العبودية - الفرق بين الخالق والمخلوق (10)

منذ 2014-08-20

وما يذكر عن بعض الشيوخ من أنه قال أخاف أن أموت بين النفي والإثبات حال لا يقتدي فيها بصاحبها، فإن في ذلك من الغلط ما لا خفاء به إذ لو مات العبد في هذه الحال لم يمت إلا على ما قصده ونواه إذ الأعمال بالنيات، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتلقين الميت لا إله إلا إله الله، وقال من كان آخر كلامه «لا إله إلا الله دخل الجنة»، ولو كان ماذكره ومحذورا لم يلقن الميت كلمة يخاف أن يموت في إثنائها موتا غير محمود بل كان يلقن ما اختاره من ذكر الاسم المفرد.

وأما الاسم المفرد مظهرا، أو مضمرا، فليس بكلام تام ولا جملة مفيدة، ولا يتعلق به إيمان ولا كفر ولا أمر ولا نهي، ولم يذكر ذلك أحد من سلف الأمة، ولا شرع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعطي القلب بنفسه معرفة مفيدة، ولا حالا نافعا، وإنما يعطيه تصورا مطلقا لا يحكم عليه بنفي ولا إثبات، فإن لم يقترن به من معرفة القلب وحالة ما يفيد بنفسه وإلا لم يكن فيه فائدة، والشريعة إنما تشرع من الأذكار ما يفيد بنفسه لا ما تكون الفائدة حاصلة بغيره.

وقد وقع بعض من واظب على هذا الذكر في فنون من الإلحاد وأنواع من الاتحاد كما قد بسط في غير هذا الموضع.

وما يذكر عن بعض الشيوخ من أنه قال أخاف أن أموت بين النفي والإثبات حال لا يقتدي فيها بصاحبها، فإن في ذلك من الغلط ما لا خفاء به إذ لو مات العبد في هذه الحال لم يمت إلا على ما قصده ونواه إذ الأعمال بالنيات، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتلقين الميت لا إله إلا إله الله، وقال من كان آخر كلامه «لا إله إلا الله دخل الجنة»، ولو كان ماذكره ومحذورا لم يلقن الميت كلمة يخاف أن يموت في إثنائها موتا غير محمود بل كان يلقن ما اختاره من ذكر الاسم المفرد.
 

المقال السابق
الفرق بين الخالق والمخلوق (9)
المقال التالي
الفرق بين الخالق والمخلوق (11)