العبودية - الفرق بين الخالق والمخلوق (8)

منذ 2014-08-20

الفرق الثاني، وهو أن يشهد أن المخلوق قائمة بالله مدبرة بأمره، ويشهد كثرتها معدومة بوحدانية الله سبحانه وتعالى، وأنه سبحانه رب المصنوعات وإلهها وخالقها ومالكها، فيكون مع اجتماع قلبه على الله إخلاصا له ومحبة وخوفا ورجاء، واستعانة وتوكلا على الله، وموالاة فيه، ومعاداة فيه.

ولكن بعد ذلك الفرق الثاني، وهو أن يشهد أن المخلوق قائمة بالله مدبرة بأمره، ويشهد كثرتها معدومة بوحدانية الله سبحانه وتعالى، وأنه سبحانه رب المصنوعات وإلهها وخالقها ومالكها، فيكون مع اجتماع قلبه على الله إخلاصا له ومحبة وخوفا ورجاء، واستعانة وتوكلا على الله، وموالاة فيه، ومعاداة فيه، وأمثال ذلك ناظرا إلى الفرق بين ال والمخلوق مميزا بين هذا وهذا يشهد تفرق المخلوقات وكثرتها مع شهادته أن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه، وأنه هو الله لا إله إلا هو، وهذا هو الشهود الصحيح المستقيم، وذلك واجب في علم القلب وشهادته وذكره ومعرفته في حال القلب وعبادته وقصده وإرادته ومحبته وموالاته وطاعته، وذلك تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، فإنه ينفي عن قلبه ألوهية ما سوى الحق، ويثبت في قلبه ألوهية الحق، فيكون نافيا لألوهية كل شيء من المخلوقات، مثبتا لألوهية رب العالمين رب الأرض والسموات، وذلك يتضمن اجتماع القلب على الله، وعلى مفارقة ما سواه، فيكون مفرقا في علمه وقصده في شهادته، وإرادته في معرفته ومحبته بين الخالق والمخلوق بحيث يكون عالما بالله تعالى ذاكرا له عارفا به، وهو مع ذلك عالم بمباينته لخلقه، وانفراده عنهم وتوحده دونهم ويكون محبا لله معظما له، عابدا له راجيا له خائفا منه مواليا فيه معاديا فيه مستعينا به متوكلا عليه، ممتنعا عن عبادة غيره والتوكل عليه والاستعانة به والخوف منه والرجاء له والموالاة فيه والمعاداة فيه والطاعة لأمره، ومثال ذلك مما هو من خصائص إلهية الله سبحانه وتعالى وإقراوه بألوهية الله تعالى دون ما سواه يتضمن إقراره بربوبيته وهو أنه رب كل شيء وملكيه وخالقه ومدبره فحينئذ يكون موحدا لله.
 

المقال السابق
الفرق بين الخالق والمخلوق (7)
المقال التالي
الفرق بين الخالق والمخلوق (9)