هكذا علمتني الحياة - الإيمان بالقضاء والقدر (2)
في الحديث الصحيح كما في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول لملائكته: «قبضتم ابن عبدي المؤمن، قبضتم ثمرة فؤاده –وهو أعلم سبحانه وبحمده- فتقول الملائكة نعم، فيقول وماذا قال –وهو أعلم جل وعلا- قالوا حمدك واسترجع، فيقول الله جل وعلا ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد».
في الحديث الصحيح كما في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول: «
ويا له من جزاء، ما لا عين رأت ولا أذن سمعة ولا خطر على قلب بشر.
في الحديث الصحيح كما في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول لملائكته: « ».
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِين الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156].
فطب نفس إذا حكم القضاء:
ولا تجزع لحادثة الليالي *** فمالي حوادث الدنيا بقاء
ومن نزلت بساحته المنايا *** فلا أرض تقيه ولا سماء
مروا بيزيد بن هارون عليه رحمة الله وقد عمي، وكانت له عينان جميلتان قل أن توجد عند أحد في عصره مثل تلك العينين، فقالوا له وقد عمي: ما فعلت العينان الجميلتان يا أبن هارون؟
فقال ذهب بهما بكاء الأسحار وإني لأحتسبهما عند الواحد القهار.
فالإيمان بالقضاء والقدر نعمة على البشر وبلسم وظل وارف من الطمأنينة وفيض من الأمن والسكينة ووقاية من الشرور وحافز على العمل وباعث على الصبر والرضاء، والصبر مر مذاقه لذيذة عاقبته.
صبرت ومن يصبر يجد غب صبره *** ألذ وأحلى من جنى النحل في الفم
فاحرص على ما ينفعك وارضى بما قسم الله لك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل.
ولست بمدرك ما فات مني *** بلهف ولا بليت ولا لو أني
علي بن عبد الخالق القرني
داعية معروف بفصاحته .. وهو من أرض الحجاز
- التصنيف:
- المصدر: