العدل في واحة الشعر

منذ 2014-04-02

عليك بالعدلِ إن وُلِّيت مملكةً.. واحذرْ مِن الجوْرِ فيها غايةَ الحذر.. فالملك يبقَى على عدلِ الكفور ولا.. يبقَى مع الجوْرِ في بدو ولا حضر.

زمامُ أُصولِ جميع الفضائلِ *** عدلٌ وفهمٌ وجُودٌ وباسُ
فمِن هذه رُكِّبت غيرُها فمَن *** حازها فهو في الناس رأسُ
كذا الرأسُ فيه الأمورُ التي *** بإحساسها يُكشفُ الالتباسُ

(الأخلاق والسير في مداواة النفوس، ص:85).

وقال الزمخشري: "قدم المنصور البصرة قبل الخلافة، فنزل بواصل بن عطاء، فقال: أبيات بلغتني عن سليمان بن يزيد العدوي في العدل، فمرَّ بنا إليه، فأشرف عليهم من غرفة، فقال لواصل: من هذا الذي معك؟ قال: عبد الله ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، فقال: رحب على رحب"، الرحب: السعة (انظر: لسان العرب لابن منظور: [1/ 414])، وقرب إلى قرب، فقال: "يحب أن يستمع إلى أبياتك في العدل"، فأنشده:

 

حتَّى متى لا نرَى عدلًا نُسَرُّ به *** ولا نرَى لِوُلاةِ الحقِّ أعوانا
مستمسكين بحقٍّ قائمين به *** إذا تلَّون أهلُ الجوْرِ ألوانا
يا للرجالِ لدَاءٍ لا دواءَ له *** وقائدٍ ذي عمَى يقتادُ عُميانا

(ربيع الأبرار: [3/391-392]).

وقال آخر:

أدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ *** واعدلْ ولا تظلمْ يطيب المكسبُ

(مجموعة القصائد الزهديات للسلمان: [2/481]).

وقال أبو الفتح البستي:

عليك بالعدلِ إن وُلِّيت مملكةً *** واحذرْ مِن الجوْرِ فيها غايةَ الحذرِ
فالملك يبقَى على عدلِ الكفورِ ولا *** يبقَى مع الجوْرِ في بدْوٍ ولا حَضَرِ

(غرر الخصائص الواضحة للوطواط: [1/48]).

وقال آخر:

عن العدلِ لا تعدلْ وكنْ متيقِّظًا *** وحكمُك بين النَّاس فليكُ بالقسطِ
وبالرِّفقِ عاملْهم وأحسنْ إليهمُ *** ولا تبدلنَّ وجه الرِّضا منك بالسَّخطِ
وحَلِّ بدُرِّ الحقِّ جِيد نظامِهم *** وراقبْ إله الخلق في الحلِّ والربطِ

(نسيم الصبا للحسن بن عمر بن الحسن ص:110-111)

المصدر: الدرر السنية