جئتكم اليوم برسالة...
منذ 2008-03-18
أرسلها إليك كلمات تنزف ألمًا، ما كنت أظن أنّ يومًا يأتي أخاطب فيه المسلم مُذكرًا بحقوق لي عليه وهو يتلو كتاب الله يُعرّفه مكانتي. ...
يا بُني..
أرسلها إليك كلمات تنزف ألمًا، ما كنت أظن أنّ يومًا يأتي أخاطب فيه المسلم مُذكرًا بحقوق لي عليه وهو يتلو كتاب الله يُعرّفه مكانتي.
أعداء الله يعملون ليل نهار لأجل باطلهم، فيا أصحاب الحق أين هممكم وأين سواعدكم؟
ألم يبارك الله عز وجل فيّ وفيما حولي.. فلم تزهدون ببركتي ولا يقلقكم إن تنعّم بها غيركم!!
ألم يحثكم خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم لتشدوا إليّ الرحال، فإن حيل بينكم وبين تُربي.. فلم لا تشد قلوبكم إليّ الرحال؟!
وإن عجزتم يا بنيَّ عن المجيء وحالت بيننا أسوار، أفلم يبلغكم خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بأجر من أوقد سراجًا فيّ وأن من فعل فكأنّه صلى، فلم تبخلون عليّ بمالكم؟
أعداء الله يسهرون ويحفرون ويبذلون الأموال لأجل هيكل بناه ملك في زعمهم، فماذا فعلتم لمسجد أذن الله أن يرفع ويذكر فيه إسمه وبارك فيه وقدّسه.. وتعاهد الأنبياء على بنائه؟!!
يا ابن خير الأمم..
أوَ ما سمعت أصوات الجرافات تهدم بوابتي؟!
أوَ ما سمعت المعاول تحفر الأنفاق تعبث ببنائي؟!
أوَ ما سمعت صوت الرصاص يخترق صدور أبنائي؟!
أوَ لم تدخل أنفك رائحة الدخان منبعثًا من أركاني؟!
أوَ ما بلغك أنّ جدراني تصدّعت، وأسواري تهالكت، ومآذني أخرست؟
أوَ ما بلغك نبأ ذاك اليهودي الذي سكب الخمر في ساحاتي.. على الأرض التي سُكبت فيها دموع الخشية لله تعالى، منذ القدم.
أوَ ما علمت بالمنكرات التي يفعلها أعداء الله في بيت الله؟ في الأرض التي ما فيها موضع شبر إلاّ وقد لامسته جبهة نبي أو ولي.. ساجدين لله خاضعين له سبحانه.
أتبخل عليّ بركعتين في جوف الليل تتضرع بعدهما إلى خالق السماوات والأرض أن يحفظني بعينه التي لا تنام؟!!
أوَ تبخل عليّ يا بُنيّ بترك ذنب ينخرُ في جدراني، ولم أوتَ ولم تؤتَ أمتك إلاّ من قبل ذنوبك؟!!
أو تبخل على بيت الله الذي قدّسه سبحانه بشيء يسير من مالك، يشدّ أزر أسواري في هذه الأيّام المظلمة؟!!
يا بُني.. أراك نائمٌ قرير العين، أما علمت أنّ ساحاتي بدأت تنهار، وإنّي لأخشى عليك بأن تُسأل عني يوم الحساب فلا تجد جوابًا...
يا بُني.. لا تكن ممّن ينتفض حين يسمع خبرًا عن هدم جزء من أجزائي ثم يعود للنوم ويترك الغاصبين يكملون عبثهم وجورهم وبغيهم وطغيانهم.
يا بُني.. إشتقت إليك، وإلى صوتك يملأ الأجواء بالتكبير والتهليل، ولدموعك تروي تربتي.
إشتقت إليك مصليًا في رحابي، وتاليًا لكتاب الله الكريم في جنباتي، ومنصتًا لدروس العلم في مدارسي.
يا بُني.. هذا شوقي إليك يخترق الآفاق.. أما اشتقت إلي؟؟
يا بُنيّ.. لا تخيفك جحافل الغربان الواقفة على أبوابي، فلن يبقى منها شيء يوم تأتي وإخوتك مُكبّرين.
يا بُنيّ.. أقسم بالله أنّي لهم كارهٌ، وإليك مشتاق... فمتى ستأتي للعناق؟!!!
بقلم: هداية
المصدر: الملتقى
- التصنيف: