جذور النهضة في العصر الحديث

منذ 2014-04-17

عرض رسالة جذور النهضة في العصر الحديث

الرسالة هي من سلسلة دُرُوب النهضة والتي تصدرها دار الصفوة للطباعة والنشر بمصر .

تحمل الرسالة التي سوف يتم عرضها رقم (8)من السلسة. والرسالة من ذات الحجم الصغير ولكنها تحوي مفاهيم تربوية ونهضوية ذات قيم عالية .

واحتوت الرسالة على العناوين التالية :-
1- تمهيد.
2- جذور النهضة.
3- تاريخ النهضة.

أهم ما جاء في التمهيد :-

اعتبر الكاتب حفظه الله أن أي حديث عن النهضة أو أي تقدم عمراني لابد أن يكون محوره الإنسان فهو محور التغيير فيقول الكاتب في الصفحة الخامسة "إن أي تقدم عمراني، أو أي حديث عن النهضة لابد أن يبدأ بالإنسان فهو محور التغيير، والجزء الأساسي فيه، وأولى الخطوات في ذلك هي تحريره من أسر الشرك والأوهام والخرافات والأساطير التي تصده عن العلم النافع والتفكير السليم".

ويقول أيضاً "لابد من فك الأغلال التي تحيط بالإنسان وتمنعه من الوصول إلى الغاية التي خلق من أجلها، يجب أن تتاح له الفرصة كي يعرف الحقائق ويعمل بها وهذه هي دعوة الأنبياء، ودعوة ورثة الأنبياء من العلماء الربانيين الذين يتولون أمور الناس ويصلحون شأنهم".
ويقول أيضاً "الدين هو المصدر وهو الطاقة التي تساعد على إنجاز التغيير المطلوب".
ويقول في الصفحة السادسة مُعرّفاً الإصلاح "وهو أن يكون الناس عبيداً لله وليس لأي شيء آخر".

 

جذور النهضة :-

تحت هذا العنوان ذكر الكاتب حفظه الله تاريخ المسلمين الحديث في تجديد أمور الدين والعمل على إحياء ونهضة الأمة ولذلك فقد ذكر الكاتب حفظه الله عدّة نماذج لتجارب حدثت وآتت ثمارها في العالم الإسلامي وأهم ما يميزها هي سنيتها وسلفيتها وهذا ملمح هام قلّ من يتكلم فيه ممن يطرقون موضوع النهضة فذكر الكاتب دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الجزيرة العربية فيقول عن محور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى "التوحيد الذي دعا إليه الشيخ هو أساس الإسلام وقاعدته المكينة، وهو توحيد محرر للإنسان، لأنه ذو مضمون نفسي اجتماعي عميق، فالعقلية الإسلامية التي تستقي من النبع الأول لا تسلم بالصواب المطلق لأي إنسان ولا تعترف بالعصمة لأي فرد غير الأنبياء".

ثم تحدث الكاتب عن آثار دعوة الشيخ خارج حدود الجزيرة العربية فذكر تأثر السلطان محمد بن عبد الله سلطان مراكش، وفي الهند ما قام به الداعية أحمد بن عرفان الشهيد.
وفي اليمن ذكر الكاتب الإمام محمد بن علي الشوكاني، والذي دعا إلى ترك التقليد وهاجمه هجوماً عنيفاً كما هاجم الفساد الإداري المتفشي في عصره. وذكر أيضاً الكاتب العلامة مرتضى الزبيدي وهو الذي أحيا طريقة المحدثين وبعث التراث اللغوي وعلوم العربية . وفي العراق ذكر الآلوسيان، وفي الشام ذكر الشيخ جمال الدين القاسمي والذي كان له دور كبير في تحرير الفكر من التقليد الأعمى والبدع والخرافات وقد حورب وأوذي بسبب منهجه الإصلاحي واتُّهم بأنه يأتي بمذهب جديد.

وفي المغرب ذكر الشيخ محمد بن العربي السملالي وهو داعية إصلاح ديني وأديب من أهل (أدوز) بسوس المغرب تصدى لدفع ما رأى أن الشرع لا يقره وحارب الطرق المنحرفة، أولع بإتقان الصناعات اليدوية. وفي ليبيا ظهر الشيخ محمد بن علي السنوسي وهو من أصل جزائري ورغم اتجاهه الصوفي إلا أنه اهتم بتربية الناس على عدم التقليد واهتم بأمور مهمة من الإصلاح الدنيوي لم يهتم بها غيره من معاصريه مثل الاهتمام بالزراعة والمهن والاستعداد للأعداء.

ثم علّق الكاتب حفظه الله تعالى عن هؤلاء الأعلام كلهم بأنه يجمعهم الاتجاه للإصلاح الحقيقي مع اختلافهم أحياناً في طريقة العرض وقوة التوجه وملاحظة ما حولهم من تدفق الحضارة الغربية ولم يديروا النهضة على سبب واحد.

 

تاريخ النهضة:-

تحت هذا العنوان يذكر الكاتب حفظه الله تعالى الرد على من يذكر أن النهضة بدأت من رفاعة الطهطاوي وخير الدين التونسي، فيقول "واقع الأمر أن الشيخ الطهطاوي وإن كان يريد النهضة إلا أن مشروعه كان مشروعاً تلفيقياً منهزماً أمام ثقافة الغرب وحضارته وهو يمثل الالتحاق بمشروع محمد علي باشا المنفذ لسياسته والتي كانت ترمي لتهميش الأزهر وتسخير كل الإمكانات لصالح عسكرة الدولة".
ويقول أيضاً "وكذلك الذين جاءوا من بعدهم من رجال الإصلاح كالشيخ محمد عبده فقد كانت أعمالهم (ردود أفعال) …وقد أطلق البعض على هذا التيار اسم (الاعتذاريون) وذلك لما يقومون به من تأويل تعسفي لبعض النصوص".

ثم يذكر الكاتب حفظه الله جزئية هامة أختتم بها عرضي لهذه الرسالة وهي العمل الذي يعتبر بداية لبنة قوية في بدايات النهضة فيقول "إن العمل الذي قام به احد المهاجرين من الأندلس في ترجمة كتاب علمي هو لبنة قوية في بدايات النهضة لو أنه أكمل …فقد غادر أسبانيا عام 1598م -1007هـ أحمد بن القاسم الحجري واستقر في المغرب وعمل مترجماً للسلطان أحمد والسلطان زيدان السعديان واتصل في تونس بأحد كبار العسكريين الأندلسيين الضابط في البحرية الأسبانية الرئيس إبراهيم بن غانم، وكان من الخبراء في المدفعية وقام أحمد بن قاسم بترجمة كتاب أعدّه الرئيس ابن غانم باسم (العزة والرفعة والمنافع للمجاهدين في سبيل الله بالمدافع ) وقد لعب هذا الكتاب دوراً كبيراً في تدعيم سلاح المدفعية في بلاد المغرب في مواجهة الأسطول الأسباني عندما بدأ يغير على السواحل الإسلامية".

وفي النهاية أنصح بقراءة هذه الرسالة الهامة في هذه القضية وتنبع أهميتها من وجهة نظري في صغر حجمها وسهولة اللغة التي تتحدث بها فضلاً عن معالجة قضية النهضة بمنظور سني واضح المعالم .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .


أ.د. محمـــد بن سليمــــان العبـدة من مواليد سورية، تخرج من جامعة دمشق كلية الحقوق- حصل على الدكتوراه في التاريخ الإسلامي من جامعة جلاسكو- بريطانية، رئيس تحرير مجلة البيان- سابقاً عمل في التدريس لفترة طويلة، متفرغ في الوقت الحاضر للدعوة والكتابة، يرى أن مشكلة المسلمين تتلخص في طريقة النهوض بالأمة، لذلك كان الاهتمام بالفكر والدعوة والتاريخ والاستفادة من دروسه.

عرض: محمدالمصري .

المؤلف د. محمد العبدة.

محمد المصري

معلم وباحث إسلامي مهتم بالقضايا التربوية والاجتماعية ،وله عديد من الدراسات في مجال الشريعة والعقيدة والتربية الإسلامية.