أبو جهل يخرج من الغرب (الرسالة الأولى)

منذ 2008-02-19

الرسالة الثانية "من القاهرة إلى لندن" قريبا..


موقف الغرب من الإسلام أنهم يعرفون الحقيقة كاملة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام غير أنهم لا يملكون شجاعة أبو جهل الذي اعترف عند بعض زعماء قريش أبو سفيان، والأخنس بن شريق عندما كانوا يأتون إليه ليلا فيسمعون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146].

تأمل هذه الحادثة، قالت مدرسة أمريكية لتلاميذها: "أن الإسلام حرم لحم الخنزير وشرب الخمر لأن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- سقط على الأرض مرة من شدة السكر -عياذا بالله من قولها- فنطحه خنزير كان يمر مصادفة!!"
في هذا الوقت وبسبب هذا حرم أكل لحم الخنزير وشرب الخمر، فرد عليها مسلم (مصري) في الفصل، فاعتذرت إليه وقالت: "لن أتوقف عن سرد هذه القصة لأنني أعيش واكتسب رزقي على هذه الخرافة"

لقد أسلمت امرأة انجليزية بسبب موقف القس وهو يهاجم الإسلام، ذات يوم جلس قس انجليزي بجانب مسلم ومعه فتاة تسمع له بكل اهتمام على ضفاف نهر أفون في مدينة بريستول الإنجليزية وقد تكلم عن الإسلام بما لا يليق فاستأذنه المسلم على أن يعلق على كلامه فسكت وقد لاحظت الفتاة ارتباكه وتململه وهو يتثاءب، غير أن الفتاة لم تتركه يذهب فأصرت على بقاءه حتى انتهى الحوار، تأثرت الفتاة برد المسلم ونادتها الفطرة، هنا انصرفوا وقد أصرت الفتاة التواصل مع الرجل المسلم لتعرف مزيدًا عن الإسلام ثم أرسلت إليه بستة رسائل مؤثرة..

الرسالة الأولى: من لندن إلى القاهرة

أخي في الإيمان (وهو الدكتور عبدالودود شلبي) مضت سنوات على زيارتك لنا في (وليامز- منطقة في انكلترا) والدي الملحد لم يعد مصرًا على إلحاده وأختي جوليا تبحث عن دين يطمئن القلب إليه لم يخطر ببال والدي أن يكون ملحدًا لأنه نشأ في أسرة بروتستنتية عريقة فوالداه يحرصان على صحبته كل يوم أحد إلى الكنيسة وكان دائمًا يقول إنه لم ير في الكنيسة ما كان يتمناه.

سبب إلحاده وكان ذلك في نهاية الستينات أن أصدرت كنيسة إنجلترا قرارها بإباحة الشذوذ بين الرجال والنساء لقد زلزل هذا القرار عقائد الكثيرين في عموم أوربا ونقل مقرها إلى "حي سوهو" حي الدعارة في لندن! غير أني عذرته بعد أن قرأت تقرير مجلة التايمز برقم 1932-8-1993 بعنوان (تاريخ الكنيسة الأسود) من تأليف القس دي روزا، حيث تقول هذه المجلة: "إن عدد الكرادلة المتورطين في الفضائح الجنسية الشاذة يشمل العشرات من كبار رجال الكنيسة".

ونشرت جريدة (سيدني مورننج هيرالد) عن الشذوذ ومباركة الكنيسة المتحدة الأسترالية له، وتقديمها كل التسهيلات لممارسته في رحاب الكنيسة وممتلكاتها الخاصة، وصرح بعض قساوستهم: "بأنه من أشد المعجبين بهؤلاء الشواذ لأنهم يمارسون حريتهم على أوسع نطاق!!"

ومن ذلك الحين رفض أبي كل ما تمثله الكنيسة حتى أنكر الدين..

لقد انتصرت الفطرة فيه على هذا الانحراف والزيف، لقد بدأ أبي يقرأ عن الإسلام، إن الفطرة لا تحتاج إلى معلم، وحدها هي النور الذي يهدي صاحبه إلى الحق حتى لو كان في نفق مظلم إن للفطرة سلطانًا يفرض إرادته على أي كائن حي قلت: والفطرة هي الإسلام في الحديث: «ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون بها من جدعاء قالوا: لا، قال: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}» [الروم: 30].

وهذا ليس على الأغلب وإلا كان جميع أهل الأرض مهتدون وإنما هو توفيق الله وحده أن هيأ الأسباب.

قالت الفتاة: في أحد الأيام صرخ والدي بعفوية وهو يقرأ صحيفته المفضلة الجارديان وألقى بها على الأرض، وذلك عن حوار مع أحد مجرمي الصرب يتحدث عن المسلمين بود وعلاقته بالمسلمين وكانوا جيرانه كانت رائعة، كانوا يعاملونني بطيبة إنهم أناس صادقون، لكن أوهمه الزعماء الساسة والعسكريون والقساوسة كما أوهموا ألاف الصرب أن المسلمون قادمون وسوف يقتلوننا عندما يقيمون جمهوريتهم وكانت البوسنة استقلت عن يوغسلافيا، وأنهم سيفرضون الزي الإسلامي وعلينا أن نطهر المنطقة منهم، كان أول درس تلقاه هو التدريب على خنازير حية بشل حركتها وذبحها، أول ضحاياه ثلاثة من الجنود المسلمين من جيش البوسنة لم يتوسل أحد إلا أحمد ضياء عثمان يقول: "لا أستطيع أن أنسى دموعه وهو يتوسل لنا لنرحمه من أجل طفليه وزوجته فأفرغوا عدة رصاصات في رأسه".

الجريمة الأخرى: راح ضحيتها أربع أطفال وامرأتان وأربع رجال لقد أفرغ هو ورفاقه 30 رصاصة في أجسادهم وما يزال يتذكر عيون الطفلة الصغيرة بردائها الأحمر خلف جدتها!

الحقد النصراني جعل الصرب يزرعون أجنة الخنازير والكلاب في أرحام المسلمات، إن أشد وأسوأ عصور الانحطاط الأوربي لم تقع فيها مثل هذه الجرائم، وأعياد الميلاد والحب تدق والاحتفال بميلاد عيسى نبي السلام قد بدأ!! ولكن أي سلام هذا الذي يكون فوق أجساد الأبرياء، تقول الأخت مارجريت: بريطانيا التي تعرف عن الإسلام والمسلمين أكثر مما يعرفه أي بلد في أوربا نتفاجأ بمقالة في صحيفة "الصن" لكاتبها حيث يقول: "إن الإسلام والإجرام اسمان لشيء واحد وأنه لو خير بين أن يكون مسلمًا أو يكون مجرمًا لاختار أن يكون مجرمًا!! نشرهذا الخبر بتاريخ 07/ 05/ 1990م، فأخذته أختي "جوليا" بفزع إلى أسرة مسلمة تعيش قريبًا منا تعرفهم منذ فترة وكانت المفاجأة أن تصل إليهم في وقت صلاة العشاء، لقد رأت أختي ما لم تره عيناها من قبل، الأب والأم والأطفال يجلسون فوق سجادة شرقية يؤدون الصلاة، صورة نورانية للتقى والورع الذي لم تره قبل في معبد أو كنيسة منذ خرجت إلى هذه الحياة، لقد رفعت الغشاوة عن عينها منذ ذلك الوقت وجلست تتأمل في وجوه هؤلاء السابحين في نور الحق، لم تخبرني شقيقتي بما حدث ولا بما رأت كل مافعلته أن توجهت إلى حجرتها فجأة وأغلقت الباب وراءها مباشرة..
ماذا جرى لك يا جوليا؟ سؤال تردد كثيرًا على لساني لقد بدأ والدي يتشكك في كل مايقرأ أو يكتب حتى صحيفته المفضلة سوى أخبار الرياضة والمسرح، حفزني هذا أن أستعير كتاب "بناة الإنسانية" الذي كتبه بريفولت وكتاب "محمد" الذي ألفه مارتن لينجز واسمه بعد إسلامه أبوبكر سراج الدين، من مشاهير المسلمين الدعاة في بريطانيا..

ختمت الأخت مارجريت رسالتها بقولها: بدأ أبي يعيد النظر في إسلامي ولم يصارحني بحقيقة شعوره، والدتي كريستي وأختي جوليا وزوجي نور الإسلام وأطفالي محمد وأحمد في شوق إلى زيارتنا..


نقله ولخصه: محمد الحجي من كتاب "أبو جهل يخرج من الغرب"

الرسالة الثانية "من القاهرة إلى لندن" قريبا..








المصدر: طريق الإسلام