مخالفات في الصلاة

منذ 2014-05-12

الصلاة عمود الإسلام، والصلاة هي أول ما يسأل عنه العبد في يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر العمل وإن فسدت فسد سائر العمل، والصلاة نور، والصلاة شفاء، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر..

الحمد لله القائل {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون:12]، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين القائل: «صلوا كما رأيتموني أصلي»  (صحيح الجامع:893)، والقائل: «يا بلالُ! أَقِمِ الصلاةَ، أَرِحْنا بها» (صحيح الجامع:7892)، والقائل: «جعلت قرة عيني في الصلاة» (صحيح الجامع:3098).

وبعد: فإن الصلاة عمود الإسلام، والصلاة هي أول ما يسأل عنه العبد في يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر العمل وإن فسدت فسد سائر العمل، والصلاة نور، والصلاة شفاء، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولكن! العبد قد يتساءل عن بعض من يأكلون الربا ويغشون ويكذبون، ويقطعون الأرحام ويعقون الآباء والأمهات، ويقعون في المحرمات وهم يصلون الصلوات الخمس ولم تنههم صلاتهم عن المنكر؟

ونجيب على ذلك بأن هؤلاء لم يقيموا صلاتهم كما أمرهم الله، ولم يصلوها كما صلاها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يحافظوا عليها المحافظة المطلوبة، وإن من ضيع الصلاة فإنه سيتبع الشهوات ومن اتبع الشهوات فسوف يلقى ضنكاً وضيقاً وأمراضاً نفسية وعضوية، بل قد يصل الأمر إلى الانتحار وقتل النفس كما هو حال البعض اليوم، وأما في الآخرة فصدق سبحانه إذ قال: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم:59].

ومن الناس من يضيع الصلاة بالكلية مع عدم جحودها، والصحيح من أقوال العلماء أنه كافر بهذا لقوله صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» (الترغيب والترهيب:260/1، إسناده صحيح).

ومنهم من يضيع بعضها ومنهم من يضيع أركانها، ومنهم من يضيع خشوعها، ومنهم من يضيع واجباتها، ومن المؤسف أن البعض من المسلمين لا يكلف نفسه ولو بالقليل في تعلم صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي موجودة في كتب أهل العلم مثل (زاد المعاد في هدي خير العباد) المجلد الأول للعلامة ابن القيم، أو (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها ) للألباني، أو كتاب (للشيخ عبد العزيز بن باز) رحمهم الله جميعًا.

واعلم أخي المسلم أن العبادات توقيفية، ولا بد لها من نص فلا تقبل العبادة إلا بشرطين..
الأول: الإخلاص..
والثاني: المتابعة، أي متابعة النبي صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى: {..وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا..} [الحشر:7]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (صحيح ابن حبان:26)، أي مردود على صاحبه.

وهناك بعض المخالفات يقع فيها الكثير من المصلين تجعلهم لا يقيمون الصلاة، والله جل وعلا يقول {..وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ..} [البقرة:43]، جمعتها أنا وبعض الإخوة في الله جزاهم الله خيراً، وراجعها فضيلة الشيخ (سعد بن سعيد الحجري) حفظه الله، وزاد في علمه وأطال في عمره على طاعته، نذكر بعضاً منها حتى يتلافاها كل من يقرأها أو يسمع بها وبالله التوفيق..

- الصلاة في ثياب شفافة رقيقة، وقد تبطل الصلاة إذا لم يكن تحتها على العورة شيء.
- قول البعض بعد تكبيرة الإحرام: "عز وجل".

- كشف العاتقين في الصلاة.
- الصلاة في ثوب أو فراش عليه تصاوير.
- أداء الصلاة وهو حاقن أو حاقب أو حازق، «لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان» (صحيح الجامع:7509).

- التلفظ بالنية.
- عدم تحريك اللسان في التكبير والقراءة، وقد تبطل الصلاة لعدم القراءة.
- رفع البصر إلى السماء موافقاً في ذلك تكبيرة الإحرام، ويخشى على بصره أن يخطف كما في الحديث الصحيح.

- الإسراع للحاق الإمام قبل ركوعه أو وهو راكع.
- إيذاء المصلين والملائكة برائحة البصل والثوم والكرّاث والدخان في المسجد.
- زيادة سيدنا في الصلاة الإبراهيمية لعدم ورودها في السنة.
- الدعاء للوالدين بين السجدتين لعدم ورودها في السنة.

- المرور بين يدي المصلي.
- عدم اتخاذ سترة للصلاة.
- مسابقة الإمام وقد تبطل الصلاة، وفي الحديث «ألا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار» (صحيح البخاري:691).

- موافقة الإمام.
- التأخر عن الإمام.
- التثاؤب في الصلاة ولكن يكظم ما استطاع.
- الصلاة بين السواري والأعمدة أثناء قيام الجماعة.
- التقدم على الإمام.

- الخروج من الصلاة بمجرد أي حركة في الدبر، وهذه من الوسوسة.
- ترك بعض المرضى الصلاة بالكلية، وهذا أمر خطير يخشى على صاحبه الهلاك.
- عدم قضاء الفائتة وقضاؤها لازم.
- عدم سد الفُرج.

- قول بعضهم: "اللهم أحسن وقوفنا بين يديك"، قبل الشروع في الصلاة لأنه لم يرد في السنة.
- قول بعضهم: "استوينا لله طائعين".
- كثرة الحركة في الصلاة وقد تبطلها إذا خرجت عن المألوف.
- عدم نصب الرجل اليمنى وبسط اليسرى في الجلوس بين السجدتين، ولو قعد على عقبيه لجاز له ذلك كما في صحيح مسلم.

- انتظار الإمام إن كان ساجداً وعدم الدخول معه مباشرة.
- أن يكبّر تكبيرة الإحرام وهو منحني، وصلاته لا تصح إلا إذا كبر للإحرام وهو قائم.

- قيام المسبوق قبل أن يسلم الإمام التسليمتين وربما تبطل صلاته.
- افتراش اليدين عند السجود وإلصاق الساقين بالفخذين، والفخذين بالبطن، والساعدين بالفخذين.
- عدم السجود على الأعضاء السبعة، ولربما يرفع أقدامه عن الأرض، والسجود عليه كلها مطلوب.
- السلام بعد الصلاة مباشرة على من يمينه وعلى من شماله، واتخاذ ذلك عادة عقب كل صلاة.
- قول بعضهم بعد الصلاة: "تقبل الله" أو "حرماً".
- تخطي بعض المصلين الرقاب أثناء خطبة الجمعة.

- عدم قراءة الفاتحة قراءة صحيحة، ولو قرأها بلحن يحيل المعنى لم تصح الصلاة.
- صلاة جماعتين في مسجد واحد وهذا لا يجوز.
- قول بعضهم: "استعنا بالله" عند سماعه لقول الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5].
- إدخال حرف الواو بين لفظ الجلالة والتكبير، مما يوهم تعدد المذكورين وهذا محرم.
- عدم الاكتفاء بدعاء واحدٍ للاستفتاح.

- وضع اليدين على الجهة اليسرى فوق القلب زعماً بأن في ذلك حفاظاً على الخشوع.
- اعتقاد وجوب السكتة بين الفاتحة والسورة التي تليها في قراءة الصلاة.
- تحويل الآيات القرآنية المشتملة على دعاء، دعاءً للنفس أثناء القراءة.
- الالتفات في الصلاة وذلك اختلاسٌ يختلسه الشيطان.
- قول بعضهم عند الرفع للتشهد الأخير بعد التكبير: "ولله الحمد ".
- عدم إقامة الصلب في الصلاة.

- تأخر المأموم عن الإمام في حين صلاة اثنين، وهذا لم يرد.
- قول بعضهم: "والشكر" بعد ربنا ولك الحمد.
- رفع اليدين عند الرفع من الركوع مشابهتين لحال من يدعو.

- قول بعضهم عند دخوله المسجد والإمام راكع: "إن الله مع الصابرين" حتى ينتظره الإمام.
- رفع الصوت بالذكر وقراءة الآيات، قال صلى الله عليه وسلم: «إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإنما يناجي ربه فلا ترفعوا أصواتكم بالقرآن فتؤذوا المؤمنين» (السلسلة الصحيحة:1597)

- عدم تحري القبلة.
- الاتكاء على السواري والجدران.
اللهم اجعلنا ممن يقيم صلاته وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

 

سعد بن سعيد بن رابعة

المصدر: موقع إمام المسجد