ذكريات في المشفى - (23) البُشرى

منذ 2014-06-03

تقول صاحبتنا:

وبعد عِدَّة أيام إذا بالأهل والرفقاء والجيران جميعًا يحضرون..

سُعداءٌ يُهلِّلون وبالسلامة والعافية يُهنِئون!

- فسألتهم بعجب: يا قومنا ما الذي جدّ وما السبب؟!

- فبكى أبي وقال: يا أغلى البنات.. حمدًا لله الذي بنعمته تتم الصالحات..

- فلما رأى ما بي من حيرةٍ أتم -حفظه الله- لك البُشرى بُنيتي لكٍ البُشرى!

- فقلتُ بم تبشِرون! ألا تتفضلون عليَّ وتُعْلِمون!

- سكت أبي هنيهة يتدبَّر ثم بدأ الكلام بعد أن قرَّر:

بُنيتي لقد كادت قلوبنا عليكِ تتفطر..

حين أعلمنا الجرّاح بما ظن عن دائكِ وفكرّ: قال أنه حين رأى ما أصاب الرئة ظنه نوع من الورم، لذا لم يستطع استئصاله إلا بعد تحليل وجزْم..

- ثم أمر بتحليل العيِّنة في عددٍ من الأماكن المعيَّنة.. حتى يكون من الأمر على بيِّنة، وعسى النتائج تكون على عكس ما بدا له مُطمِئنة..

- ولم نشأ إعلامكِ، حتى لا تقلقي ويتكدَّر بالكِ.. وبقينا في انتظار وقلق هائج، حتى منّ الله علينا بأفضل النتائج..

- وكنتُ أستمع إليه ودموعه تجري على خديه، وقد تحرَّك قلبي شفقةً لا عليَّ بل عليه..

وعندها لهجتُ بالحمد لله كثيرًا، وكم وددتُ أن أسجد لله على الأرض طويلًا..

إلا أنني كنتُ لا أستطيع، لذا اجتزأتُ بخشوع قلبي للسميع...

وكم رقَّ قلبي على جميع من حولي؛ كم عانوا أكرمهم الله من قلقٍ لأجلي...

و..

يتبع...
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
المقال السابق
(22) السِّرّ!
المقال التالي
(24) وانتقلت سامية، وبقيتُ في انتظار الجراحة التالية!