هل (ثورات الربيع) الخطوات الأولى للعلمانية؟
من المفترض أن المرحلة القادمة هي تدشين المعتقد العلماني بشكلٍ قانوني مُعلَن، وصبغة جميع مناحي الحياة الصبغة العلمانية.. بالطبع تمهيدًا لتقبل مرحلة ما بعد العلمنة.. وهي الهدف النهائي والتي ستبدأ بإعادة تقسيم المنطقة وتنفيذ المخطط التوراتي السرمدي..
أُولى خطوات صبغة البلاد بالعلمانية الكاملة حيث مرَّ الأمر كما تمرُّ آليات تغيير أنماط أفكار الشعوب تاريخيًا وِفق سياسة فرض الواقع وأدواتها:
1- ولادة الفكرة.
2- تقبل الفكرة.
3- تصديق الفكرة.
4- التعلق بالفكرة.
5- تنفيذ الفكرة.
6- الولاء للفكرة.
1- ولادة الفكرة.. تمَّت ولادتها الفكرة بشكلها المباشر الغير مُغلَّف بأيديولوجياتٍ أخرى كالاشتراكية وغيرها.. أثناء حكم الرئيس السابق "أنور الساد".. حيث كان بداية الانقلاب الأول على القومية العربية بل حتى والاشتراكية.. ورفع شعار لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين..
ثم جاء عصر الرئيس السابق (حسني مبارك) الذي كان بمثابة فترة تمهيدية -تشبه الحرب الباردة على الاتحاد السوفيتي- لتدمير مصر اقتصاديًا واجتماعيًا وبالطبع سياسيًا.. تمهيدًا لتفتيت الكيان الغير متجانس السابق..
وهذا ما حدث فعلًا لخلق حالة مناسبة لتقبل أي نظام جديد، وبالطبع فزعماء هذه المرحلة كان لا بد أن تتوافر فيهم الصفات المناسبة لهذه المرحلة التمهيدية..
وهذه الصفات هي البرجماتية النفعية بلغة السياسة: (الجهل، النهم، غياب الأخلاق). وبالطبع نجح زعماء هذه المرحلة نجاح باهِرًا كما رأينا ثم كان لا بد من التخلُّص منهم.. لتحضير قادة آخرين جاري صناعتهم أو إيجادهم كما سبق الذكر يناسبون في صفاتهم متطلبات الفكرة الجديدة..!
3- تقبل الفكرة.. أعتقد أن في نظر الأمريكان وأتباعهم وبعد فترة الحرب الباردة -كما سبق الذكر في ظل نظام مبارك- جاءت تحليلات الأمريكان ومراكز دراساتها الشرق أوسطية بأنه فرصة قبول الشعب المصرى لهذه الفكرة تسجل نسب مرتفعه جدًا.. -وأرجو أن لا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن الأمريكية كما سبق في تجربة العراق حيث الاصطدام بالأمواج العاتية الإسلامية-..!
3- تصديق الفكرة.. جاري العمل على إقناع الجماهير وِفق اليات الخشبة المقدسة (Hollywood)!
وهي باختصارٍ شديد كما ورد في كتب التاريخ خشبة كان رهبان المعابد يستخدمونها في التنويم المغناطيسي للسيطرة على عقول البشر وإقناعهم بالأفكار والمعتقدات التي يريدها الرهبان، ومنها اشتق اسم مدينة (هليوود) الأمريكية لاستخدامها بنفس طريقة الخشبة المقدسة للسيطرة على عقول البشر بصورةٍ جماعية ومنها تم تصدير مجموعات من الخشب المقدس إلى بلادنا. هليوود الشرق: (القنوات الفضائية، والإعلام والصحف، والبرامج وخِلافه) وهي من أهم أدوات سياسة فرض الواقع.. وتغيير أنماط الفكر لدى الشعوب واختراق الثقافات والهوية..
4- تنفيذ الفكرة.. مما لا شك فيه أننا الآن نعيش مرحلة التنفيذ بكل آلياتها، ولن تكتمل -في ظني- هذه المرحلة حتى إيجاد الزعيم المطلوب حيث أننا في مرحلة التقييم والبحث والاختبار عن الزعيم المناط إليه التنفيذ (عبد الناصر العلماني الجديد).. وفي ظني هذا ما يُفسِّر ارتباك السياسة الأمريكىة في الفترة الأخيرة للبحث عن الشخص الملائم -كما سبق الذكر- في ظلِّ وجودٍ قادةٍ متفوقين نظريًا وعمليًا ولكنهم في مدارس أخرى غير المدارس الأمريكية.
إلا أن الأشخاص المختارين بحق لم يُطابِقوا النموذج الأمريكي المطلوب بشكلٍ كامل؛ إلا أنهم تقريبًا نجحوا بالكاد.. ولكن ضغوط المرحلة على المستوى الإقليمي والدولي دفع الأمريكان إلى الانصياع إلى آراء وزير دفاعها -باعتباره المنسق الحالي مع القايادات المختارة- وعدم وجود سعة من الوقت لاختيار أو صناعة زعماء أفضل من الكوادر المتاحة..
الشاهد.. من المفترض أن المرحلة القادمة هي تدشين المعتقد العلماني بشكلٍ قانوني مُعلَن، وصبغة جميع مناحي الحياة الصبغة العلمانية.. بالطبع تمهيدًا لتقبل مرحلة ما بعد العلمنة.. وهي الهدف النهائي والتي ستبدأ بإعادة تقسيم المنطقة وتنفيذ المخطط التوراتي السرمدي..
هذا ما أراه يحدث بوضوح أما النتائج.. باعتقادي الجازم أنها ستمر بارتفاع سريع الأيام المقبلة إلى نقطةٍ ما (النقطة الحرجة) ومن ثم ستبدأ في الانحدار السريع لتصل إلى الانهيار الكامل.. مع ملاحظة أن هذا الانهيار لن يأتي وِفقًا لسياسات الممانعة المطروحة على الساحة هذه الأيام..
- التصنيف: