عربستان... جرح مفتوح

منذ 2014-04-02

في الذكرى الثامنة لانتفاضة الشعب العربي الأهوازي في عربستان التي قامت عام 2005م نحاول تذكير أمتنا العربية بأن لها أرض مُغتصبة من قبل الإمبراطورية الفارسية التي تحاول إعادة كبريائها الجريح، والثأر من العرب الذين جاؤوها مسلمين وحطموا إيوان كسراها، وأطفئوا نار كفرها ليضيء بعدها نور الإسلام بقاع المعمورة، وبالتزامن مع احتلال فلسطين عام 1948م والذي يصادف منتصف مايو المقبل تأتي ذكرى مؤلمة أخرى وهي الــ88 لاحتلال إقليم عربستان أو الأهواز من قبل إيران في عهد الأمير خزعل بن جابر الكعبي حتى عام 1925م..

في الذكرى الثامنة لانتفاضة الشعب العربي الأهوازي في عربستان التي قامت عام 2005م نحاول تذكير أمتنا العربية بأن لها أرض مُغتصبة من قبل الإمبراطورية الفارسية التي تحاول إعادة كبريائها الجريح، والثأر من العرب الذين جاؤوها مسلمين وحطموا إيوان كسراها، وأطفئوا نار كفرها ليضيء بعدها نور الإسلام بقاع المعمورة، وبالتزامن مع احتلال فلسطين عام 1948م والذي يصادف منتصف مايو المقبل تأتي ذكرى مؤلمة أخرى وهي الــ88 لاحتلال إقليم عربستان أو الأهواز من قبل إيران في عهد الأمير خزعل بن جابر الكعبي حتى عام 1925م..

ومنذ ذلك التاريخ وأصبح للمسلمين -والعرب منهم خاصة- جرحان جرح في فلسطين وجرح في إقليم عربستان حيث عانت فلسطين من التهويد وسلب الأراضي، وبناء المستوطنات لتهويد أرضها وطمس حضارة أهلها والمعالم الإسلامية فيها، وعان كذلك الشعب العربي في عربستان من سلب سيادته الوطنية ومصادرة أراضيه وطمس حضارته الثقافية وهويته العربية، سواء في عهد الملكية في إيران أو العهد الجمهوري وبالرغم من تناقض الأفكار بين الشاه العلماني الذي دعمه الغرب والشيعي الجمهوري، إلا أن العداء للعرب لم يختلف بينهم.

ففي تقرير نشره الكاتب يوسف عزيزي يؤكد أن إيران اعتقلت 300 عربي في الإقليم الذي يوصف بـ(خوزستان) بالفارسية منذ مارس الماضي وحتى الآن، وبحسب الكاتب فقد قامت إيران بذلك حتى تكبح جماح أي مظاهرات في مدن الإقليم في ذكرى احتلالها للإقليم، وقمعها للثورة الشعبية التي قامت عام 2005م، وتستهدف السلطات الإيرانية في تلك الاعتقالات غالبًا قادة الرأي والنخب المؤثرة والمثقفة والشعراء والمعلمين والنشطاء السياسيين وأشخاص عاديين، ولم يسلم من ظلمها حتى الأطفال.

ووفقًا لإحصاءات إيرانية يحتل إقليم عربستان المرتبة الأولى في الإعدامات السنوية في إيران، وهناك أحكام إعدام صدرت بحق عدة مجموعات عربية أهوازية لا ذنب لها غير مطالبتها بحقوقها اللغوية والثقافية والسياسية! في منتصف إبريل عام 2005م هبت ثورة عارمة للشعب العربي في عربستان ضد رسالة خرجت باسم مدير مكتب الرئيس السابق محمد خاتمي المدعو: (محمد علي أبطخي) تنص على ضرورة تغيير النسيج الديموغرافي للشعب العربي في إقليم عربستان، ووجهت تلك الثورة بالقمع، وقتل نحو 50 شخصًا واعتقال المئات، وعمت المظاهرات والاحتجاجات مدن الحميدية والحويزة والخفاجية وميناء معشور، واستمرت لمدة عشرة أيام، وتطلب الرسالة من مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية على اتخاذ إجراءات كفيلة بتشجيع الهجرة إلى الإقليم من قبل غير العرب، وتشجيع العرب بالهجرة إلى الأماكن الأخرى..

وتعد فكرة تهجير العرب والاستيلاء على الإقليم إلى المفكر الفارسي (عاش ميرزا آقاخان الكرماني) التي قدمها للنظام القائم في بلاده في بداية القرن التاسع عشر، ويعتقد أنه قابل في أسطنبول (ثيودور هيرزل) مؤسس الحركة الصهيونية وصاحب فكرة تأسيس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، ولا يستبعد لقاء هرزل بالكرماني أو تأثره بما كتبه الأخير حول: (ابتياع عربستان) لتنفيذ خطته الرامية إلى تهجير اليهود إلى فلسطين.

وتسعى إيران للسيطرة على الإقليم لتمتعه بثروات مائية ونفطية ضخمة، حيث صادر الرئيس السابق (هاشمي رفسنجاني) في أواخر الثمانينات 250 ألف هكتار من أراضي الفلاحين العرب على ضفتي نهر كارون، بدءاً من مدينة (تستر) وانتهاءً بمدينة (المحمرة)، وقتل خلال تنفيذ هذه الجريمة العشرات واعتقل المئات من العرب، وكانت غاية المشروع تحويل القرويين العرب إلى سكان في منازل الصفيح داخل المدن لتفريسهم. 
وبحسب الناشط الأحوازي (يوسف عزيزي) فإن أهم مستوطنتين أقامتهما إيران في الإقليم لغير العرب المهجرين من المدن الإيرانية الأخرى تسميان بلدة (شيرين شهر) الواقعة بين مدينتي الأهواز وعبادان، وبلدة (رامين) بالقرب من مدينة ملاثاني العربية.

 

أحمد أبو دقة

المصدر: مجلة البيان