اختلاف الشيعة في عقائدهم دليل بطلانها

منذ 2014-07-09

المتتبع للفرق والطوائف التي ظهرت على مدى التاريخ الإسلامي يجد أن الفرق الباطنية التي قامت على معاداة العرب والإسلام كانت من أكثر الفرق التي ألحقت ضرراً بالأمة الإسلامية، وتسببت كثيراً في إعاقة مهمتها في نشر الرسالة المحمدية، ولا يخفى على أحد أن الطائفة الصفوية التي تلقفت أصول عقائدها من الفرق الدينية الجاهلية: (المانوية والمزدكية، والمجوسية والسبئية)، وتلبست بلبوس التشيع لآل البيت عليهم السلام، كانت من أهم الفرق والطوائف التي ساهمت في هذا الأمر.


منذ بزوغ فجر الإسلام وهذا الدين القيّم يتعرض لهجمة عدوانية جائرة من كل حدبٍ وصوب، وذلك لا لشيء سوى كونه دين يحمل رسالة إنسانية حضارية، كان وما زال هدفها الرئيسي إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

وحين نقول: إخراج الناس من عبادة العباد، فإن ذلك يعني سقوط سلطة الفراعنة والأكاسرة والأباطرة، وتحرير العباد من هيمنتهم المطلقة التي كانوا يمارسونها على خلق الله، وهذا بحد ذاته يعني أن أمة كبيرة من المنتفعين قد تضررت مصالحهم المادية والمعنوية بسبب الرسالة المحمدية، ولهذا لا يروق لهم أن يخرج الناس من هيمنتهم وسلطتهم.


وعليه شرعوا بمحاربة الإسلام تحت عناوين وأسباب متعددة ولكنها واهية لم تتمكن من إثبات مبرراتها الفكرية والعقدية، وعلى الرغم من ذلك فقد ساروا في غيهم مُصرين على محاربة الإسلام بكل ما لديهم من حيل ومكر وخبث، وكانت البدع والخرافات إحدى أهم الوسائل التي سلكها هؤلاء الأعداء وما زالوا يسلكونها لتحقيق غاياتهم، وهذا ما ساعد على إضعاف الأمة وبطء انتشار راية الإسلام على المعمورة كافة.


ولعل المتتبع للفرق والطوائف التي ظهرت على مدى التاريخ الإسلامي يجد أن الفرق الباطنية التي قامت على معاداة العرب والإسلام كانت من أكثر الفرق التي ألحقت ضرراً بالأمة الإسلامية، وتسببت كثيراً في إعاقة مهمتها في نشر الرسالة المحمدية، ولا يخفى على أحد أن الطائفة الصفوية (التي تلقفت أصول عقائدها من الفرق الدينية الجاهلية: المانوية والمزدكية، والمجوسية والسبئية)، وتلبست بلبوس التشيع لآل البيت عليهم السلام، كانت من أهم الفرق والطوائف التي ساهمت في هذا الأمر.


فتاريخ هذه الطائفة كان وما زال مغرقاً بالتآمر على العرب والإسلام فلا يمكن نسيان تآمرها وحروبها العديدة ضد الأمة الإسلامية عبر تحالفها المستمر مع الصليبية والصهيونية العالمية.

إن أسباب هذا العداء الذي تكنه الطائفة الصفوية للإسلام والمسلمين لا يكمن في الحقد الشعوبي العنصري الذي تحمله ضد العرب وحسب، وإنما يكمن في بطلان العقيدة الدينية التي تحملها أيضاً، فلم يعرف في تاريخ الفرق والطوائف الباطنية أن فرقة أو طائفة ما اختلفت في عقائدها كما هو حاصل في هذه الطائفة التي اختلفت في أصول عقائدها حتى أصبحت تلعن بعضها بعضاً، وتنجس بعضها بعضاً.


إن من مثالب هذه الطائفة هو اختلافها في أصول عقائدها، حيث لم تتفق على ما إذا كانت هذه الأصول ثلاثة أم خمسة، فذهبت فرقة منها إلى القول بأن أصول الدين خمسة وهي: التوحيد، والنبوة، والمعاد، والإمامة، والعدل، وقد اختلف أتباع هذا الرأي في حكم المخالفين لهم؛ فقالت جماعة منهم بتكفير المخالفين لإنكارهم ما علم من الدين ضرورة وهي الإمامة حسب زعمهم.

وقالت جماعة أخرى أن المخالفين فسقة، وذلك بحسب ما نقله يوسف البحراني وهو أحد كبار مراجعهم في كتابه: (الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب) مستنداً فيما قاله على رأي المحقق الحلي في كتاب (التجريد) ورأي العلامة الحلي في شرحه.


وأضاف البحراني قائلاً في الصفحة 84 من كتابه المذكور أعلاه: "ثم اختلف هؤلاء في أحوالهم -المخالفين- في الآخرة على ثلاثة أقوال:


1- أنهم مخلدون في النار لعدم استحقاقهم الجنة.
2- قال بعضهم أنهم يخرجون -المخالفون- من النار إلى الجنة.
3- ما ارتضاه ابن نوبخت وجماعة من علمائنا أنهم -المخالفون- يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود، ولا يدخلون الجنة لعدم الإيمان المقتضي لاستحقاق الثواب"، ويضيف: "والقول المؤيد عندنا هو أول القولين -أي مخلدون في النار- وهو القول المشهور بين المتقدمين من أصحابنا"، كان هذا رأي القائلين بأن أصول الدين الشيعي خمسة، وأن من يخالف أصلها الرابع (الإمامة) فقد دخل النار.

ولم يكن الذين ذكرهم البحراني وحدهم القائلين بالأصول الخمسة للشيعة؛ بل إن هناك آخرين من أتباع الصفوية من قال بذلك ومنهم على سبيل المثال صاحب كتاب (عقائد الإمامية ص 65)، وصاحب كتاب (بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية ج 2 ص5) وصاحب كتاب (الشيعة والتشيع ص 27)، وصاحب كتاب (معالم الإمامة ص33) وغيرهم.


وفيما ذهب هؤلاء الغلاة للتأكيد على الأصول الخمسة لدينهم، فقد خالفهم آخرون من أبناء عقيدتهم في ذلك قائلين أن الأصول ثلاثة: التوحيد، والنبوة، والمعاد. أما الأصلين الآخرين (الإمامة والعدل) فهما من أصول المذهب وليست من أصول الدين!


ومن بين القائلين بهذا الرأي المرجع اللبناني جواد مغنية حيث ذكر في كتابه (مع الشيعة الإمامية ص8) أن الأصول ثلاثة: التوحيد، والنبوة، والمعاد. فمن شك في أصل منها أو ذهل عنه قاصراً أو مقصراً فليس بمسلم، ومن آمن بها جميعاً جازماً فهو مسلم، وأكد مغنية في كتابه (تفسير الكاشف) محمد جواد مغنية 7ص732 ج3 ص160: "فالإمامة ليست أصلاً من أصول دين الإسلام وإنما هي أصل لمذهب التشيع، فمنكرها مسلم إذا اعتقد بالتوحيد والنبوة والمعاد ولكنه ليس شيعياً"، وقال المرجع الأفغاني محمد آصف محسني في كتابه (صراط الحق في المعارف الإسلامية والأصول الاعتقادية) ص201: "اعلم أن الإمامة وإن كانت عند الإمامية من الأصول دون الفروع؛ لكنها من أصول المذهب دون أصول الدين، فمن أنكرها لا يخرج عن الإسلام (إلا عند جماعة)، بل يخرج من المذهب".


أما محمد حسين كاشف الغطاء فقد ذكر في كتابه (أصل الشيعة وأصولها): "إن الإسلام والإيمان مترادفان، ويطلقان على معنى أعم يعتمد على ثلاثة أركان: "التوحيد، والنبوة، والمعاد".

وعن سبب أخذ بعض مراجع الشيعة بالقول الثاني (الأصول ثلاثة) فيعلق المفكر والكاتب الإسلامي البارع الشيخ علاء الدين البصير على ذلك قائلاً: "والقول بالرأي الثاني إنما جاء بعد التشنيع الذي وجه للشيعة بعد أن كفروا سائر المسلمين"، فرأوا من المناسب تخفيف الهجمة بتغيير لهجة خطابهم، وعدم إثارة الناس عليهم، فقاموا لا سيما المتأخرون منهم بإشاعة القول أن الإمامة هي من أصول المذهب لا من أصول الدين.


ويضيف الشيخ البصير قائلاً: "طبيعي أن الخلاف في العقيدة والمنازعات بين مراجع الصفوية لم يتوقف عند هذا الحد وحسب؛ وإنما هو أعم وأشمل من ذلك، فبينما نرى على سبيل المثال أن بعضهم يؤكد على وجود الروايات المستفيضة حسب زعمه من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على خلفائه الاثنى عشر واحد بعد واحد بأسمائهم، فقد ذهب بعضهم الآخر إلى مخالفة هذا الأمر جملة وتفصيلاً".


فعلى سبيل المثال؛ في الوقت الذي ينفي المرجع الأعلى السابق في حوزة النجف أبو القاسم الخوئي في كتابه (مسائل وردود) ص 124 الروايات التي تحدد أسماء الأئمة الاثنى عشر، ويؤكد على أن الروايات الواصلة إلينا قد حددت عدد الأئمة الاثنى عشر ولم تحددهم بالأسماء؛ فإننا نجد في الوقت ذاته أن المرجع الحالي محمد سعيد الحكيم قد أورد في كتابه (في رحاب العقيدة) ص: 211 أربعة وستين حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم جمعها من مصادر شيعية متعددة فيها أسماء الأئمة الاثنى عشر.

ولا تتوقف الخلافات العقدية بين مراجع الصفوية عند هذا الحد؛ بل هي كثيرة ومتعددة، وتشمل مناحي مختلفة من أصول دينهم وفروعه، وكانت هذه الخلافات سبباً في ظهور فرق وجماعات مختلفة بينهم، فعلى سبيل المثال نجد أن الصراع الإخباري الأصولي قد أفضى إلى ظهور فرقة البهائية التي تطورت إلى دين منفصل كلياً عن دين الإمامية، وقد سبق هذه الفرقة ظهور ما عرف باسم (الشيخية) التي أخذت أقصى اليمين في التطرف والغلو في الأئمة، تشاطرها في هذا الرأي ما بات يعرف بالفرقة (الشيرازية) التي هي اليوم على رأس الفرق المجاهرة بالقول بتحريف القرآن، والطعن بالصحابة، وبعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وتكفيرهم علانية، وإلى جانب هذه الفرق فقد ظهرت هناك فرقة منادية بولاية الفقيه المطلقة وهي فرقة أنشأها الخميني بعد توليه زمام الحكم في إيران، وأخذت هذه الفرقة تحارب كل من خالف نظريتها وتتهمه بالكفر وإن كان مرجعاً شيعياً إثنا عشرياً.

ومن هنا فإن القول ببطلان عقائد الطائفة الصفوية لم يأتِ من فراغ، وإنما استند إلى آراء مراجع هذه الطائفة في نقض عقائد بعضهم البعض، وتكفيرهم لبعضهم البعض، وقد صدق الرأي القائل: "فكل ما بُني على باطل فهو باطل". 

 

 صباح الموسوي