهم من أعمى الله بصيرته فمرد على الانبهار بالغرب فما يُحلَّه الغرب حلال وما يُحرِّمه الغرب حرام، وفيهم حمقى وأرباع متعلمين يسهل خداعهم والضحك على عقولهم الصغيرة، وصنف ينتمي إلى الأقليات الدينية الجاحدة لمئات السنين من سماحة المسلمين معهم إلى حدود التفريط والسذاجة.

ونظريتي المبنية على عشرات الشواهد الحية بالأسماء، تقوم على رصد فرق جوهري بين الصنفين، فالصنف الأول صادق في انسلاخه من دينه كلياً أو جزئياً -بحسب مستوى علمنته ما بين ملحد زنديق ومأفون لا يدرك تناقض العلمانية مع الإسلام تناقضاً مطلقاً-، وأما أبناء الأقليات فالأكثرية الساحقة منهم، لا تعني لها العلمانية سوى مركب متاح لتحطيم الأكثرية المسلمة بامتطاء زنادقتها وحمقاها.

وفي عجالة كهذه؛ تكفي الإشارة إلى أن جميع الدعوات الهدَّامة منذ مئة سنة وأكثر، نهض بها أبناء الأقليات، لأن جهرهم بحقدهم الطائفي سوف ينبِّه المسلمين الغافلين ويحشدهم في مواجهة خطر جلي يهدد استقرارهم -وربما وجودهم-، بدءاً من رفع نصارى الشام فرية القومية العربية ستاراً للتآمر على دولة الخلافة العثمانية، مروراً بحزب البعث الذي أنشأه ميشيل عفلق، والحزب السوري القومي الذي أسّسه نصراني آخر هو أنطوان سعادة، والحزب الشيوعي المصري بزعامة اليهودي الصهيوني هنري كورييل!

ونحن في الوقت الحاضر أمام حالة نموذجية تُبرهِن عن صحة النظرية مجدداً.

هنالك مُعَارِضٌ سوري اسمه نزار نيوف، نصيري، خرج من سوريا منذ سنوات قبل اندلاع الثورة السورية على طغيان عائلة الأسد، وأتاحت له قناة الجزيرة فرصة لم يكن ليحلم بها، عندما حاورتْه، ومنحته شهرة نسبية.

أثار معارضون سوريون كثر علامات استفهام حول نيوف وظروف اعتقاله التي يدَّعيها، إلى درجة اتهامه من بعضهم بأنه صنيعة من صنائع الاستخبارات الأسدية، أو -في الأقل- محسوب على أحد أجنحة النظام في مرحلة الصراع على وراثة مؤسس النظام المقبور حافظ قبل حسمها لمصلحة ابنه المعتوه الساديّ بشار.

هذا كله لا يعني الزاوية التي نركّز عليها هنا؛ فنيوف الذي دأب على شتم النظام، أصبح بعد الثورة الشعبية يتولى مهمة التشكيك في جميع فصائل الثورة السياسية منها والعسكرية على حدٍ سواء.

وهنا باتت الشكوك في تبعيته للعصابة النصيرية الأسدية أقوى وذات وجاهة معقولة؛ ثم زاد الطين بلة -كما يقال- فصار يزعم أنه ملحد، لكنه تخصص في مسعى فاشل لنفي حقيقة ساطعة يعرفها جميع السوريين، تعاني منها أغلبيتهم وتستفيد منها طفيليات العصابة النصيرية المتسلطة، وهي طائفية النظام التي باتت علنية يبثها في مقاطع فيديو يسرِّبها للترهيب، وإن كانت قد اعترفت بها وتحدثت عنها كتبٌ أعدَّها رجال استخبارات غربية حتى قبل مهلك الطاغية الأكبر حافظ مثل باتريك سيل!

فكل من يفضح طائفية النظام النصيري هو عند نيوف الطائفي المتخفي من جماعة الإخوان المسلمين! ويخص عبد الحليم خدَّام بالقسط الأكبر من شتائمه لمجرد أن هذا ينحدر من أصول مسلمة!

وإلا فكيف لمن بلغت به العلمنة المزعومة أحطّ دركاتها -الكفر بالخالق عز وجل- أن يتخصص في شتم الإسلام بقوله الفاجر الكاذب -عليه من الله ما يستحق-: "إلا إذا كان إسلام "أبو هريرة" الذي عزله الخليفة عمر عن ولاية "البحرين" لأنه حرامي ولص، ومنعه من رواية الحديث لأنه كذاب. ولكم أن تتصوروا صدقية أمة تأخذ نصف دينها عن شخص حرامي عزله الخليفة بسبب لصوصيته، ومنعه من رواية الحديث لأنه كاذب"! قاتله الله على كذبه وكفره معاً.

ويجحد الكذاب الأشر نيوف ما فضحته كتب النصيرية التي كشفها مستشرقون ومتمردون على دينهم الخرافي الوثني، فيتهم كل من يذكر شيئاً منها بأنه سني طائفي! ونسي الأرعن أنه يعترف بنفسه بأنه لم يتسلم أسرار دينه، وهي الأسرار الأولية وأما الإسرار العليا فشأن يخص الكهنة الذين يسيطرون على قطيعهم سيطرة مطلقة.

وتأبى الطائفية النجسة المعششة في رأس هذا الزنديق إلا أن تفضحه، فهو يشتم عائلة الأسد، لكنه ينسب إلى المجرم رفعت أسد أن قوات سرايا الدفاع شاركت في مسرحية حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973م؛ مع أن كل السوريين يعرفون أن ذلك كذب محض فسرايا الدفاع كانت طول عمرها أداة لحماية نظام الطاغية في وجه أي انقلاب محتمل، وتخصصت في الاعتداء على السوريين العُزَّل وأعراضهم وممتلكاتهم!

السؤال: متى يصحو المغفلون من أبنائنا المنخدعين بكذبة العلمانية العربية التي تضيف إلى ضلال العلمانية الغربية داء الدجل والتآمر على الأمة وإخفاء العُقَد النفسية لدى المجرمين من أبناء الأقليات؟

ومتى يُميِّز إعلاميونا -ونعني المهنيين الجادين منهم- بين الصحة والورم؟

ــــــــــــــــــ

مهند الخليل | 4/5/1435 هـ