هدية الرحمن عتق من النيران
هل مرت بك لحظة استوقفت نفسك خلالها لتعرف أين أنت من الله وإلى أي طريق قادتك قدماك حتى الآن؟
ملهيات الحياة كثيرة وشواغل الدنيا لاحصر لها والفتن تتنافس على القلوب والشبه تلاحقك في كل مكان والشيطان يقف لك بالمرصاد لا يكتفي بتوريطك في المعصية ولكن الأخطر من ذلك أنه يحارب من أجل أن يصل بك الى مرحلة القنوط من رحمة الله وهذه هي غايته النهائية.
وربنا الروؤف الرحيم أعلم بمن خلق ففتح للانسان أبواباً عديدة للعودة والرجوع إليه، وباب رمضان من أعظم وأوسع تلك الأبواب؛ ففيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتخبو وساوس الشياطين ولا يبقى عليك سلطان الا سلطان نفسك، فإلى أين تقودها وتقودك؟ فهل من المعقول أن تضيع اغتنام تلك الفرصة الرائعة التي بشر الله عباده بالمغفرة لما تقدم من ذنب ثلاث مرات مرة بسبب الصيام ومرة بسبب القيام ومرة بسبب إقامة ليلة القدر أما النفحات فهي على كل عمل صالح فأقبل ولا تتردد إنها فرصتك وقد تكون....
فكم من حبيب كان يشاركنا هذه المناسبة السعيدة ثم نفتقده رمضان الذي يليه ونرجو الله العلي القدير أن يلحقنا بهم جميعا على خير.وها هو رمضان على الأبواب فماذا أعددنا له إذا بلغناه؟ وحتى إذا لمن نبلغه فإنما الأعمال بالنيات والأجر على قدر نية العبد فقد قال تعالى: {وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [سورة النساء من الآية:100].
أما اذا بلغناه رمضان فنرجوا الله أن يكون قد وفقنا في الإعداد اللائق به و أن نكون اكثر توفيقًا في تفعيل هذا الإعداد حتى لا نكون من المحرومين؛ و المحروم حقًا هو الذي يتاح له فضل الله ولا يغرف منه غرفًا فقد روى أبو هريرة « » (الصحيح المسند؛ رقم: [1298)] .
و بمناسبة الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل شهر رمضان المبارك فإن كل الأحاديث الصحيحة و الثابتة تبين سعة رحمة الله و فضله في حين أن الأحاديث الضعيفة تضيق هذه السعة و تحدها. فالحديث الضعيف الذي يصف رمضان بأن أوله رحمة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النار يقابله الحديث الصحيح الذي قال فيه صلى الله عليه و سلم: « »( صحيح ابن ماجه؛ رقم: [1340]).
كذلك الحديث الضعيف الذي يذكر أن النافلة بأجر فريضة و الفريضة بسبعين فريضة يقابله الحديث الصحيح: « ». (صحيح البخاري؛ رقم: [6491]).
وأحاديث فضل رمضان غير ذلك كثيرة منها قوله صلى الله عليه و سلم: « ». (مسند أحمد؛ رقم: [ 15/189)].
كما قال صلى الله عليه وسلم: « ». (صحيح البخاري؛ رقم: [1896]).
كذلك منها قوله صلى الله عليه و سلم: « ». (صحيح البخاري؛ رقم: [2014]).
والله نسأل أن يرزقنا جميعا حسن الخاتمة و يبلغنا الفردوس الأعلى من الجنة و أن يحرم أبداننا على النار.
سهام علي
كاتبة مصرية، تخرجت في كلية الإعلام، وعضوة في هيئة تحرير موقع طريق الإسلام.
- التصنيف:
- المصدر: