وقفات منهجية تربوية - (26) الوقفة الثالثة والعشرون: المسابقة إلى فعل الخيرات

منذ 2014-06-01

العبادات أنواع منها: العبادة المالية، والعبادة القلبية، و العبادة البدنية، والعبادة اللسانية، وقد تجتمع بعض أنواع العبادات في طاعة واحدة وقد تفترق بحسب نوع العبادة.

 

وقد كان الصحابة رضي الله عنهم من أسرع الناس وأسبقهم لفعل الطاعات، ومن أعظم العبادات التي كان الصحابة حريصين على فعلها: نشر العلم؛ لأن نفعه يتعدى. فهذا معاذ بن جبل رضي الله عنه يذهب إلى اليمن وهو شاب في مقتبل عمره، ويهاجر من المدينة بإذن النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل تبليغ العلم، ودعوة الناس إلى الخير.

 

وهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم ينشرون العلم في بيوتهم ومساجدهم ومجتمعاتهم، ومما يتعلق بذلك حرصهم على الجمعة والجماعات، ولهذا قال البراء أو غيره: "كنا نتحين الصلاة عن يمين النبي عليه الصلاة والسلام"، كما كانوا يتسابقون إلى الصف الأول. وذكروا أن ابن عمر وابن عباس وجابر وغيرهم رضي الله عنهم لم يُعرف عنهم أنهم قضوا صلاة مكتوبة.

 

فهذا الحرص دليل على أنهم أحرص الناس وأسبق الأمة إلى الخير، ولهذا أثر الصحابة على من بعدهم من التابعين ومن بعدهم. قال بعض علماء الشافعية: كانوا في الزمن الأول يذهبون إلى الجمعة بالسُّرج بعد الفجر طمعًا في إدراك الصف الأول. ونُقل عن الصحابة ومن بعدهم أنهم مشوا على هذا النهج. ولا بد أن يسأل كل منا نفسه: هل هذا المنهج يتمثله كل طالب في نفسه؟!

 

ملخص من كتاب: وقفات منهجية تربوية دعوية من سير الصحابة.

المقال السابق
(25) الوقفة الثانية والعشرون: التعامل مع أصناف الناس
المقال التالي
(27) الوقفة الرابعة والعشرون: تأصيل مبدأ التناصح