دقائق مع النبي - (9)
اعتداءات على رسول الله صلى الله عليه وسلم- خطوتان هامتان- سجود المشركين-عودة المهاجرين إلى مكة.
(1)
اعتداءات على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولما فشلوا في الإنذار ويئسوا من المساومة ما بقى سوى إيذائه صلى الله عليه وسلم، وتولى ذلك صناديد قريش، فآذاه جيرانه فكانوا يطرحون عليه رحم الشاة وهو يصلى فكان رحيما حليما فيقف على بابه قائلا: «با بني عبد مناف اي جوار هذا؟!» وفتَّ أمية بن خلف اللعين عظاما رميم ونفخها في وجهه الشريف وواعد أبو جهل رفقته ليعفرن وجه محمدا فجاء اللعين يطأ رقبته الشريفة وهو يصلي ففر ناكصا على عقبيه ويتقي
بيديه فقالوا: "مالك؟"، قال: "إن بيني وبينه خندقا من نار، وهولا وأجنحة".
فقال صلى الله عليه وسلم" «لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا».
(2)
خطوتان هامتان
الخطوة الأولى: اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خطوتان إيذاء كل هذه الاحداث المتتالية كان أولها: إنشاء أول مركز للدعوة ومقرا للتربية وهي: "دار الأرقم بن أبي الأرقم" فيجتمع فيها والصحابة سرا يتلوا عليهم آيات الله ويزكيهم.
وبهذا التدبير وقى أصحابه من الكثير من الأحداث التي قد تحدث لو اجتمع بهم جهرا أما هو صلى الله عليه وسلم فكان يدعو إلى الله جهرا بين ظهراني المشركين لا يصرفه عن ذلك ظلم ولا عدوان
الخطوة الثانية: الهجرة الى الحبشة، وكانت الخطوة الثانية في رجب سنة 5 من النبوة حيث هاجر المسلمون الهجرة الأولى إلى الحبشة وكانوا 12 رجل و4 نساء ركبوا سفينة من جدة الى الحبشة حيث الملك العادل الذي لا يظلم أحدا عنده، أما قريش فاسرعوا في طلبهم حتى يلقوا القبض عليهم لكن المسلمين فاتوهم إلى البحر فرجع الكفار خائبين فماذا فعل المشركون؟
(3)
سجود المشركين
هناك حيث قدسية المكان وروعة الآيات التي أخذ يتلوها سيد ولد آدم أمام جمع كبير من كبراء قريش والذين على بلاغتهم وفصاحتهم ظلوا مبهوتين ساكتين تشدهم معجزة الكلم في سورة النجم حتى تلا في خواتم السورة زواجر وقوارع طارت لها القلوب وتلا في الأخير {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}[النجم الآية: 62]، وخرّ صلى الله عليه وسلم ساجدا فما بقى من أحد من القوم إلا سجد. و في هذه الأثناء سمع مهاجري الحبشة بذاك الحادث فماذا كان أثره عليهم وماذا حدث؟
(4)
عودة المهاجرين إلى مكة
لقد كان لسجود المشركين لله الواحد الأحد عند الكعبة أبلغ الأثر في حنين الصحابة المهاجرين الى الحبشة للعودة إلى ديارهم؛ حيث وصلهم الخبر بصورة تختلف عن الواقع فقيل لهم أن قريش أسلمت فرجعوا مستبشرين إلى مكة فلما وصلوا مكة عرفوا حقيقة الأمر فمنهم من رجع إلى الحبشة ومنهم من دخل مكة سرا أو في جوار* أحد من قريش.
ـــــــــــــ
جوار*: أي حمى
اعداد/ رحاب حسّان
- التصنيف:
- المصدر: