هبي يا ريح الإيمان - النسمة الخامسة - أين الله (5)

منذ 2014-04-09

خرج عبد الله بن عمر إلى مكة فنزل فى بعض الطريق فانحدر عليه راع من الجبل فقال له: يا راع بعنى شاة من هذا الغنم، فقال: إني مملوك. فقال: قل لسيدك أكلها الذئب. فقال: فأين الله؟! فبكى ابن عمر، ثم غدا إلى مولاه فأعتقه، واشترى له الغنم، ومن ترك شيئا لله في الحرام أبدله الله به في الحلال .. عف عن غنمة واحدة، فملكه الله الغنم كله.

نماذج فريدة: 

  1. ابن عمر وراعي الغنم: خرج عبد الله بن عمر إلى مكة فنزل فى بعض الطريق فانحدر عليه راع من الجبل فقال له: يا راع بعنى شاة من هذا الغنم، فقال: إني مملوك. فقال: قل لسيدك أكلها الذئب. فقال: فأين الله؟! فبكى ابن عمر، ثم غدا إلى مولاه فأعتقه، واشترى له الغنم، ومن ترك شيئا لله في الحرام أبدله الله به في الحلال .. عف عن غنمة واحدة، فملكه الله الغنم كله.
     
  2. حياء يقهر الشهوات: كان فتى من أهل المدينة يشهد الصوات كلها مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان عمر يتفقده إذا غلب عنه، فعشقته امرأة من أهل المدينة فذكرت ذلك لبعض نسائها فقالت: أنا أحتال لك عليه فأدخله عليك، فقعدت له فى الطريق فلما مر بها قالت له: أنا امرأة كبيرة في السن لي شاة لا أقوى على حلبها، فهل لك في ثواب الله؟! فدخل الدار فإذا المرأة تراوده عن نفسه فاستعصم، فلما أبى عليها صاحت فاجتمعوا عليها، فقالت إن هذا الرجل دخل علي يراودني على نفسي، فوثبوا عليه فجعلوا يضربونه وأوثقوه وذهبوا به إلى عمر الذي ما إن رأه حتى قال: اللهم لا تخلف ظني فيه، فقصوا عليه الخبر، فالتفت عمر إلى الفتى وقال: اصدقني، فأخبره بالقصة، فقال عمر: أتعرف العجوز إن رأيتها؟ قال: نعم فأرسل عمر إلى نساء جيرانها فجاء بهن فعرضهن عليه، فجعل لا يعرف حتى مرت به العجوز فقال: هذه يا أمير المؤمنين، فعلاها عمر بدرته المباركة وقال: اصدقيني، فقصت عليه كما قص الفتى، فصاح عمر: الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف!!.
     
  3. زواج المبارك مبارك: هو زواج المبارك والد الإمام الحجة شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك، كان عبدا من الرقيق أعتقه سيده، ثم عمل أجيرا عند صاحب البستان، وفي ذات يوم خرج صاحب البستان مع أصحاب له إلى البستان، وقال للمبارك: ائتنا برمان حلو فقطف رمانات فإذا هي حامضة، فقال صاحب البستان: أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟! قال: أنت أنت لم تأذن لي لأعرف الحلو من الحامض، أنت من كذا وكذا سنة تحرس البستان وتقول هذا، وظن أنه يخدعه، فسأل الجيران، فقالوا: ما أكل رمانة واحدة منذ عمل هنا، فقال له صاحب البستان: يا مبارك ليس عندي إلا ابنة واحدة فلمن أزوجها؟ قال المبارك: اليهود يزوجون للمال، والنصارى للجمال، والعرب للحسب، والمسلمون يزوجون للتقوى، فمن أي الأصناف أنت؟! زوج ابنتك للصنف الذي أنت منه، فقال، وهل يوجد أتقى منك ؟! ثم زوجه ابنته، فأنجب منها الإمام المبارك: عبد الله بن المبارك: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لايخرج إلا نكدا} [الأعراف: 58].

ثلاثة دواوين: اعلم أخي المستحي أنه ما من عمل تعمله إلا وتنشر له يوم القيامة ثلاثة دواوين: لم:الله أم الشيطان؟! للدين أم للهوى؟! للجنة أم للنار؟! لإسعاد الملائكة أم لإحزانهم؟! لمعاداة إبليس أم لموالاته؟! فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر.
كيف: فإن كان العمل لله، فكيف يؤدي العمل بقلب حاضر .. أم بغيابه عن ضميرك؟!.
لمن: هل كان مخلصا فى عمله لا يبغي به سوى وجه الله؟ هل أشك في نيته أحد من خلق الله؟ هل راءى بعمله؟ هل سمع بعمله؟!.
أخي الحيي.. أنت مؤمن .. والمؤمن وقاف متأن يقف عند همه، ليس كحاطب ليل.
 

خالد أبو شادي

طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ مُتميّزة

المقال السابق
النسمة الخامسة - أين الله (4)
المقال التالي
النسمة الخامسة - أين الله (6)