مقابلة مجلة العصر مع فضيلة الشيخ حامد العلي
أجرت مجلة العصر الإلكترونية لقاء مع الشيخ حامد عبد الله العلي ولما
كانت الأسئلة منتقاة بإحكام فرغنا الشريط المسجل، وننشر مادته هنا
أيضا في هذا الموقع ـ مع إضافات قليلة جدا أضافها الشيخ كتابة ـ لتعم
الاستفادة أكبر عدد من متابعي موقعنا، فكانت هذه المادة التي نقدمها
لكم، وننوه متابعي موقعنا أننا اختصرنا الإجابات هنا عن اللقاء الأصلي
المطول الذي سينشر بالصوت في مجلة العصر الإلكترونية. ضمن سلسل
الحوارات التي تنظمها مجلة العصر الإلكترونية، نتشرف اليوم باستضافة
فضيلة الشيخ حامد العلي على الهاتف لعرض أبرز القضايا المثارة على
ساحة الأحداث.
س1- ألا ترون أن ما يسمى بمنهج
الوسطية الإسلامية، أصبح علما على الشواذ من الأقوال والمرجوح من
الآراء، استغله البعض للترويج للمدرسة العصرانية (أو العقلانية عند
البعض) القائمة على التفلت من حجية النصوص الشرعية؟ وما خلفية الظهور
المكثف والمركز بشكل ملفت عبر الفتاوى والمنابر الإعلامية في الفترة
الأخيرة؟
الوسطية اسم أصله شرعي، مأخوذ من قوله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً
وَسَطاً} [البقرة:143] وهي تعني الاعتدال في كل شيء، ولهذا
اشتهر في كلام العلماء أن الحق هدى بين ضلالتين، وحسنة بين سيئتين ،
والمقصود ضلالة الإفراط ومجاوزة الحد المشروع، وضلالة التفريط وهو
القصور والتقاصر عن بلوغ هدى الشريعة .وليس غريبا أن يستعار الاسم
الشرعي المحمود فيوضع على معاني غير شرعية، فالمعتزلة من أهم أصولهم
الخمسة التوحيد ويقصدون به نفي الصفات، كما أن التنزيه عند عامة
المتكلمين الأشعرية وغيرهم يقصدون به نفي غير الصفات السبعة وهو باطل
.
واللادينية يطلق عليها العلمانية، وهي جهل وجاهلية لأن كل ما يخالف
حكم الله تعالى هو الجهل بعينه، قال {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ
أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
[المائدة:50] والوسطية كذلك، فربما أطلق هذا الاسم على معناه الحق
ووافق مراد الشرع، وربما أطلقه أصحاب ضلالة التفريط، المقصرون في حدود
الشريعة، المنهزمون أمام الهجمة الغربية على الإسلام، ربما أطلقوه على
منهجهم المنهزم، ولذلك تسمعهم يحاولون تطويع الإسلام للمفاهيم الغربية
في حقوق الإنسان وحقوق المرأة ومفهوم الجهاد الإسلامي، والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من المفاهيم الإسلامية، وقد تجلى
هذا واضحا عندما قررت حركة طالبان هدم الأصنام، فقد وقف كثير من
المحسوبين على العلوم الشرعية والدعوة الإسلامية مع الأمم المتحدة في
دعوتها إلى إبقاء الأصنام، وهي منطلقة من مفاهيم ثقافية لا تعترف
بأحقية دين الإسلام على غيره من الأديان، هذا مثال و الأمثلة
كثيرة.
الخلاصة أن الاسم الشرعي لهذا المنهج الذي يطلق أصحابه عليه الوسطية،
اسمه الشرعي هو اتباع الهوى، فكل ما يخالف الشريعة هو اتباع للهوى،
والهوى يحمل الإنسان على مطاوعة أعداء الإسلام خوفا من اتهامه بالتزمت
والتشدد والتطرف والإرهاب، فهواه يملي عليه اللجوء إلى جانب {وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي
الْحَرِّ} [ التوبة:81 ] وترك جانب {اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ
وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200]
.
وأما كون حضورهم كثيفا، فهذا لايستغرب في ظل الهجمة على الإسلام،
وتحلل زعامات الأمة السياسية من التقيد به، وهي تملك وسائل الإعلام
وتسيطر على ما ينشر فيها، فمن البدهيي أن تختار من يوافقهم على
أهواءهم، تختار من يطمئن الناس أن الإسلام لايخالف ما ترونه في مؤسسات
الدولة، وإن خالفه فإنه شيء يسير لايؤثر، فالطيور على أشكالها تقع،
وشبه الشيء منجذب إليه، فهم يريدون من يمثل الإسلام ويقول لهم، الغناء
حلال، والحكم بالشريعة لايعني قطع الأيدي ولا رجم الزاني، والمرأة
تكون زعيمة، حتى لايظهرهم بمظهر المخالف للإسلام .
س2- البعض يتوقع أن مستقبل
الدعوة الإسلامية سيخضع إلى حد ما لتدافع تياري التأصيل الشرعي
والوسطية المشوهة، وثمة تخوف أن ينشغل الصف الإسلامي بشظايا هذا
التدافع على حساب مواجهة التحديات القائمة، ما مصداقية هذه
النظرة؟
كون الدعوة الإسلامية تنشغل بالدفاع عن الدين من محاولات التشويه من
داخل الدين وباسمه، أمرا شرعيا ومطلبا وواجبا دينيا، وهذه تسمى
التحديات الداخلية، ولا يجوز ترك كل من يريد أن يفسد الدين باسم الدين
وشأنه، بل أحيانا أقول أحيانا مواجهتهم أوجب من جهاد الأعداء ونعلم
قصة ابن النابلسي الذي قال له جوهر الفاطمي بلغنا أنك قلت لو كان معي
عشرة أسهم لجعلت واحدا في الأعداء وتسعة فيكم، قال لم أقل ذلك، بل قلت
يجعل تسعة في الأعداء والعاشر فيكم أيضا فإنكم غيرتم الدين وقتلتم
الصالحين، وفي تاريخ علماء الإسلام كان الرد على أهل البدع يأخذ حيزا
مهما جدا من النشاط الدعوي ، ولكن ترتيب الأولويات مطلوب أيضا،
فالتحديات الخارجية خطيرة وكبيرة جدا, ولا يجوز أن يغفل أن مواجهتها
فرض متحتم أيضا .وكذلك بناء المؤسسات الإسلامية العملاقة، وتنميتها في
كل البلاد الإسلامية، أمر حيوي وذو أولوية قصوى أيضا .
س3- لننتقل إلى واقع الأجيال
المسلمة في منطقة الخليج، ألا تلاحظون شيخنا الفاضل بأن جيل الشباب
الخليجي الحالي، يتعرض جهاز مناعته التربوية والتعليمية إلى شبه
اختراق من تيارات الميوعة وتجار الرذيلة، وهو مستهدف من الدوائر
المتربصة في الداخل والخارج للإجهاز على عناصر القوة والمناعة
فيه؟
الأجيال في منطقة الخليج تتعرض لغزو ثقافي وأخلاقي ، مثل الذي تتعرض
له كل الأجيال في الوطن العربي والإسلامي، بل ربما تكون المقاومة في
الخليج أكثر قوة، بسبب أن الناس لازالت أقرب إلى الفطرة والإسلام
نسبيا، لكن على آية حال الخليج مستهدف، ومن الأمثلة على ذلك، إثارة
الدعوة إلى حرية المرأة والإصرار على تبني المفاهيم الغربية فيما يسمى
حقوق المرأة بشكل مكثف في الآونة الأخيرة، حتى إثارة موضوع حرية الرأي
والتعبير، والتوجه الغربي لتكثيف الوجود العسكري الغربي في الخليج
واضح جدا، وتطبيع قطر وعمان مع الكيان الصهيوني مؤشر ثالث، على كل
حال، الخليج مستهدف لانه غني بالمصدر الحيوي للطاقة الذي يعتمد عليه
الغرب في تفوقه على العالم، فمن البديهي أن يكون مستهدفا، نحن نذكر
الخوف والرعب الذي انتشر في الغرب بعد أزمة الطاقة في 73م، وبعده وضعت
خطط عسكرية لغزو منابع البترول، وخطط سياسية للهيمنة على هذه المنطقة
الحيوية، والخليج مستهدف أيضا لأنه مهد الإسلام، ومهبط الوحي، فهذه
الجزيرة هي قلعة الإسلام، عندما ترى مكدونالز وهارديز حول الكعبة،
فهذا مؤشر يريح الغرب، ولكنهم يريدون أكثر من ذلك، يريدون أن يرون
انهزام الحضارة الإسلامية في عقر دارها، كما هزمت حضارتهم في عقر
دارها في القسطنطينية في التاريخ الغابر، إنها آثار العقلية الصليبية،
ومبدأ صراع الحضارات كما قال هنتجتون، إلى جانب الأطماع الاقتصادية في
النفط الخليجي .
س4- أليس لوجود القوات العسكرية
الغربية (الأمريكية والبريطانية) في منطقة الخليج، علاقة بمخطط
الإجهاز على شباب الخليج، وتكريس السلبية في محيطه؟ وهل لنا أن نعرف
موقفكم من الوجود العسكري في الخليج؟
أشرت إلى هذا في الجواب على السؤال السابق، يجب أن نعلم أن الوجود
العسكري في الخليج خطط له لتحقيق أهداف مرتبطة بأهداف الكيان الصهيوني
إلى حد بعيد، إسرائيل شاحاك يقول في كتابه أسرار مكشوفة ، إن سياسة
إسرائيل قائمة على مبدأين :
الأول : يجب إبقاء العرب تحت هيمنة أجنبية .
الثاني : يجب منع أي دولة في المنطقة أن تحقق التوازن الاستراتيجي العسكري مع إسرائيل أي امتلاك القنبلة النووية .لايريد الغرب أن يمتلك العراق أو إيران القنبلة النووية، لأنه لايريد ذلك، ولأن إسرائيل التي ارتبطت سياستها الخارجية أيضا بأمريكا_ لأسباب كثيرة ليس هنا مجال ذكرها_ ، لاتريد ذلك ، كذلك لايريد الغرب أن تكون هناك قوة عظمى في منطقة الخليج تنازعه مصالحها الاستراتيجية، والكيان الصيهوني لايريد ذلك بالطبع أيضا، وحرب الخليج الثانية اعتمدت في الدرجة الأولى على خطأ العراق في الحسابات، وهو خطأ جسيم جدا، كان خطؤه في حسابات السياسة العالمية، خطأ تاريخيا يدفع العراقيون ثمنه غاليا جدا، ودفعت الأمة الإسلامية ثمنه أغلى بكثير .والوجود الأجنبي في الخليج لايريده أحد، بل الوجود العسكري أو الهيمنة السياسية أو الاقتصادية على كل الدول العربية والإسلامية لايريدها مسلم، ولايريدها شخص يريد أن يكون له ولأمته كرامة، غير أن السؤال كيف تتخلص الأمة ليس الكويت كقرية صغيرة في الوطن الإسلامي أو الخليج كجزء عدد سكانه الأقل في الوطن الإسلامي، كيف تتخلص الأمة من التبعية السياسية وتخلف قوتها العسكرية، والتبعية الاقتصادية، والظلم والاستبداد السياسي، والتمزق، هذه الأسباب الرئيسية التي جلبت الوجود العسكري والتبعية السياسية، كيف نتخلص منها، فيطرد الوجود العسكري في الوطن العربي كله، سواء كان في صورة جيوش ومعدات غربية، أو جيوش عربية تحقق أهداف خارجية لأن زعاماتها السياسية أشد إخلاصا للغرب من الغرب نفسه .السؤال الكبير، كيف نحيي مشروع نهضة كامل، يؤدي بصورة دائمة وسليمة إلى تخلص الأمة الإسلامية من كونها على هامش الحياة ؟
س5- ما هي الخطوات العملية التي
تعرضونها لحماية أجيالنا الصاعدة من الاختناق الفكري والخلقي؟
ثانيا : توفير دعم مادي ضخم ومستمر له.
ثالثا : توفير مادة عصرية وجذابة توصل المفاهيم الأخلاقية والفكرية الإسلامية في صورة عصرية لهذه الأجيال التائهة، ويجب أن يكون هذا الحل سريعا جدا، وكل حلول قبله ستأتي متأخرة جدا وبعد فوات الأوان، فالعالم اليوم هو ثورة معلومات مذهلة، لاتستطيع أن تلاحقها إلا بمثلها، حلول جزئية متناثرة في الوطن الإسلامي الفسيح، تكوين جماعة صغيرة أو مجلة هناك وهناك، هذه حلول جزئية صالحة ومباركة، ولكنها غير كافية .
س6- لننتقل إلى الصراع الدائر
على أرض فلسطين المحتلة، كيف تقيمون الوضع هناك؟
الوضع يقترب من عنق الزجاجة، ويحمل مفاجآت تاريخية من وجهة نظري،
الانتفاضة انتقلت إلى مرحلة السلاح، الشعب مصر على التضحية، وطريق
الجهاد، وقد وضع أولويته الأولى مواصلة الانتفاضة حتى النصر، الدول
العربية أسقط في يدها، السلطة خرجت الأمور عن السيطرة بالنسبة إليها،
شارون يحلم بأن يكون بطلا تاريخيا يطرد العرب من أرض الميعاد أو
يجبرهم على العيش حسب شروطه، تقويمي للوضع أنه لايمكن السيطرة على
الانتفاضة، وأنها ستكبر، وستجر المنطقة إلى حرب، وأنه يجب أن تؤدي هذه
المرة إلى نهاية للكيان الصهيوني أو لقوته وتفوقه في المنطقة، فهي إما
نهاية اسرائيل، أو بداية النهاية إن شاء الله تعالى، وقد كتبت في هذا
مقال مطول عن احتمالات مستقبل الانتفاضة في موقعي في الإنترنت فيمكن
الرجوع إليه هناك .
س7- أثيرت مؤخرا مسألة حكم
العمليات الاستشهادية في فلسطين، فهل لكم أن تلخصوا لنا اجتهادكم في
هذه المسألة النازلة؟
العمليات الاستشهادية جائزة بشرط أن تنكى في العدو، حتى لا تكون مفسدة
قتل المجاهد نفسه لاتقابلها مصلحة أرجح منها، وأرى أن المسألة ليست
نازلة، فعلماء الإسلام وفق ما نقلت من فتاواهم كما نشرته في الجواب
على سؤال وارد من قبل، أفتوا بجواز أن يعرض المجاهد نفسه للموت المحقق
في مواجهة العدو حتى ولو كان هو لايرجو نجاة، إذا كان في ذلك مصلحة
جهادية كإرهاب العدو أو فتح نقب للمسلمين في الحصن يمكنهم من فتحه، أو
القضاء على عقبة كبيرة أمام الجهاد، مثل ذلك المجاهد الذي ضحى بنفسه
وهو يعلم، لقتل الفيل الذي كانت تفر منه خيول المسلمين
ــ إما لايثق بقدرة الله تعالى على إخراجه من البلاء، فكأنه لايؤمن بالتوكل على الله تعالى .
ــ وإما أن يعتقد أن ذنوبه تمنع من استجابة الله له، فهو يائس من قبول الله تعالى لتوبته، وهذان أمران محرمان أشد التحريم، ولهذا كان المنتحر بقتل نفسه يأسا مستوجبا لدخول النار .ومن هنا فإذا كان المجاهد يريد قتل نفسه من أجل أن يتوصل بذلك إلى قتل أعداء الله تعالى ونصر دينه وإعلاء كلمته، فإنه راغب فيما عند الله تعالى أشد الرغبة، مشتاق إلى لقائه، فهو ضد المنتحر تماما، فكيف يكون له حكمه .
ثانيا : أن الجهاد أصلا مبني على التسامح في حصول مفسدة قتل النفس من أجل تحصيل مصلحة إعلاء كلمة الله تعالى، فالجهاد أصلا يعني أصلا التعرض للقتل، ويدل على هذا قصة الغلام مع الملك، فإن الغلام دل الملك على ما يمكنه من قتل الغلام ورجح مصلحة علو أمر الدين على مفسدة تسببه في قتل نفسه، ولهذا يشرع للمجاهد أن يتمنى الشهادة، ويضع نفسه في الجهاد مواضعا يطلبها، لأن الله تعالى يحب أن يرى المؤمن يطلب الموت لمرضاته، لأن ذلك غاية الإيمان وذروة سنامه، فإذا قتل المجاهد نفسه بغية أن يجعل ذلك سببا لقتل الأعداء معه أو زعيما من زعمائهم أو إفساد سلاح فتاك يقتل المسلمين ونحو ذلك مما فيه تحقيق مصلحة عامة للجهاد، داخل في نفس القاعدة الشرعية التي بني عليها مشروعية الجهاد .
ثالثا : أن العلماء لما أجازوا أن ينغمس المجاهد في صف العدو طالبا للموت المحقق وهو لايرجو نجاة من أجل إرهابهم وتقوية المسلمين وتشجيعهم على الموت في سبيل الله، فيكون سببا في إتلاف نفسه لله، فذلك يدل على تجويز أن يقتل نفسه لقتل الأعداء معه بأن يكون مباشرا لقتل نفسه لله تعالى، لأن السبب والمباشرة في حكم القتل سواء في أحكام القصاص، فكذلك هنا في مسألتنا هذه .وينبغي أن نتذكر أن هذا السلاح اليوم أعني العمليات الاستشهادية مهم وخطير جدا، ويعين المسلمين في ظل الضعف العسكري على تكوين توازن الرعب مع عدوهم، لاسيما وفي إيمان المسلم من اليقين بما عند الله ما يحمله على طلب الموت في سبيل الله مالا يوجد مثله عند أي أمة أخرى، فلماذا ننزع هذا السلاح المؤثر والمهم من أيدي المسلمين، في وقت هم في أمس الحاجة إليه ؟!هذه هي الأصول الشرعية التي بنيت عليها الفتوى، والمسألة اجتهادية على أية حال، والله أعلم
اللجنة المشرفة على الموقع
حامد بن عبد الله العلي
أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية
- التصنيف: