{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ}
إذا ادلهمَّت الأمور، وضاقت الأحوال، واشتدَّت المِحنة، وتعاظم الكرب، ويأِست النفس، فالهج دائمًا باسم الله اللطيف، الذي لطف عِلمه فأحاط بكل ما دق وجل، والذي يلطف بأوليائه فيُدبِّر لهم من عجائب الأمور ما لا يخطر على البلاء، ويُخرِجهم من الشدائد بلطفٍ عجيب..
ما أجمل أن تقرأ سورة يوسف على مهل وروية، وتتأمَّل مِرارًا ما جرى على هذا الكريم ابن الكرام عليهم جميعًا السلام من مِحن وبلاء ومصائب، وكيف حُسِدَ من إخوته وظلم، وأُلقِيَ في الجب، وبيع بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ثم قدَّر الله له الأسباب وهيأ له المقادير حتى مكَّن له في الأرض وصار عزيز مصر، وجمع الله بينه وبين أبويه وإخوته.
وما أعظم وأجلَّ.. ذلك التعقيب في آخر السورة بعد كل ما جرى من أحداثٍ وأمورٍ جسام: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ} [يوسف من الآية:100]، فلطفه سبحانه كان مُصاحِبًا ليوسف في كل بلاء نزل به، ومن لطف اللطيف جل وعلا أن دبَّر له التدابير العجيبة حتى وصل لغاية التمكين في الأرض، ونصره على كل من عاداه وكاد له وحاول أن يمكر به.
وهكذا: إذا ادلهمَّت الأمور، وضاقت الأحوال، واشتدَّت المِحنة، وتعاظم الكرب، ويأِست النفس، فالهج دائمًا باسم الله اللطيف، الذي لطف عِلمه فأحاط بكل ما دق وجل، والذي يلطف بأوليائه فيُدبِّر لهم من عجائب الأمور ما لا يخطر على البلاء، ويُخرِجهم من الشدائد بلطفٍ عجيب..
فاللهم يا لطيف الطف بنا..!
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: