مقتطفات من الدرر السنية
اتباع الكتاب والسنة لا اتباع آراء الرجال
*عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » (صحيح البخاري؛برقم:13)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد تبين أن الواجب طلب علم ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة، ومعرفة ما أراد بذلك، كما كان عليه الصحابة والتابعون، ومن سلك سبيلهم فكل ما يحتاج إليه الناس، فقد بينه الله ورسوله، بياناً شافياً كافياً، فكيف أصول التوحيد والإيمان؟ ثم إذا عرف ما بينه الرسول، نظر في أقوال الناس وما أرادوا بها، فعرضت على الكتاب والسنة، والعقل الصريح الذي هو موافق للرسول، فإنه الميزان مع الكتاب، فهذا سبيل الهدى.
وأما سبيل الضلال والبدع والجهل - عكس سبيل الهدى - أن تبدع بدعة بآراء رجال وتأويلاتهم، ثم تجعل ما جاء به الرسول تبعا لها، وتحرف ألفاظه وتأويله على وفق ما أصلوه؛ وهؤلاء تجدهم في نفس الأمر لا يعتمدون على ما جاء به الرسول، ولا يتلقون منه الهدى، ولكن ما وافقهم منه قبلوه، وجعلوه حجة لا عمدة، وما خالفهم منه تأولوه، كالذين يحرفون الكلم عن مواضعه، أو فوضوه، كالذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني.
وكثير منهم إنما ينظر في تفسير القرآن والحديث فيما يقوله موافقة على المذهب; وكثير منهم لم يكن عمدتهم في نفس الأمر اتباع نص أصلا، كالذين ذكرهم الله من اليهود الذين يفترون على الله الكذب، وهم يعلمون".
من زاد في الدين بشيء ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم وليس عليه الصحابة والتابعون، فكأنما نقص
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأمر ثلاثة: أمر بين غيه، فاجتنبه، وأمر بين رشده، فاتبعه، وأمر اختلف فيه، فكله إلى الله تعالى ".
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب "أول ما أوصيك به: الالتفات إلى ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله تبارك وتعالى، فإنه جاء من عند الله بكل ما يحتاج إليه الناس، فلم يترك شيئا يقربهم إلى الله وإلى جنته إلا أمرهم به، ولا شيئا يبعدهم من الله، ويقربهم إلى عذابه، إلا نهاهم، وحذرهم عنه; فأقام الله الحجة على خلقه، إلى يوم القيامة; فليس لأحد حجة على الله بعد بعثه محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ قال الله عز وجل فيه وفي إخوانه من المرسلين: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء من الآية:163] إلى قوله: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} [ النساء من الآية:165]".
أبو عمر
- المصدر: