العار!

منذ 2014-05-22

لن يذكر أحد حينئذ ما يسوقونه الآن من مبرِّراتٍ متهافتةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ.. وإنما سوف يذكرون ويحتفظون بتلك الصورة المقزِّزة لذلك الرجل الملتحي أو تلك المنتقبة وهم يُعلِّقون ويحمِلون صورًا لمن يسنّ لهم الأسنَّة والحِراب منتظرًا أقرب فرصة ليتخلَّص منهم تمامًا!


1- ربما لا يُدرِك قادة حزب النور -أو يُدرِكون ولا يأبهون- أنهم بمواقفهم الأخيرة سوف يجلبون لأنفسهم ولدعوتهم ولتاريخهم عارًا وشنارًا يصعب محوه على مدار الأيام وتوالي السنين، وأن رأس مال أي جماعة دعوية هو سمعتها وبياض صفحتها ومصداقيتها لدى من تقصدهم بالدعوة وإذا خسِرت تلك الثقة فقد خسِرت كل شيء.

2- وربما يكسب هؤلاء القوم مغانم عاجلة أو يحظون بدور في مشهدٍ سياسي قادم أو يرِثون دور الإخوان ومقاعدهم، أو ينجون من مقصلةٍ مُعدَّةٍ في الأفقِ القريب، لكن ذلك كله مؤقت وسريع الزوال وسوف يكتشفون أنه سراب لا يروي ظامئًا، ولا يُنبِت زرعًا وإنما يُورِث حسراتٍ وندامةٍ في الدنيا والآخرة.

3- وأشد عارًا من تلك المواقف ما يُساق من حججٍ وأدلةٍ لتبريرها، ووالله إني لأقرأ أو أسمع أحيانًا ما يقوله ياسر برهامي أو نادر بكار أو يونس مخيون أو إبراهيم أباظة أو أبو أسلم السلفي - فأشعر بالغثيان وشِدَّة الحزن من كمِّ الضلال والتضليل الذي يقوله هؤلاء القوم! مع ظنٍ غالب أنهم يعلمون تهافت ما يقولونه لكن الهدف تثبيت الأتباع وتلقينهم أي شيء يحتمون به من مواجهة الحقيقة المرة المؤلمة.. التي سوف يصلون إليها إن نبذوا التقليد الأعمى والتعصُّب المقيت.

4- وأخيرًا.. فسوف تنقشع هذه الغُمَّة عاجلًا أو آجلًا إن شاء الله مثلما زالت مِحنٌ كثيرة قبل ذلك، وسوف تتبدَّل المواقع والأحداث لكن ما سيبقى وسوف يُسجَّل في كتاب التاريخ وسوف يرصده الدارسون المنصِفون أن صفحة حزب النور ورجاله قد كلَّلت بالعارِ والشنار.

ولن يذكر أحد حينئذ ما يسوقونه الآن من مبرِّراتٍ متهافتةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ.. وإنما سوف يذكرون ويحتفظون بتلك الصورة المقزِّزة لذلك الرجل الملتحي أو تلك المنتقبة وهم يُعلِّقون ويحمِلون صورًا لمن يسنّ لهم الأسنَّة والحِراب منتظرًا أقرب فرصة ليتخلَّص منهم تمامًا!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة