تقوى الله (3)
إن حقيقة التقوى طاعة الله وطاعة رسوله، فالذي يسعى في طاعة الله وطاعة رسوله ويمتثل ذلك فهو المحقّق للتقوى، وأعلى ذلك أن يكون محققا لتوحيد الله تبارك وتعالى، لأنها التقوى التي أُمر بها الناس جميعا في قول الله يَا {أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ} [النساء:1]؛ يعني وحدوه أنبذوا الشرك وأقيموا قلوبكم على إخلاص القصد والوجه لله تبارك وتعالى.
إن حقيقة التقوى طاعة الله وطاعة رسوله، فالذي يسعى في طاعة الله وطاعة رسوله ويمتثل ذلك فهو المحقّق للتقوى، وأعلى ذلك أن يكون محققا لتوحيد الله تبارك وتعالى، لأنها التقوى التي أُمر بها الناس جميعا في قول الله يَا {أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ} [النساء:1]؛ يعني وحدوه أنبذوا الشرك وأقيموا قلوبكم على إخلاص القصد والوجه لله تبارك وتعالى.
فتحقيق التقوى بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بأن لا يكون في قلبه إلا الله تبارك وتعالى، وأن تخلع من قلبك رؤية الخلق، أن تخلع من قلبك رؤية الدنيا إلا بما أذن الله جل وعلا في ذلك.
فالمتقي ينظر الجنة أمامه فيسعى إليها، وينظر النار أمامه فيهرب منها.
المتقي يرى الآخرة أمامه، يرى الموازين منصوبة، ويرى الصحف تتطاير، فيعمل لذلك اليوم عدته.
المتقي ينظر إلى سكناه في بيته في القبر، فينظر بما يزينه، ينظر بما يريد أن يكون في قبره، ينظر إلى ذلك فيحسن عمله الصالح، وينظر إلى ذلك فيكون على خوف ووجل من الذين يعذَّبون في قبورهم وأن يكون منهم.
إن المتقي لله تراه مسارعا في فرائض الله، تراه إذا نودي إلى الصلاة فإنه يسعى إليها، بخلاف الذين إذا نودي للصلاة كأنه لم يسمعوا، إذا نودي إلى الصلاة سعى إليها محبا لذلك، وإذا غفل عن ذلك أناب واستغفر فيما بينه وبين الله جل وعلا وعظم الله أن يخالفه.
إن المتقي يؤتي الزكاة.
إن المتقي من يقوم طاعة لله.
إن المتقي من يؤدي فرائض الله.
أيضا المتقي من يجتنب ما نهى الله عنه ورسوله.
فالمتقي ليس بذي غش في بيوعاته، الذي يتقي الله يتقي الله في خلقه يتقي الله في حقوق العباد، لا تجده يغش الناس في بيعه، لا تجده يغش الناس في شرائه، لا تجده يخون الأمانة.
المتقي تجده في عمله يحرص أن يكون كسبه حلالا، وعمله على أحسن ما يمكنه.
المتقي تجده يخشى الله فيما يعمل، يخشى الله في بيته، يخشى الله في لفظه، يخشى الله في عمله، يحقق المصالح ويدرأ المفاسد.
المتقي يخشى أن تزل قدمه في طاعة الشيطان بإتيان كبائر الذنوب من شرب الخمر والعياذ بالله، أو من إتيان الزنا، أو من غشيان وسائل الزنى، فإن القلب يتقلب، والعبد إذا سار في الوسائل رضا منه فإنه لا يؤمن، وهو مؤاخذ بالوسائل وبالغايات التي أداها إليه تساهلُه.
كذلك أيها المؤمنون المتقون لله مصلحون فيما بينهم، مصلحون لأسرهم، يسعون في الصلح، يسعون في الكلام الذي يقرب القلوب، ويبتعدون عن الكلام الذين ينافر القلوب؛ لأن الله أمر بأن يصلح ذات بيننا فقال سبحانه {فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ} [الأنفال:1].
إن المتقي لله يخشى أن يكون ممن فرّق بين الناس، ويخشى أن يكون ممن سعى في القطيعة.
إن المتقي لله يسعى في الخير، ويحبب الخير إلى الناس.
كذلك أيها المؤمنون إن الأمة المتقية لله والمجتمع المتقي لله هو الذي يخشى الله، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وإن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إن ترك الأمر والنهي والتساهل في ذلك، إنه علامة ضعف التقوى، فإذا عظم المرء الله هان عليه الخلق في جنب الله جل جلاله، فينظر إلى أمر الله ولا يهمه هل الخلق راضون أم غير راضين.
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، وحاصل على الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
- التصنيف:
- المصدر: