بيوت الصائمات - (2) صلاة الفجر وكنوز الذِكر
روى البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر"، والسنة أن تقرأ سورة طويلة من المفصل -إن تيسر ذلك- وإلا فمما تيسر معها من القرآن.
أذان الفجر
الواجب على المسلمة إذا تحققت من طلوع الفجر أن تمسك عن الأكل والشرب، وإذا سمعت المؤذن فمن السنة أن تردد معه ألفاظ الأذان. ثم تدعو بما ورد "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد"، لتحصل لها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تصلي راتبة الفجر، تقرأ في الركعة الأولى: {قُلْ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلْكَـٰفِرُونَ} [الكافرون:1]، وفي الثانية: {قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1]، وسنة الفجر ينبغي المحافظة عليها، فلقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يدعها سفرًا ولا حضرًا.
روى البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر"، والسنة أن تقرأ سورة طويلة من المفصل -إن تيسر ذلك- وإلا فمما تيسر معها من القرآن.
وبعد الانصراف من صلاة الفجر؛ تحرص على الأوراد والأذكار التي تقال عقب الصلوات من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير. ويمكن للأخت المسلمة الاطلاع عليها في كتيب (صحيح الكلم الطيب) أو غيره من كتب الأذكار المخرجة، وبعدها تقرأ أوراد الصباح، لتكون في حرز من الشيطان، وحصن حصين من الشرور والسنة للمسلم والمسلمة أن يمكث في مصلاه إلى طلوع الشمس، وارتفاعها قيد رمح، يذكر الله تعالى ثم يصلي ركعتين، ليكتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة. لما روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن سمرة : "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس".
ولحديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « »، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « »" [رواه الترمذي].
وتنشغل في جلوسها بقراءة القرآن، حفظًا إن كانت حافظة، أو بمراجعة الحفظ، وإلا قرأت من المصحف ما تيسر لها، وإن لم تكن تعرف القراءة فيمكنها أن تستمع إليها من قارئ أو شريط أو تشتغل بشيء من الأذكار، ومن ذلك أن تقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة، وبعدها تقول: "سبحان الله وبحمده" مائة مرة، ليحصل لها ما وعد النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « »"، وقال: « ».
وقول "لا حول ولا قوة إلا بالله"، لأنها كنز من كنوز الجنة، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري حيث قال له : « »، قلت: "بلى يا رسول الله"، قال: « » (صحيح مسلم)
وإن خير ما يقضى به وقت المسلم والمسلمة، بأحب الكلام إلى الله، وهو ما ثبت في المسلم من حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « »"، إلى غير ذلك من الأذكار والأدعية والأوردة.
وبعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح، تصلي الصائمة ركعتين، أو ما شاءت من ركعات، ثم تأخذ قسطًا من الراحة والنوم، ولا تنسى الأذكار الواردة عن النوم، من قراءة آية الكرسي، وقولها: « » (صحيح البخاري). قراءة المعوذات، والنفث في اليدين، ومسح الجسد بيديها، كما ثبت في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها-: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوذات، ومسح بهما جسده"، وقولها: "الحمد الله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوى"، وغيرها كثير.
واحرصي على أن تعلمي أولادك هذه الأذكار عند نومهم؛ لأن ذلك من التربية لهم، والدعوة إلى الله، وفيها حفظ لهم وحرز من الشيطان، وتعويد لهم على طاعة الله .
-------------------------------------------
من كتاب: البرنامج اليومي للمرأة المسلمة في رمضان
عمر بن سعود العيد
أستاذ بجامعة محمد بن سعود الإسلامية
- التصنيف:
- المصدر: