التغريبُ.. الاستعمارُ الأخطر

منذ 2014-06-04

انتهى الاستعمارُ الأوروبي للعرب تمامًا في بداية السبعينيات الميلادية. لكن الاستعمار الفكري لم ينتهِ في هذه الحقبة.

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

انتهى الاستعمارُ الأوروبي للعرب تمامًا في بداية السبعينيات الميلادية. لكن الاستعمار الفكري لم ينتهِ في هذه الحقبة. بل ليس مبالغةً أن قلنا أنه كالأخطبوطِ ما زالَ يتمددُ ويقوى؛ وكالطوفانِ يسيلُ ويجرفُ؛ وكالبركانِ يثورُ ويحرقُ.

 

الاستعمار العسكري كانت تمجه الأمة ويكافحه المُجتمع، وتناضل ضده المقاومة الشعبية. أما الاستعمارُ الفكري في صورته الجديدة (التغريب) فهو يدخل مجتمعاتنا بالترحيب، ويُكَرّم روادُه في المحافل، وتُخلع عليهم ألقابُ الوطنية، والفن، والإبداع، والفكر!

 

لقد غزانا عدُوُنا (فكريًا) بطريقتين خبيثتين ماكرتين:

الأولى: الاستشراق؛ وهو عرضُ تراثنا بعد (تقبيحه) و(تشويهه).

والثانية: التغريب، وهو عرضُ فكرِهم وتُراثِهم بعد (تجميله) و(تحسينه).

وقد ساعدهم في تثبيت استعمارهم الفكري أقوامٌ من بني جلدتنا من مسلوخي الهوية المسكونين بروحِ الانهزامية. فرُزئنا بباقعةٍ يندى لها جبينُ الغيورين. ففي الأدب غرّبوه بحداثتهم البشعة. وفي الاقتصاد غرّبوه برأسماليتهم النتنة. وفي السياسية غرّبوه بديمقراطيتهم الكاذبة. وفي الشأن الاجتماعي والأسري غرّبوه بحريتهم وإباحيتهم المقززة.

 

أيها السادة :

مكافحة الاستعمار الفكري لا يقلُ وجوبًا وأهميةً عما كانت عليه مكافحة أخيه الاستعمار العسكري. فأجمِعوا أمركم وائتوه صفًا وقد خاب اليوم من (استغرب).

عبد الله بن أحمد الحويل