حنان وجنان والأظافر الملوّنة

منذ 2014-04-28

يجب أن نعتني بسنن الفطرة ففيها الثواب والجمال، والنظافة، والأناقة، والالتزام بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، لا أن نجري وراء الموضة ونستعرضها في كل مكان..

اتفقت الصديقتان حنان وجنان للملتقى في مكتبة للقراءة في الساعة الرابعة بعد العصر..
كان الجو جميلاً صافيًا، ربيعيًا فما أن وافت الساعة ودقت للرابعة حتى دخلت جنان تنتظر صديقتها حنان
لتدخلا المكتبة معًا، وبعد خمس دقائق وصلت حنان: "السلام عليك ورحمة الله وبركاته، تأخرت عليك خمس دقائق أنا آسفة"، أبدت جنان ضيقها منها وتبرمها عامدة وقالت بابتسامة: "ماذا كنت فاعلة حتى تتأخرين"، ابتسمت حنان قائلة: "انظري، انظري لقد اشتريت مونكير جميل ذو لون وردي ناعم مع بريق فضي رائع".

نظرت جنان ليديّ صديقتها الناعمة ذو البشرة البيضاء، وحدقت في أظافرها الطويلة الملونة اللافتة للنظر من لمعانها ورفعت حاجبيها.. "ما هذا يا حنان؟"، قالت حنان: "ماذا، ألم يعجبك اللون؟"، قالت جنان: "على أي لون تتحدثين، ما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم هكذا، فكيف تصلين؟!"، قالت حنان: "عادي أصلي، وما المانع؟"، قالت جنان متعجبة: "وكيف؟! ألم تسمعي هذه الفتوى من شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله: ما حكم الصلاة بالأظافر الطويلة؟
 

ج: على كل حال لا ينبغي بقاء الأظافر طويلة، فالرسول صلى الله عليه وسلم أمر بقصها، وظاهر الأوامر الوجوب، فالواجب قص الأظافر وقص الشارب ونتف الإبط وحلق العانة، فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي عليه السلام وقت للناس في قص الأظافر" (فتاوى نور على الدرب).

ثم أردفت قائلة: "كيف إذا هي ملونة ومصبوغة، اسمعي لهذه الفتوى: تجوز الصلاة مع وضع الطلاء على الأظافر بشرط أن يوضع بعد الوضوء، فإن انتقض الوضوء فلا بد من إزالة الطلاء عند الوضوء الجديد، ولا يجوز المسح في هذه الحالة، ومن توضأت قبل إزالته وصلّت لم تصح صلاتها، وعليها القضاء ولو في أوقات النهي مع وجوب مراعاة الترتيب.

ويجب عليك حنان يا أن تعتني بسنن الفطرة ففيها الثواب والجمال، والنظافة، والأناقة، والالتزام بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، لا أن نجري وراء الموضة ونستعرضها في كل مكان، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: "وقت لنا رسول الله في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة، أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة" (أخرجه أبو داود، والترمذي، ومسلم، والنسائي)، وأيـضا: قال النبي عليه السلام: «من قلم أظفاره يوم الجمعة وقى من السوء إلى مثلها» (رواه الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها).

وأنكرها الحبيب عليه السلام فقد أخرج البيهقي في (الشعب) من طريق قيس بن أبي حازم قال: "صلى رسول الله صلاة فأوهم فيها، فسئل فقال: «مالي لا أوهم ورفع أحدكم بين ظفره وأنملته»،
ومعناه أنكم لا تقلمون أظفاركم ثم تحكون بها أرفاغكم، فيتعلق بها ما في الأرفاغ من الأوساخ المجتمعة، قال أبو عبيد: أنكر عليهم طول الأظفار وترك قصها".

أما عن من اتخذتها زينة فأقول لها: خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تقويم، وجعل له في شكل جمالي أصابع يستعملها في أغراض شتى، ويحافظ على نهايتها غلاف قرني هو (الظفر) وبهذا التكوين الخلقي الجمالي يتحدد الغرض من (الظفر) وهو حماية رأس الإصبع، ويتحدد حجم الظفر بألا يزيد عن رأس الإصبع ليكون
على قدر الغرض الذي من أجله وجد، ولكي يتحقق التناسق بين الإصبع والظفر من واقع المصلحة، كما أنه جاء في (تقليم الأظفار) ضمن سنن الفطرة، وبهذا تتحدد الزينة والشكل الجمالي للأظفار، وجاءت كلمة (التقليم) تعبيرًا عن قص الأظافر وبذلك ظهرت الحكمة الجمالية، وهي إزالة الزائد من الظفر ليظل محافظًا على حيويته وسلامته ومؤديًا لمهمته.


فما أتت والله الشريعة الإسلامية بأمر إلا وله فوائد عظيمة، هل فهمت ذلك يا حنان".
"نعم يا جنان حالما أصل البيت ساقصّها امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم".