العفو والصفح
معنى العفو والصفح لغةً واصطلاحًا، والفرق بين لفظة العفو ومترادفاتها (الغفران، العفو، الذل).
معنى العفو والصفح لغةً واصطلاحًا
معنى العفو لغةً:
العفو مصدر عَفَا يَعْفُو عَفْوًا، فهو عافٍ وعَفُوٌّ، والعَفْوُ هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، وأصله المـحو والطمس، وعفوت عن الحق: أسقطته، كأنك محوته عن الذي عليه (انظر: (لسان العرب) لابن منظور [15/ 72]، (المصباح المنير) للفيومي [2/ 419]).
وقال الخليل: "وكلُّ مَن استحقَّ عُقوبةً فتركْتَه فقد عفوتَ عنه. وقد يكون أن يعفُوَ الإنسان عن الشَّيء بمعنى الترك، ولا يكون ذلك عن استحقاق" ((مقاييس اللغة) لابن فارس [4/ 56]).
معنى العفو اصطلاحًا:
العفو اصطلاحًا: "هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب" ((تحفة الأحوذي) للمباركفوري [6/ 143]).
وقال الراغب: "العفو هو التجافي عن الذنب" ((مفردات ألفاظ القرآن)، ص[574]).
وقيل: "هو القصد لتناول الشيء، والتجاوز عن الذنب" ((التوقيف على مهمات التعاريف) للمناوي، ص [518]).
معنى الصفح لغةً:
الصفح مصدر "صَفَحَ عنه يَصْفَح صَفْحًا: أَعرض عن ذنبه، وهو صَفُوح وصَفَّاحٌ عَفُوٌّ، والصَّفُوحُ الكريم؛ لأنه يَصْفَح عمن جَنى عليه" ((لسان العرب) لابن منظور [2/ 512]).
وذكر بعض أهل العلم أن الصفح مشتق من صفحة العنق؛ لأنَّ الذي يصفح كأنه يولي بصفحة العنق، إعراضًا عن الإساءة (انظر: ((أضواء البيان) للشنقيطي [5/ 487]).
معنى الصفح اصطلاحًا:
الصفح: "هو ترك التأنيب" (انظر: (التوقيف على مهمات التعاريف) للمناوي، ص [457]).
وقيل: "إزالة أثر الذنب من النفس" ((الجامع لأحكام القرآن) للقرطبي [2/ 71]).
الفرق بين لفظة العفو ومترادفاتها
- الفرق بين العفو والصفح:
"العفو والصفح متقاربان في المعنى:
قال الراغب: الصفح: ترك التثريب، وهو أبلغ من العفو وقد يعفو الإنسان ولا يصفح.
وقال البيضاوي: العفو ترك عقوبة المذنب، والصفح: ترك لومه". ويدل عليه قوله تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} [البقرة من الآية:109]، ترقيًا في الأمر بمكارم الأخلاق من الحسن إلى الأحسن، ومن الفضل إلى الأفضل" ((الفروق) لأبي هلال العسكري، ص [362]).
وقال القرطبي: "العفو: ترك المؤاخذة بالذنب. والصفح: إزالة أثره من النفس. صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه" ((الجامع لأحكام القرآن) [2/ 71]).
- الفرق بين العفو والغفران:
"أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب وإسقاط العقاب هو إيجاب الثواب فلا يستحق الغفران إلا المؤمن المستحق للثواب ولهذا لا يستعمل إلا في الله فيقال غفر الله لك ولا يقال غفر زيد لك إلا شاذا قليلًا... والعفو يقتضي إسقاط اللوم والذم ولا يقتضي إيجاب الثواب ولهذا يستعمل في العبد فيقال عفا زيد عن عمرو وإذا عفا عنه لم يجب عليه إثابته" ((الفروق اللغوية) لأبي هلال العسكري، ص [235]).
- الفرق بين العفو والذلِّ:
"أنَّ العفو إسقاط حقِّك جودًا، وكرمًا، وإحسانًا، مع قدرتك على الانتقام؛ فتؤثر الترك رغبة في الإحسان، ومكارم الأخلاق.
بخلاف الذُّل، فإنَّ صاحبه يترك الانتقام عجزًا، وخوفًا، ومهانة نفس، فهذا مذموم غير محمود، ولعل المنتقم بالحق أحسن حالًا منه. قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} [الشورى:39] ((الروح) لابن قيم الجوزية، ص [241]).
- التصنيف:
- المصدر: