هبي يا ريح الإيمان - النسمة التاسعة - الزائر الأخير - (2)
ما أخبار زادك؟! بكم ركعة في جوف الليل أعتقت رقبتك من النار؟! بكم يوم صمته في شدة الحر اتقيت حر جهنم؟! بكم شهوة تركتها ترجو نعيم الأبد؟! أين الزاد الذي يبلغ ؟! أين العمل الذي يصلح؟!.
3. قلة الزاد: قال عزوجل:{وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتى أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتنى إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين} [المنافقون: 10].
تحسر بعض الناس عند موته، فقيل له: ما بك؟! فقال ما ظنكم بمن يقطع سفرا طويلا بلا زاد، ويسكن قبرا موحشا بلا مؤنس، ويقوم بين يدي حكم عدل بلا حجة.
ما أخبار زادك؟! بكم ركعة في جوف الليل أعتقت رقبتك من النار؟! بكم يوم صمته في شدة الحر اتقيت حر جهنم؟! بكم شهوة تركتها ترجو نعيم الأبد؟! أين الزاد الذي يبلغ ؟! أين العمل الذي يصلح؟!.
كان صالح المري كثيرا ما يتمثل هذا البيت من الشعر:
وغائب الموت لا ترجون رجعته *** إذا ذوو سفر من غيبة راجعوا
ثم يبكي ويقول: هو والله السفر البعيد، فتزودوا لمراحله، فإن خير الزاد التقوى، واعلموا أنكم في مثل أمنيتهم، فبادروا الموت واعملوا له قبل حلوله.
4. الإسراف على النفس: المسرفون في المعاصي يخافون القدوم، ويهابون المنون، وأساءوا فخافوا، وعاثوا فهابوا، وماتوا فلاقوا ما كانوا يحذرون.
لاه بدنياه الأيام تنعاه *** والقبر غايته واللحد مثواه
يلهو ولو كان يدري ما أعد له *** إذا لأحزنه ما كان ألهاه
أو ما جنت يده لو كنت تعرفه *** ويلاه مما جنت كفاه ويلاه
خالد أبو شادي
طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ مُتميّزة
- التصنيف: