كلمة السر!

منذ 2014-05-05

إن كل المسارات أو أهمها وهو ما يُمثِّل الإستراتيجية العامة لقوى الممانعة هو الرهان على ما يُسمَّى "الكتلة الحرجة"! باعتبار أن ثورات الربيع نجحت على الأنظمة السابقة -بعد الوصول إلى تحريك ما يُسمَّى الكتلة الحرجة- وهذا الأمر هو مناط الخديعة الكبرى.. وهو سِرُّ فشل معظم المسارات الحالية..!

إن كل المسارات أو أهمها وهو ما يُمثِّل الإستراتيجية العامة لقوى الممانعة هو الرهان على ما يُسمَّى "الكتلة الحرجة"!

باعتبار أن ثورات الربيع نجحت على الأنظمة السابقة -بعد الوصول إلى تحريك ما يُسمَّى الكتلة الحرجة- وهذا الأمر هو مناط الخديعة الكبرى.. وهو سِرُّ فشل معظم المسارات الحالية..!

السبب يتلخَّص في نقطتين:

1- بالفعل أثناء ثورات الربيع تحرَّكت الكتل الحرجة في دول الربيع.. إلا أن حِراكها لم يكن كافيًا للإطاحة بالأنظمة القائمة.. دون دعم مباشر من قوى أخرى في الداخل والخارج؛ نظرًا لتلاقي الأهداف والمصالح المرحلية...

ولكن نسب نجاح الثورات إلى تلك الكتلة الحرجة بمفردها عمدًا كنوعٍ من الخداع، وترسيخ معلومات واستنتاجات خاطئة تبنى عليها الأنظمة المؤقتة المتولِّدة بفعل تلك الثورات إستراتيجياتٍ خاطئةً شكلًا وموضوعًا.

2- أنه بافتراض أن الكتلة الحرجة قد تستطيع استعادة زمام المبادرة؛ هنا يجب الأخذ في الإعتبار ثلاث أمور:

الأول:

نسبيًا الكتلة الحرجة بالنسبة للمتغيرات.. بمعنى انسحاب تلك القوى السيادية المحلية الخارجية من دعم الكتلة الحرجة، كما حدث أثناء ثورات الربيع بل ووقوفها في الجانب الآخر.. سيستلزِم تعويض الفراغ الناشئ ومضاعفة قيمة تلك الكتلة الحرجة.. بمعنى أنه إذا كان نزل في ثورات الربيع 10 (وحدة قياس كتلة حرجة) الآن يلزم زيادة القيمة إلى 30-40 (وحدة كتلة حرجة).

الثاني:

قدرة تحريك الكتلة الحرجة.. مما لا شك فيه وبمراجعة الأحداث بعمقٍ سيتضِح: أن قدرات تحريك الكتلة الحرجة قد تضاءلت بشدة نظرًا لأن معظم أدوات تحريك الكتلة الحرجة يمتلكه في الأساس أو يُسيطِر عليه تلك القوى السيادية التي انسحبت ووقفت في الجانب المضاد.. مع تقليم وتحجيم أدوات التحريك عند القوى الممانعة..

فضلًا على أن الكتلة الحرجة في ذاتها ضحلة تمامًا وحيادية وغير ممانعة لأدوات تحريكها، وأن القوى المهيمنة والقوى الممانعة يعلمون هذا جيدًا.. مما يعكس أن الكتلة الحرجة دائمًا ستكون في جانب من يُسيطِر على أدوات تحريكها..

الثالث:

سرعة إعادة بناء حاجز الخوف بعد هدمه أثناء ثورات الربيع داخل أوساط الكتل الحرجة.. سيزيد من صعوبة تحريكها... ويتطلَّب فترة باردة طويلة كالتي حدثت نهايات الأنظمة السابقة قبل الثورات، لهدم حواجز الخوف تدريجيًا الأمر الذي تعلمه جيدًا القوى المهيمنة الآن.. وقطعًا لن تسمح بمثل تلك الفترة الباردة بعد بناء حاجز الخوف النفسي التي كانت هي أهم أسباب هدمه أواخر حكم الأنظمة المثار عليها.

وعليه؛ أن استمرار الرهان على تحريك ما يُسمَّى بالكتلة الحرجة.. يأتي بالتأكيد في صالح القوى المهيمنة بشكلٍ أو بآخر ويعد تضييع للجهد والوقت.

أما عن البديل:

ببساطة إيجاد إستراتيجية سريعة غير متوقعة.. تراعي كل ما سبق ذكره وخلق ضغط سلبي سريع.. يُحرِّك الكتلة الحرجة بغير إرادتها.. من ناحيةٍ، ويهزُّ كيان بعض القوى الخارجية المسيطرة رُعبًا على أعزِّ ما تملِكه في المنطقة..
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام