من الشمائل والصفات المحمدية - الكرم

منذ 2014-03-18

الكرم كان شيمة وصفة ملازمة لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم حيث كان أكثر الناس كرمًا وأجودهم بالخير؛ فقبلَ بعثتِه كان النبي صلى الله عليه وسلم مشهورًا بكرمه الشديد، لا سيما مع الفقراء والضعفاء والأيتام، وكان من أكثر الناس كرمًا مع ضيوفه، وكان يُشارِك الناس ويُعينهم فيما يصيبهم من خير أو شر.

الكرم كان شيمة وصفة ملازمة لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم حيث كان أكثر الناس كرمًا وأجودهم بالخير؛ فقبلَ بعثتِه كان النبي صلى الله عليه وسلم مشهورًا بكرمه الشديد، لا سيما مع الفقراء والضعفاء والأيتام، وكان من أكثر الناس كرمًا مع ضيوفه، وكان يُشارِك الناس ويُعينهم فيما يصيبهم من خير أو شر.

فعندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وجاء إلى زوجته خديجة رضي الله عنها وحكى لها ما حدث، قالت له: "كلا، والله لا يُخزيك الله أبدًا؛ إنك لتَصِل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق"[1].

ومعنى تَحمِل الكلَّ: أي تتحمَّل أثقال الفقراء والضعفاء والأيتام بالإنفاق عليهم وإعانتهم بالمال، أما تكسب المعدوم، فتعني: أنك تتبرَّع بالمال لمن لا يجده، وتَقري الضيف معناها: أنك تُكرم ضيوفك، وأما معنى تُعين على نوائب الحق: أي تُعين الناس فيما يصيبهم من خير أو شر.

أما بعد بعثته، فكان النبي صلى الله عليه وسلم أكرم الناس وأكثرهم جودًا، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارِسه القرآن، فلرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المُرسَلة"[2].

وقد تعدَّدت المواقف الدالة على الكرم في حياته صلى الله عليه وسلم عمومًا مع كل الناس، حتى إنه كان يكرم أعداءه ومُحاربيه.
فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأَسرى في غزوة بدرة وأمر بإكرامهم وحسن تعامل الصحابة معهم؛ روى ابن هشام نقلاً عن ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل بالأسارى فرَّقهم بين أصحابه، وقال: «استوصوا بالأسارى خيرًا».

وكان أبو عزيز بن عمير بن هاشم أخو مصعب بن عمير في الأسارى، فقال أبو عزيز: وكنتُ في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر، فكانوا إذا قدَّموا غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر؛ لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بنا، ما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز إلا نفحَني بها، فأستحيي فأرُدّها على أحدهم فيردها عليَّ ما يمسُّها[3].
وكان الخبز لديهم أجود من التمر؛ لكثرة التمر عندهم، وقلة الطحين والخبْز.

إيهاب كمال أحمد

[1] البخاري (3)، ومسلم (231).
[2] البخاري (5)، مسلم (4268).
[3] سيرة ابن هشام (2: 625)، البداية والنهاية (3: 73، 74).

المقال السابق
الشجاعة
المقال التالي
العدل