شروط لا إله إلا الله
وقد يصاب بعض الناس بالغفلة عن حقيقة التوحيد وشرط النجاة، ويغتر بكلمة يديرها على لسانه، دون أن يفقه معناها، يظنها مفتاحًا للجنة بمجرد نطقها باللسان، غافلًا عن شروطها التي ينبغي أن تتحقق، ومقتضياتها التي ينبغي أن يعمل بها، لتكون مفتاحًا صالحًا لفتح أبواب الجنة الثمانية.
إن كلمة التوحيد، التي سبق الحديث عن معناها، جعلها الله تعالى عنوان الدخول في الإسلام، وثمن الجنة ومفتاحها، كما جعلها سبب النجاة من النار ومغفرة الذنوب.
وتواردت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المعاني: فمنها: ما جعل الإتيان بالشهادتين سببًا لدخول الجنة، وعدم احتجاب قائلها عنها، فإن النار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص، وقد يدخل الجنة ولا يحجب عنها إذا طهر من ذنوبه بالنار: فعن عبادة بن الصامت، رضي الله عنه، قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « » (أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء، ومسلم في كتاب الإيمان)، وفي رواية: « ».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: « » (أخرجه مسلم في الإيمان).
وعنه أيضًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » (المرجع السابق)، وفي رواية له أيضًا: « ».
وعن عثمان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » (المرجع السابق).
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « »، قلت: "وإن زنى وإن سرق؟"، قال: « »، ثم قال في الرابعة: « »، قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: "وإن رَغِمَ أنف أبي ذر" (أخرجه البخاري في كتاب اللباس، ومسلم في الإيمان).
ومعنى هذا الحديث: أن الزنى والسرقة لا يمنعان دخول الجنة مع التوحيد، وهذا حق لا مرية فيه، وليس فيه أنه لا يعذب عليهما مع التوحيد (كلمة الإخلاص وتحقيق معناها، لابن رجب ص [12])، ففي مسند البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: » « »قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح"، مجمع الزوائد [1/17]).
ومن الأحاديث النبوية ما جاء بيانًا لتحريم دخول النار على من أتى بالشهادتين، وهذا كقوله عليه الصلاة والسلام في حديث معاذ رضي الله عنه: « » (أخرجه البخاري في العلم، ومسلم في الإيمان).
وفي حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: » « » (قطعة من حديث أخرجه البخاري في الصلاة، ومسلم في المساجد)، إلى غير ذلك من الأحاديث النبوية الشريفة (انظر: تهذيب مدارج السالكين لابن القيم ص [187]).
وقد يصاب بعض الناس بالغفلة عن حقيقة التوحيد وشرط النجاة، ويغتر بكلمة يديرها على لسانه، دون أن يفقه معناها، يظنها مفتاحًا للجنة، بمجرد نطقها باللسان، غافلًا عن شروطها التي ينبغي أن تتحقق، ومقتضياتها التي ينبغي أن يعمل بها، لتكون مفتاحًا صالحًا لفتح أبواب الجنة الثمانية.
وشهادة التوحيد هذه، سبب لدخول الجنة، والنجاة من النار، ومقتضى لذلك، ولكن المقتضى لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يختلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه، أو لوجود مانع من الموانع، وهذا قول الحسن البصري ووهب بن منبه، رحمهما الله.
فقد قيل للحسن البصري رحمه الله: "إن أناسًا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة؟"، فقال: "من قال لا إله إلا الله، فأدى حقها وفرضها دخل الجنة".
وقال للفرزدق وهو يدفن امرأته: "ما أعددت لهذا اليوم؟" قال: "شهادة أن لا إله إلا الله، منذ سبعين سنة"، فقال الحسن: "نعم العدة، لكن لـ "لا إله إلا الله" شروطًا، فإياك وقذف المحصنة!"، وقيل لوهب بن منبه: "أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟" قال: "بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك" (أخرجه البخاري تعليقًا في الجنائز).
ويدل على صحة هذا القول: أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص: فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أن رجلًا قال: "يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة"، فقال: « » (أخرجه البخاري في الأدب، ومسلم في الإيمان).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلًا قال: "يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة"، قال: « »، فقال الرجل: "والذي نفسي بيده، لا أزيد على هذا شيئًا، ولا أنقص منه"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « » (أخرجه البخاري في الزكاة، ومسلم في الإيمان).
وقد تواردت مع ذلك آيات وأحاديث تبين توقف دخول الجنة والنجاة من النار على من فعل الفرائض واجتنب المحارم، فصارت تلك الأحاديث السابقة مفسرة مبينة، وينبغي أن يؤخذ بالبيان والمبين معًا، ولا يجوز إعمال بعض النصوص والأدلة وإهمال سائرها (انظر: كلمة الإخلاص وتحقيق معناها لابن رجب الحنبلي ص [31-22] فهذه المعاني مأخوذة منه).
ومن القواعد المقررة: أن المطلق يحمل على المقيد، فإذا جاءت نصوص مطلقة، وجاءت نصوص أخرى متحدة معها في الحكم والسبب، فإنه يحمل النص المطلق على المقيد.
والأحاديث التي جاءت تبين أن دخول الجنة وتحريم النار معلق على شهادة "أن لا إله إلا الله "، وهذه الأحاديث المطلقة جاءت أحاديث أخرى تقيدها.
ففي بعضها: من قال: « »، وفي بعضها: « »، وفي بعضها: « »، وفي بعضها: « ».. الخ.
وكذلك علقت الأحاديث دخول الجنة على: العلم بمعنى لا إله إلا الله، ونصوص أخرى تبين الثبات على هذه الكلمة، ونصوص أخرى تدل على وجوب الخضوع لمدلولها.. إلخ.
ومما سبق كله استنبط العلماء رحمهم الله تعالى شروطًا لا بد من توافرها، مع انتفاء الموانع، حتى تكون كلمة "لا إله إلا الله" مفتاحًا للجنة، وهذه الشروط هي أسنان المفتاح، ولا بد من أخذها مجتمعة، فإن شرطًا منها لا يغني عن سائر الشروط.
ولعل هذه الشروط تكون واضحة من الإشارات التي سنشير إليها في هذه العجالة، فاحرص عليها -أيها المسلم- وتحقق بها، لئلا تقف أمام باب الجنة فترد، لأنه لا يفتح لك!
1. إن لكل شيء حقيقة، ولكل كلمة معنى، فينبغي أولًا: أن تعلم معنى كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، علمًا منافيًا للجهل بها، في النفي والإثبات، فهي تنفي الألوهية عن غير الله تعالى وتثبتها له سبحانه، فلا معبود بحق إلا الله، وقد سبق ذلك وافيا في بيان "مفتاح الجنة" سابقًا.
ومن الأدلة على هذا الشرط: قول الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد:19]، {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ هُوَ والْمَلائِكَةُ وأُوْلُوا العِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران:18]، {إلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف:86].
وأخرج مسلم عن عثمان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ».
ويكتمل هذا الشرط بما يليه، وهو الشرط الثاني.
2. اليقين المنافي للشك: ومعنى ذلك أن تستيقن يقينًا جازمًا بمدلول كلمة التوحيد، لأنها لا تقبل شكًا، ولا ظنًا، ولا ترددًا ولا ارتيابًا، بل ينبغي أن تقوم على اليقين القاطع الجازم.
فقد قال الله تعالى في وصف المؤمنين الصادقين: {إنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات:15].
فلا يكفي مجرد التلفظ بالشهادتين، بل لا بد من استيقان القلب، والبعد عن الشد، فإن لم يحصل هذا اليقين فهو النفاق، والمنافقون هم الذين ارتابت قلوبهم، قال الله تعالى: {إنَّمَا يَسْتَئْذِنُكَ الَذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ وارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة:45].
وقد سبق آنفًا حديثان في ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيهما: « »، وفي رواية « »، « ».
3. وإذا علمت، وتيقنت، فينبغي أن يكون لهذا العلم اليقيني أثره، فيتحقق الشرط الثالث وهو: القبول لما اقتضته هذه الكلمة، بالقلب واللسان: فمن رد دعوة التوحيد ولم يقبلها كان كافرًا، سواء كان ذلك الرد بسبب الكبر أو العناد أو الحسد، وقد قال الله سبحانه وتعالى عن الكفار الذين ردوها استكبارًا {إنَّهُمْ كَانُوا إذَا قِيلَ لَهُمْ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ . ويَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} [الصافات:35-36].
أما المؤمنون الذين قبلوا هذه الكلمة وعملوا بمقتضاها فلهم النجاة عند الله تعالى، وعدًا منه، لا يخلف الله وعده: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًا عَلَيْنَا نُنْجِ المُؤْمِنِينَ} [يونس:103].
وهم أصحاب المثل الطيب، الذين ينتفعون بما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام من الهدى والعلم.
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عنصلى الله عليه وسلم قال: « » (أخرجه البخاري، كتاب العلم، ومسلم، كتاب الفضائل).
4. أما الشرط الرابع: الانقياد للتوحيد الذي دلت عليه هذه الكلمة العظيمة، انقيادًا تامًا، وهذا الانقياد والخضوع هو المحك الحقيقي للإيمان وهو المظهر العملي له.
ويتحقق هذا ويحصل بالعمل بما شرعه الله تعالى، وبترك ما نهى عنه، وذلك هو الإسلام حقيقة، إذ هو: أن يسلم العبد ويستسلم بقلبه وجوارحه لله تعالى، وينقاد له بالتوحيد والطاعة، كما قال سبحانه: {ومَن يُسْلِمْ وجْهَهُ إلَى اللَّهِ وهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى} [لقمان:22].
وأقسم سبحانه وتعالى بنفسه أنه لا يؤمن المرء حتى ينقاد لحكم الله وحكم رسوله: {فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65].
وحتى ميول الإنسان وما يهواه، ينبغي أن يكون من وراء ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وتابعًا له: « » (قال النووي في الأربعين النووية: "حديث حسن صحيح"، جامع العلوم والحكم، ص [364 -365])، وهذا هو تمام الانقياد وغايته.
5. الشرط الخامس: الصدق في قول كلمة التوحيد، صدقًا منافيًا للكذب والنفاق، حيث يجب أن يواطئ قلبه لسانه ويوافقه، فإن المنافقين يقولونها بألسنتهم، ولكن لم يطابق هذا القول ما في قلوبهم، فصار قولهم كذبًا ونفاقًا مخالفًا للإيمان، ونزلوا في الدرك الأسفل من النار: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [الفتح:11]، {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ . يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ . فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة:8-10]، في آيات كثيرة وسور بمجملها في القرآن الكريم تتحدث عنهم.
وفي الصحيحين: « » فاشترط الصدق من القلب، كما اشترطه في قوله لضمام بن ثعلبة: « » (أخرجه البخاري في الزكاة، ومسلم في الإيمان).
6. المحبة، وهي الشرط السادس فحب المؤمن هذه الكلمة، ويحب العمل بمقتضاها ويحب أهلها العاملين بها، وإلا لم يتحقق الإيمان ولم تكتب له النجاة، ومن أحب شيئًا من دون الله فقد جعله لله ندًا: {ومِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًا لِّلَّهِ} [البقرة:165].
وعلاقة حب العبد ربه تقديم محابه وإن خالفت هواه، وموالاة من والى الله ورسوله، ومعاداة من عاداه واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره وقبول هداه، وهذه كلها شروط في المحبة لا تتحقق إلا بها (معارج القبول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله [1/383])، وهى مؤشر على حب الله للعبد بعد ذلك.
ومتى استقرت هذه الكلمة في النفس والقلب، فإنه لا يعدلها شيء، ولا يفضل عليها، فإن حبها يملأ القلب فلا يتسع لغيرها، وعندئذ يجد حلاوة الإيمان: « » (متفق عليه).
وحتى لو تحققت تلك الشروط السابقة كلها، ولكنها فقدت الروح فيها وفقدت سبب القبول عند الله، فإنها لا تنفع صاحبها ما لم يحقق سبب ذلك القبول، وهو الشرط السابع.
7. الإخلاص، و معناه: صدق التوجه إلى الله تعالى وتصفية العمل بصالح النية، من كل شائبة من شوائب الشرك وألوانه. وقد تواردت الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، تؤكد هذا الشرط، وتجعله سببًا لقبول الأعمال عند الله تعالى. قال الله سبحانه وتعالى: {ومَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ وذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ} [البينة:5]، {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} [الزمر:2].
وفي حديث عتبان بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: « » (متفق عليه).
والآيات والأحاديث في الإخلاص كثيرة جدًا، فهو سبب القبول عند الله عز وجل، فلا يقبل الله تعالى من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه وموافقًا لشرعه.
8. ومع هذه الشروط مجتمعة، لا بد من الإقامة على هذه الكلمة، ليختم للعبد بها ختامًا حسنًا، فإنما الأعمال بالخواتيم، ففي حديث مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « »، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه، عند الشيخين « ».
وقد أمر الله تعالى بالإقامة على الإسلام والتوحيد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102].
وقد جاءت الأحاديث الشريفة تبين هذا المعنى: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « »، وقلت أنا: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة" (أخرجهما الشيخان). وفي حديث أبي ذر: « » (أخرجهما الشيخان).
فاحرص أيها المسلم على كلمة التوحيد بشروطها تلك، واحذر من كل ما ينافيها، فإن ما ينافيها ويوقع في الشرك قد يكون أخفى من دبيب النمل.
قال ابن القيم رحمه الله، في قصيدته النونية، مشيرًا إلى أسنان هذا المفتاح الذي تفتح به أبواب الجنة، وهي العمل بشرائع الإسلام، وتحقيق تلك الشروط السابقة، فقال: "هذا، وفتحُ الباب ليس بممكن إلا بمفتاح على أسنان مفتاحه بشهادة الإخلاص والتوحيد، تلك شهادة الإيمان أسنانه الأعمال، وهو شرائع الإسلام، والمفتاح بالأسنان لا تلغين هذا المثال فكم به من حل إشكال لذي العرفان.
عثمان جمعة ضميرية
- التصنيف: