معا نصنع الفجر القادم - تاريخ الأمة المؤلم

منذ 2014-09-10

الصالحون الذين اعتزلوا في كهوف التعبد وظنوا الدين ركعتين مع دمعتين أو حفنة من الأموال تخرج صدقة كل موسم أو موسمين، أو اكتفوا بإصلاح أنفسهم حتى ظنوه سببًا كافيًا للنجاة دون أي مشاركة منهم في جهود التغيير.

يا شباب.. إن قدرنا أن نعيش هذه الحقبة من تاريخ الأمة المؤلم المليء بالجراحات ليبلو الله أخبارنا ويختبر إيماننا وعزائمنا، فهذا أوان الرجال وزمن الأفعال بعد أن امتلأت الآذان دهرًا بالأقوال، وهي فرصة ثمينة ثمينة في طي هذه المحنة الثقيلة: أن ننال شرف المشاركة في مهمة الإنقاذ ومسيرة الإصلاح، وقديمًا قالوا: أشد الغصص فوت الفرص.

والمشاركة في هذه المهمة ليس محل تفضّْل من أحد بل غدت واجبة على كل فرد من أفراد الأمة مهما اختلفت درجات قربهم أو بعدهم من الله؛ فهذه رسالة يُخاطَب بها: المصلحون اقتلاعًا لجذور اليأس من نفوسهم وزرعًا لبذور التفاؤل واليقين بحتمية انتصار الدين وإن طال استكبار المجرمين وعلو الكافرين.

الصالحون الذين اعتزلوا في كهوف التعبد وظنوا الدين ركعتين مع دمعتين أو حفنة من الأموال تخرج صدقة كل موسم أو موسمين، أو اكتفوا بإصلاح أنفسهم حتى ظنوه سببًا كافيًا للنجاة دون أي مشاركة منهم في جهود التغيير.

بل حتى العصاة المفرِّطين في أمر الله أوجه إليهم هذه الرسالة لأن هؤلاء لن تسمو هممهم وترتقي طموحاتهم إلا بأن يُحلِّقوا حول الغايات السامية؛ بدلا من التدني المريع حتى أصبح غاية ما يتمنى أحدهم موعدًا من فتاة أو سهرة لهو لإشباع شهوة، ومن سما قلبه بالغايات العليا تطهر ولابد من الآفات الدنيا.

 

خالد أبو شادي

طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ مُتميّزة

المقال السابق
معًا نصنع الفجر القادم
المقال التالي
رسالة مشتعلة