الهمّ في الإسلام - الهموم الدائمة والمؤقتة
في لحظة واحدة قد يكون همه الأكبر الدنيا وهمه الأصغر الآخرة ولكن همه بالدنيا هم مؤقت وهمه بالآخرة هم دائم.
الفرق بين الهم الأكبر والأصغر وبين الهم الدائم والهم المؤقت :
ـ في لحظة واحدة قد يكون همه الأكبر الدنيا وهمه الأصغر الآخرة ولكن همه بالدنيا هم مؤقت وهمه بالآخرة هم دائم.
ـ فالإنسان السجين همه الدائم هو متى يخرج من السجن، فهذا هو الهم الذي لا يمكن أن ينساه، لكن لا يكون ذلك همه الأكبر في كل لحظة، ففي وقت ما يكون همه الأكبر كيف يحصل على طعام وفي وقت آخر يكون همه الأكبر كيف يحصل على ملابس وفي وقت ثالث يكون همه الأكبر كيف يضيع وقته في تسلية وهكذا.
ـ والمؤمن همه بالآخرة دائم وهمه بالدنيا مؤقت، فهمه بالآخرة مطلوب منه في كل لحظة، وقد يكون هم أصغر في لحظات وقد يكون هما أكبر في لحظات أخرى.
ـ فالمؤمن همه الدائم الذي يسيطر على عقله وتفكيره هو كيف يصل إلى لقاء الله وكيف يكون حاله في الآخرة، فهو يرتب حساباته للقاء الله، فهذا هو الهم الذي لا يمكن أن ينساه، لكن قد لا يكون ذلك همه الأكبر في كل لحظة، ففي وقت ما يكون همه كيف يحصل على طعام وفي وقت آخر يكون همه كيف يتعامل مع مشاغل الحياة وهمومها.
ـ فالمؤمن في الدنيا كالسجين المهموم بيوم خروجه، أما الذي تناسى أنه في سجن فهو لا عقل له، لذلك ففي الحديث: «
».ـ لكن الإنسان الذي يكون همه الدائم هو كيف يحصل على المال أو المنصب أو الشهوات أو كيف ينتصر على مشاكل الحياة وينقطع همه عن الله والآخرة أو يكون همه بالله والآخرة مؤقتا، فهو بذلك ينسى الله والآخرة.
ـ إذن فالهم الدائم والهموم المؤقتة يحدثان معا في اللحظة الواحدة، فالإنسان المسافر همه الدائم هو أن يصل إلى حيث يريد، فهذا هو الهم الذي لا يمكن أن ينساه، ولكن لديه هموم أخرى، ففي وقت ما يكون همه كيف يحصل على طعام أو كيف يتوقف في استراحة يتناول فيها طعام أو كيف يقضي حاجته.
ـ والمؤمن لا يدع الدنيا تشغل همه كثيرا، ففي الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «
».حسني البشبيشي
باحث إسلامي
- المصدر: