علو الهمة في واحة الشعر

منذ 2014-04-17

أبيات من روائع الشعر العربي في علو الهمة

قال علي رضي الله عنه:

إذا أظْمَأتْك أكفُّ الرِّجالِ *** كفَتْك القناعةُ شِبَعًا ورِيَّا
فكنْ رُجلاً رِجلُه في الثَّرَى(1) *** وهامةُ هِمَّتِه في الثُّريَّا(2)

 

وقال أيضًا:

ومحترسٍ من نفسِه خوفَ ذلةٍ *** تكونُ عليه حجةٌ هي ماهيَا
فقَلَّصَ بُرْدَيهِ وأفضَى بقلبِهِ *** إِلى البِرِّ والتقوى فنالَ الأمانيا
وجانب أسبابَ السفاهةِ والخَنا(3) *** عفافًا وتنزيهًا فأصبحَ عاليا

وصانَ عن الفحشاءِ نفسًا كريمةً *** أبتْ همةً إلا العُلَى والمعاليا

تراهُ إِذا ما طاشَ ذو الجهلِ والصَّبا(4) *** حليمًا وقورًا ضائنَ النفسِ هاديا(5)

له حِلْمُ كهلٍ في صرامةِ حازمٍ *** وفي العينِ إِن أبصرتَ أبصرتَ ساهيا

يروقُ صفاء الماءِ منه بوجهِه *** فأصبحَ منه الماءُ في الوجهِ صافيا
ومن فضلِه يرعَى ذِمامًا لجارهِ *** ويحفظُ منه العهد إِذ ظلَّ راعيا
صَبورًا على صَرْفِ الليالي ورزئها(6) *** كَتومًا لأسرارِ الضميرِ مُداريا

له هِمَّةُ تعلو على كُلِّ همةٍ *** كما قد علا البَدرُ النجومَ الدراريا(7)

 

وقال المتنبي:

لولا المشقةُ ساد النَّاسُ كلُّهمُ *** الجُودُ يُفقرُ والإقْدامُ قتَّالُ(8)

 

وله أيضًا:

وإذا كانت النفوسُ كبارًا *** تعِبتْ في مُرادِها الأجسامُ(9)

وقال أيضًا:

ولم أرَ في عيوبِ النَّاسِ شيئًا *** كنقصِ القادرين على التَّمامِ(10)

 

وقال ابن هانئ الأندلسي:

ولم أجِد الإِنسانَ إِلا ابن سعيِه *** فمن كان أسعَى كان بالمجدِ أجدرا
وبالهمةِ العلياءِ يرقَى إِلى العُلا *** فمن كان أرقَى هِمَّةً كان أظهرا
ولم يتأخرْ مَن يريدُ تقدمًا *** ولم يتقدمْ مَن يريدُ تأخرا(11)


 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الثَّــرَى: التُّــرَابُ النَّدِيُّ (مختار الصحاح للرازي ص:49، الكشكول للعاملي:2/268، صيد الأفكار لحسين محمد المهدي (2/330).
(2) والثريا: النجم المعروف، وهو تصغير ثروى (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير:1/210).
(3) الخنا: الفحش في القول (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير:2/86).
(4) الصبا: من الصبوة: جهلة الفتوة واللهو (لسان العرب لابن منظور:14/449).
(5) ضائن: لين (لسان العرب لابن منظور:13/252).
(6) صرف الليالي: تواليها وتخالفها (المعجم الوسيط:1/513).
(7) مجمع الحكم والأمثال لأحمد قبش:165)، والدراريا: جمع دري: وهو الثاقب المضيء، (لسان العرب لابن منظور:4/282).
(8) ديوان أبي الطيب المتنبي:ص490.
(9) ديوان أبي الطيب المتنبي:ص261.
(10) ديوان أبي الطيب المتنبي: ص483.
(11) مجمع الحكم والأمثال لأحمد قبش:217.