المغالطة بمصطلح (الإنسانية) في حوار الأديان

منذ 2014-03-13

فمع ما في المصطلحات من فائدة كبيرة في كونها وسائل للتفاهم بأقصر طريق وأوضح دلاله وأقل مجهود مادامت مقيدة بالكتاب والسنة كما رأينا ذلك عند علماء الأصول والأحكام إلا أنها ظُلمت عند قوم تلاعبوا بها ووظفوها اليوم في التلبيس على الناس وإضلالهم فشوهوا بها الحق وزينوا بها الباطل.

الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:

فمع ما في المصطلحات من فائدة كبيرة في كونها وسائل للتفاهم بأقصر طريق وأوضح دلاله وأقل مجهود مادامت مقيدة بالكتاب والسنة كما رأينا ذلك عند علماء الأصول والأحكام إلا أنها ظُلمت عند قوم تلاعبوا بها ووظفوها اليوم في التلبيس على الناس وإضلالهم فشوهوا بها الحق وزينوا بها الباطل. يصف هذا التلاعب الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله فيقول:

"إن ظلم الكلمات بتغيير دلالتها كظلم الأحياء بتشويه خلقتهم، كلاهما منكر، وكلاهما قبيح، وإن هذا النوع من الظلم يزيد على القبح بأنه تزوير للحقيقة، وتغليط للتاريخ وتظليل للسامعين، ويا ويلنا حين نغتر بهذه الأسماء الخاطئة، ويا ويح تاريخنا إذا بُنِيَ على هذه المقدمات الكاذبة" (مجلة البيان العدد [140]، [ص:112]).

والمصطلحات إذا لم تحرّر ولم تضبط فإنها تؤدي إلى انحراف في الفهم والإفهام (والمصطلحات) من أشد العناصر الثقافية أثراً وفتكاً في ثقافات الشعوب. ومع أن (المصطلح) لا يتجاوز كلمه أو كلمتين أو ثلاث ولا تتعدى ذلك إلا نادراً إلا أن هذه الكلمة قادرة على أن تفرغ العقول والقلوب وتملأها

والمصطلح باختصار هو (حبة) أو (جرعة) سحرية، يتناولها فرد أو جماعة؛ فتحول اتجاه تفكيره أو تفكيرهم من جهة إلى جهة إن لم تفقده التفكير أصلاً.

ومن هنا تأتي ضرورة إلمام المسلم بميزان الكتاب والسنة المبرّأ من الخلل والشطط لأنه هو الذي يؤهله ليكون أبعد الناس عن الانسياق وراء الشعارات والمصطلحات المضللة مهما كان بريقها ومهما كان مكر الأعداء في التلاعب بها وعرضها في قوالب مزخرفة.

وفي واقعنا المعاصر يظهر لنا خبث أعداء هذا الدين من الكفار والمنافقين وذلك في التلاعب بالمصطلحات والتلبيس على الناس بها واستخدموا في ذلك وسائل الإعلام المختلفة التي يتحكمون بها والتي ما تفتأ تبدئ وتعيد في طرح المصطلحات الغامضة والتلاعب بها في إضلال الناس وغسل أدمغتهم وجعلها مع الوقت والتكرار أمراً مسلماً ومقبولاً لا يحتمل النقاش.

ومن هذه المصطلحات المضللة مصطلح (الإنسانية) والذي يكثر طرحه هذه الأيام والدعوة إليه في حوار الأديان والحضارات! فما حقيقة هذه الدعوة المضللة، وما أهدافها؟ لقد كتب الأستاذ محمد قطب حفظه الله تعالى ومنذ ما يزيد على العقدين من الزمن عن هذه النحلة وكأنه يتحدث عن واقعنا المعاصر أنقل منها بعض المقتطفات لتتضح حقيقة هذه الدعوة:

يقول وفقه الله تعالى:

"الإنسانية -أو العالمية كما يدعونها أحياناً- دعوى براقة، تظهر بين الحين والحين، ثم تختفي لتعود من جديد! يا أخي! كن إنساني النزعة. وجه قلبك ومشاعرك للإنسانية جمعاء، دع الدين جانباً فهو أمر شخصي، علاقة خاصة بين العبد والرب محلها القلب، لكن لا تجعلها تشكل مشاعرك وسلوكك نحو الآخرين الذين يخالفونك في الدين، فإنه لا ينبغي للدين أن يفرق بين البشر، بين الإخوة في الإنسانية! 

تعال نصنع الخير لكل البشرية غير ناظرين إلى جنس أو لون أو وطن أو دين! دعوى براقة كما ترى. يُخيل إليك حين تستمع إليها أنها تدعوك للارتفاع فوق كل الحواجز التي تفرق بين البشر على وجه الأرض. تدعوك لترفرف في عالم النور. تدعوك لتكون كبير القلب، واسع الأفق، كريم المشاعر. تنظر بعين إنسانية وتفكر بفكر عالمي، وتعطي من نفسك الرحبة لكل البشر على السواء، بدافع الحب الإنساني الكبير!

إن أُناساً قد يخدعون بدعوى الإنسانية لما فيها من بريق، فيؤمنون بها أو يدعون إليها غافلين عن الحقيقة التي تنطوي عليها. وقد لا يصدقون أصلاً أنها دعوى إلى التحلل من الدين يبثها الشياطين في الأرض لأمر يراد.

فلنصدق مؤقتاً أنها دعوى مخلصة للارتفاع بالإنسان عن كل عصبية تلون فكره أو سلوكه أو مشاعره، ليلتقى بالإنسانية كلها لقاء الصديق المخلص الذي يحب الخير للجميع.

فلنصدق ذلك في عالم الأحلام، فما رصيد هذه الدعوى في عالم الواقع؟!

ما رصيدها في العالم الذي تجتاحه القوميات من جانب، والعصبيات العرقية والدينية والسياسية والاجتماعية من كل جانب؟

فلنأخذ مثالاً واحد من العالم المعاصر من المعاملة التي يلقاها المسلمون في كل مكان في الأرض يقعون فيه في حوزة غير المسلمين، أو في دائرة نفوذهم من قريب أو من بعيد.

فلننظر إلى "الإنسانية" التي يعاملون بها و"السماحة" التي يقابلون بها، "وسعة الصدر" و"حب الخير" الذي ينهال عليهم من كل مكان!

هذه فلسطين ظلت أربعة عشر قرنا من الزمان أرضاً إسلامية. ثم جاء اليهود ليقيموا عليه دولة يهودية. ولم يستنكر أحد من "الإنسانيين" طرد السكان الأصليين وإجلاءهم عن أرضهم بالقنابل والمدافع، بل بشق بطون الحوامل والتلهي بالتراهن على نوع الجنين كما فعلت العصابات اليهودية التي كان رأس إحداهما مناحم بيجن. وإنما استنكرت من المسلمين أن يطالبوا بأرضهم، وألا يخلوها عن طيب خاطر للغاصبين!

ويطول الأمر بنا لو رحنا نستعرض أحوال المسلمين الواقعين في قبضة المسلمين، أو الذين يتعرضون لعدوان غير المسلمين في كل مكان في الأرض. في روسيا الشيوعية التي قتلت ما يقرب من أربعة ملايين من المسلمين وفي يوغسلافيا التي قتلت ثلاثة أرباع مليون منهم وفي أفغانستان التي تستخدم فيها الأسلحة المحرّمة "دولياً" و"قانونياً" و"إنسانياً! -ومثل ذلك في العراق والصومال-" وفي أوغندا، وفي تنزانيا، وفي.. وفي.. وفي.. وفي..

فما بال "الإنسانيين" ما بالهم لا يتحركون؟! ما بالهم لا يصرخون في وجه الظلم الكافر الذي لا قلب له ولا ضمير؟!

إنما توجه دعوى "الإنسانية" فقط ضد أصحاب الدين!

فمن كان متمسكاً بدينه فهو "المتعصِّب" "ضيّق الأفق" الذي يفرق بين البشر على أساس الدين، ولا يتسع قلبه "للإنسانية" فيتعامل معها بلا حواجز في القلب أو في الفكر أو في السلوك!

أو قل على وجه التحديد إن الذين يحاربون اليوم بدعوى "الإنسانية" هم المسلمون!

يحاربون بها من طريقين، أو من أجل هدفين:

الهدف الأول: هو إزالة استعلاء المسلم الحق بإيمانه الناشئ من إحساسه بالتميز عن الجاهلية المحيطة به في كل الأرض وهدم عقيدة الولاء والبراء، لكي تنبهم شخصيته وتتميع.

والهدف الثاني: هو إزالة روح الجهاد من قلبه.. ليطمئن الأعداء ويستريحوا!

فباِسم الإنسانية يقال للمسلم الحق: يا أخي لا تعتزل الناس! إن الإنسانية كلها أسرة واحدة، فتعامل مع الأسرة كفرد منها، ولا تميز نفسك عنها!

وشارك في النشاط "الإنساني" ومظاهر الحضارة الإنسانية. تلك هي القضية! إن تمسك المسلم بإسلامه شيء يغيظ الأعداء الإسلام بصورة جنونية. ولا يهدأ لهم بال حتى يذهبوا عنه ذلك التمسك ويميعوه ومن وسائل ذلك كما أسلفنا دعوى الإنسانية والعالمية فإذا تميع بالفعل، ولم تعد له سمته المميزة له، احتقروه كما احتقرت أوروبا الأتراك بعد أن أزال اتاتورك إسلامهم و"فرنجهم" و"غربهم"!

بينما يقول أحد المبشرين في كتاب "الغارة في العالم الإسلامي" إن أوروبا كانت تفزع من "الرجل المريض" (وهو مريض) لأن وراءه ثلاثمائة مليون من البشر مستعدون أن يقاتلوا بإشارة من يده وهذا النص الأخير يدخل بنا إلى النقطة الثانية أو الهدف الثاني من استخدام دعوى "الإنسانية" في محاربة المسلمين.

إن أشد ما يخشاه أعداء الإسلام من الإسلام هو روح الجهاد الكامنة فيه!

(ودعوى الإنسانية) من أسلحة الحرب الموجهة ضد روح الجهاد عند المسلمين.

يا أخي! لقد تغيرت الدنيا! لا تتكلم عن الجهاد! أو إن كنت لا بد فاعلاً فتكلم عن الجهاد الدفاعي فحسب! ولا تتكلم عنه إلا في أضيق الحدود! فهذا الذي يتناسب اليوم مع "الإنسانية المتحضرة"! لقد كانت للجهاد ظروف تاريخية وانقضت! أما اليوم فقد أصبحت الإنسانية أسرة واحدة! وهناك قانون دولي وهيئات دولية تنظر في حقك وتحل قضاياك بالطرق "الدبلوماسية"! فإذا فشلت تلك الهيئات في رد حقك المغتصب فعندئذ لك أن تقاتل دون حقك ولكن لا تسمه جهاداً! فالجهاد قد مضى وقته! وإنما سَمِّه دفاعاً عن حقوقك المشروعة!

أما نشر الدعوة فإياك أن تتحدّث فيه عن الجهاد! هناك اليوم وسائل "إنسانية" لنشر الدعوة فاسلكها إن شئت. هناك الكتاب والمذياع والتلفاز والمحاضر والدروس. إياك أن تتحدث عن الجهاد فتكون مضغة في أفواه المتحضرين!

إن الإسلام صريح في توجيه أتباعه إلى التميز عن أحوال الجاهلية، التميز بنظافة السمت ونظافة الأخلاق ونظافة السلوك، والاستعلاء بالإيمان على كل مصدر ليس إسلاميا أو متعارض مع الإسلام، حتى لو لحقت بهم هزيمة مؤقتة أو ضعف طارئ: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران:139].

ومصدر التميز هو الإحساس بأنهم على الهدى وغيرهم على الضلال، وأن المنهج الذي يعيشون به هو المنهج الأعلى لأنه المنهج الرباني، والذي يعيش عليه غيرهم هو المنهج الأدنى لأنه منهج جاهلي. فهو ليس تميزاً مبنياً على الجنس ولا اللون ولا الجاه ولا الغنى ولا القوة ولا أي معنى من المعاني الأرضية التي تعتز بها الجاهلية وتستعلي بها على الناس. إنما التميز المستمد من معرفة المنهج الرباني و إتباعه" أ. هـ (مذاهب فكرية معاصره [ص:510-524] باختصار وتصرف يسير).

ومن شبه الداعين إلى الإنسانية كهدف لحوار والحضارات قولهم إن حوار المسلمين مع أهل الديانات الأخرى ليس حوار عقائد وإنما هو حوار على القواسم المشتركة المتفق عليها بين الجميع كخلق التسامح والعدل ومحاربة الظلم ونشر السلام والقيم الفاضلة. ولا يخفى ما في هذا الكلام من غباء ومغالطة ومخالفة لبدهيات العقل والشريعة.

أي عدل وأي أخلاق فاضلة يُطمع فيها من الكفار الذين كفروا بربهم فهم بين ملحد دهري أو مشرك مؤمن بعقيدة التثليث وتأليه عيسى علي السلام. أي عدل وخلق يطلب من الكفار الصليبيين الذين قتلوا الملايين من المسلمين وشردوهم وسجنوهم وحاصروا بلدانهم حتى مات مليون طفل من حصارهم في العراق وغزة وغيرهما. إن من كفر بالله عز وجل قد وقع في الظلم الأعظم وعليه فلا يتوقع من هذه حاله، إلا الظلم والأخلاق الرذيلة والاستبداد والطغيان قال الله عز وجل: {وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الأنفال:17]، والواقع شاهد بذلك إن من يرجوا سلاماً أو عدلاً أو أخلاقاً طيبة من الكفار كمن يستنبت بذوراً في الهواء أو يحرث في البحر.

إنه لا شيء يضبط السلوك الإنساني ويزكي النفوس ويأطرها على محاسن الأخلاق وترك سيئها غير توحيد الله عز وجل والخوف منه سبحانه ورجاء ثوابه ومراقبته في السر والعلن والشعور باطلاعه عز وجل على خفايا القلوب ومنحنيات الدروب، وهذا كله لا يأتي إلا بالتربية على التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته ومقتضياتها والتعبد له سبحانه بها مما يكون له الأثر في ظهور أثارها على أخلاق الناس وسلوكياتهم وإذا لم يوجد هذا الشعور وهذه التربية على العقيدة فإنه لا تنفع أي محاولة مهما كانت في تهذيب سلوك الناس، مهما وضع من النظم والقوانين والعقوبات، فغاية ما فيها ضبط سلوك الفرد أمام الناس والقانون فإذا غاب عن أعينهم ضاعت الأخلاق واضطربت القيم، وهذا هو الفرق في علاج انحراف النفس البشرية والمجتمع الإنساني بين منهج الله عز وجل القائم على تربية الناس على العقيدة وبين المناهج الجاهلية البعيدة عن منهج الله عز وجل إن عقيدة التوحيد هي الأصل في إصلاح النفوس والأخلاق وبدونها تفسد الأخلاق والقيم ولو صلحت بعض الأخلاق بدوافع أخرى غير العقيدة كالعادات ورقابة القانون أو المصالح النفعية فإنها لا تدوم بل تزول بزوال المصلحة أو الرقيب.

ويحسن بنا في هذه الوقفة تنبيه المخدوعين من أبناء المسلمين الذين انخدعوا ببعض الأخلاق النفعية التي يجدونها عند الكفار في ديارهم كالصدق في المواعيد والأمانة والوفاء بالعقود، إلى أن هذه الأخلاق لم يكن دافعها الخوف من الله عز وجل ورجاء ثوابه في الدنيا والآخرة وإنما هي أخلاق نفعية مؤقتة يريدون منها مصالحهم الخاصة والدعاية لهم ولشركاتهم ولذلك فإنها لا تدوم معهم وإنما تدور معهم حسب مصالحهم بدليل أن هذه الأخلاق تنعدم ويحل محلها الأخلاق السيئة من الكذب والخداع والظلم والطغيان إذا كانت مصالحهم تقتضي ذلك ومراجعة سريعة للحروب الصليبية لبلدان المسلمين القديم منها والحديث يشهد على ذلك.

أما المسلم المتربي على العقيدة الربانية فأخلاقه ثابتة معه في ليله ونهاره في سِرّه وعلا نيته في سرائه وضرائه في بلده وخارجه.

والحاصل أن الدعوة إلى (الإنسانية) التي تلغي البعد العقدي في علاقة الإنسان بالإنسان إنما هي دعوة مضلله مؤداها أهداف خطيرة من أهمها:

1- الخطر على عقيدة التوحيد التي صلبها الولاء لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين والبراءة والبغض للشرك والمشركين، ونتيجة هذا الخطر التهوين من الكفر وأهله والكف عن ذكرهم بسوء في عقيدتهم وأفكارهم، والمساواة بين المسلم الموحد والكافر الملحد.

2- إعادة النظر في مناهج التعليم والإعلام في بلدان المسلمين وحذف كل ما يشير إلى عداوة الكافر ومجاهدته في سبيل الله عز وجل، وقد بدأ هذا بالفعل في كثير من بلدان المسلمين.

3- المطالبة بفتح الكنائس والمعابد الوثنية في بلدان المسلمين ولا سيما في جزيرة العرب.

4- هذه الدعوة طريق يُمهِّد إلى تطبيع العلاقات مع اليهود والاعتراف بدولتهم على تراب فلسطين.

5- فتح المجال للتنصير في بلدان المسلمين أسوة بالمراكز الإسلامية في ديار الكفار.

6- حرية التدين وتغيير الدين وحرية الرأي والتفكير ولو كان بالإلحاد وسبّ الدين وهذا مما يفرح به الزنادقة من الليبراليين والعلمانيين ويغتنموه في مزيد من الإفساد وبث الشبهات والشهوات.

7- محاصرة التوجه السلفي المستعصي على هذه الأطروحات المضللة والتمسك بأصول السلف وعقيدتهم في التوحيد والموالاة والمعاداة عليها ورميه بشتى التهم والسعي لاحتوائه بالترغيب أو الترهيب وإن لم يجد ذلك فبالتصفية والزج بأهله في غياهب السجون.

8- ومما يزيد الأمر خطورة ويشير إلى قوة المكر في هذه الدعوات تبني بعض الإسلاميين من بعض الدعاة وطلبة العلم لهذه الدعوة ومباركتها ولا ندري هل هذا جهل منهم أو مجاملة ومصانعة لمن يتبناها وينادي بها من وجهاء الناس وكبارهم؟!

وأيّاً كان أحد الأمرين فإنه مصيبة وإن كان بعض المصائب أهون من بعض.

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ.

نسأل الله عز وجل أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق وأن يثبتنا عليه والحمد لله ربّ العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

 

عبد العزيز بن ناصر الجليل