ولادة القمر
ولما عرفت ما تكون القدس، غُرست بين جوانح قلبي، وباتت جزءاً غالياً منه، وسرى حُبها في شراييني، وحينها اختلف الوضع فالأقصى في خطر، أبات ليلي أتجرع آلامها وأرقُب ولادة القمر، ويهجرني نوم المطر، فلياليَّ معدودة يا أيها البشر! تجيء الشمس، فأبتهج لأن القطعة الثمينة من قلبي لم تَمُت و إن كانت تحتضر!
منذ أن خرجتُ من الظلمات الثلاث إلى نور الأرض، يتهادى لمسمعي: الأقصى في خطر، لم أكن أعلم ما الخبر، لكن نفسي كانت تهتز لهول الصور، وحين كبرت، وأصبحت أعي مفهوم الخطر، خشيت على الأقصى هكذا لأنه في (خطر)!
ولما عرفت ما تكون القدس، غُرست بين جوانح قلبي، وباتت جزءاً غالياً منه، وسرى حُبها في شراييني، وحينها اختلف الوضع فالأقصى في خطر، أبات ليلي أتجرع آلامها وأرقُب ولادة القمر، ويهجرني نوم المطر، فلياليَّ معدودة يا أيها البشر! تجيء الشمس، فأبتهج لأن القطعة الثمينة من قلبي لم تَمُت و إن كانت تحتضر!
صرخت عالياً ليضمد أحدهم قلبي، فهكذا اعتدت منذ الصغر، و اهترت حناجري وما كان أحدهم ليقترب فيعرف الخبر، حينها علمت أن الأقصى لم يبت جزءاً مني بل أصبح كله أنا، فاعتني يا نفس بنفسك فكلهم قد غضوا عن الأقصى البصر، فشتاء (السلام) قد أدخلهم في سبات يسمى خذ مما معي و امح الأثر! فارتدوا عباءة الذل، ورضوا أن تكون القدس على هامش السِّيَر وذاقت شعوبهم ألوان القهر!
تمر السنين ويُحرق الأقصى، وتشتعل على إثره النفوس وتدمع المقل، ثم لا يتغير شيء فقد اعتادوا أن يكون في خطر، تنتهك محارمه، تمحق فيه كل معالم القداسة الإسلامية، ويدسوا فيه خزعبلاتهم الهرمة ويُجعل مسرى النبي صلى الله عليه وسلم حرماً لهيكلهم المزعوم، ووأسفاه فقومنا قد ولوا الدبر، تُرى أفلامهم، وموسيقاهم أهم ليتداولوها في محطات الخبر!
لحن التغني على نكسات أمتي يدمي قلبي، ويوجع محبرتي ولا أرتضيه لها، فأنا منها وهي فيّ!
لذلك سأعانق نجوم الفأل، وأظل أنادي يا أمتي الأقصى في خطر، علّ الخير الذي يستوطن قلوبهم يستَعر، فيُري عدو الله من يكونوا أحفاد صلاح الدين و عمر.
وأسبح بأحلام اليوم المنتظر، وأرسم لوحة الأقصى يرفرف عليها علم فلسطين، وفي الأقصى كل المسلمين ساجدين، و نكون نحن الأمة التي تسمع صوت الحجر، وتلبس حلية البِشْر.
تُدهشني الأعاجيب التي تُفعل بأهلي في سوريا وما للحراك الإسلامي من أثر، إلّا بعد أن حدثت مجازر، وأزهقت أرواح ألوف من البشر، لذلك أخشى، على لسان حالي أن يقول يا قومي استيقظوا فالأقصى قد اندثر!
مازال خبر على سطر، فانتفضوا قبل أن يكون خبر ضمن عاجل الخبر.
زيتونة فلسطين
- التصنيف:
- المصدر: